أظهرت النتائج التي أعلنتها اللجان العامة في المحافظات المشرفة على الانتخابات البرلمانية
المصرية عن عدة مفاجآت في جولة الإعادة بالمرحلة الأولى التي انتهت الأربعاء.
ونجح مرشحون كانوا أعضاء في
الحزب الوطني المنحل في الحصول على نحو ثلث المقاعد، فيما حقق حزب "المصريين الأحرار" الذي أسسه رجل الأعمال القبطي نجيب
ساويرس المركز الأول بين باقي الأحزاب المتنافسة، ليقترب من تشكيل الحكومة، وفقا للدستور الحالي للبلاد.
وحصل "المصريين الأحرار" على 41 مقعدا، موزعة بين 36 مقعدا فرديا، وخمسة مقاعد أخرى من خلال قائمة "في حب مصر" التي فازت بكل مقاعد القوائم، فيما فاز 83 مرشحا من الأعضاء السابقين في الحزب الوطني المنحل، وهو ما يمثل نحو 30 بالمئة من عدد المقاعد التي جرى التنافس عليها، لكنهم موزعون بين نواب مستقلين وآخرين منضمين إلى أحزاب أخرى.
"مستقبل وطن" ثانيا
وجاء في المركز الثاني بعد "المصريين الأحرار"، حزب "مستقبل وطن" الذي تم تأسيسه بعد انقلاب يوليو 2013، وحصل على 30 مقعدا.
أما حزب "الوفد"، فأعلن حصوله على 22 مقعدا في المرحلة الأولى من الانتخابات، 17 منهم في المقاعد الفردية، وخمسة عبر قائمة "في حب مصر".
وأعلن حزب "الشعب الجمهوري" عن فوز 11 مرشحا له في المرحلة الأولى من أصل 14 خاضوا جولة الإعادة.
وقال حازم عمر رئيس الحزب، في بيان له الخميس، حصلت "عربي21" على نسخة منه، إن الحزب جاء في المركز الرابع من حيث ترتيب الأحزاب الحاصلة على أكبر عدد من مقاعد المرحلة الأولى للانتخابات.
كما أعلنت صفحة شبكة رصد حزب النور التابعة للحزب على "فيسبوك" عن نجاح 10 من مرشحي النور من إجمالي 24 مرشحا تأهلوا لجولة الإعادة بالمرحلة الأولى.
أما حزب المؤتمر، فأعلن فوز سبعة من مرشحيه بالمرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية، خمسة منهم خاضوا المنافسة على المقاعد الفرديّة، إضافة إلى مقعدين ضمن قائمة "في حب مصر.
لا تلوموا إلا أنفسكم
وفي تعليقه على نتائج المرحلة الأولى للانتخابات، أعرب ياسر برهامي نائب رئيس مجلس إدارة الدعوة السلفية عن صدمته من تقدم المصريين الأحرار والهزيمة الكبيرة لحزب النور.
وهاجم برهامي من وصفهم بمهندسي الانتخابات الذين نجحوا في إقصاء حزب النور عن تمثيل الحركة الإسلامية في البرلمان، قائلا، عبر "تويتر": "هنيئا لمهندسي انتخابات 2015، ولكل المقاطعين والإعلام المأجور والإخوان وأتباعهم وشيوخ السلفيين المقاطعين وأتباعهم، وكل عامل بأجهزة الدولة لم يؤد الأمانة ولم يعدل بين الناس فيما ولي، وكل مرتش وراش وسمسار بينهما، لقد نجحتم في إقصاء حزب النور عن تمثيل الحركة الإسلامية بأقل من عشر وجودها في المجتمع".
وتابع برهامي قائلا: "ها هو الملياردير العالمي ساويرس، يستعد لتشكيل حكومة مصر، فلا تلوموا إلا أنفسكم ولتلمكم الأجيال القادمة، حين تصبح آلام اليوم هي أحلام الغد؛ لأنكم رفضتم أو قصرتم في قراءة الواقع فلم تصيبوا الشرع".
"لن أسيطر على البرلمان"
من جانبه، وصف نجيب ساويرس الانتخابات البرلمانية في مرحلتها الأولى بالنزيهة والحرة، وأضاف عبر "تويتر" قائلا: هذه الانتخابات الحرة وإن كان الإقبال فيها ضعيفا، إلا أنها لم يكن من الممكن حدوثها بنزاهة ودون تدخل إلا بعد ثورة 25 يناير، فلا داعي للهجوم".
وتابع ساويرس قائلا: "ستظل ثورة 25 يناير ثورة شعب ضد الدكتاتورية، ومن أجل الحرية والعدالة، وكما فشلت محاولة سرقتها من الإخوان، ستفشل محاولات تهميشها وضربها"، مضيفا القول: "سيظل المصريون جميعا أحرارا" في إشارة إلى اسم حزبه.
ووجه الشكر لكل ناخب وضع ثقته في مرشحي حزبه، مضيفا: "نعاهد من انتخبونا ومن لم ينتخبونا أن نعمل جاهدين للدفاع عن مصلحة هذا الشعب بكل فئاته وطوائفه في البرلمان المقبل، وأن نترجم ثقتكم فينا إلى خطط عملية للقضاء على الفقر الذى هو هدفنا الأهم خلال الفترة المقبلة".
وأضاف "ساويرس"، في تصريحات صحفية الخميس، أن نجاح الحزب في حصد عدد كبير من المقاعد رغم حملات الهجوم والتشويه كان مرجعه وضوح توجه الحزب منذ 25 يناير 2011، مشيرا إلى أن المصريين الأحرار حزب ولد من الثورة وحافظ على اتجاهه الداعم للحريات والديمقراطية ومقاومة ما أسماه "الفاشية الدينية" وخلط الدين بالسياسة، ثم ظهرت جهوده الواضحة في ثورة 30 يونيو عندما تخلص الشعب كله من حكم تجار الدين".
وأكد أنه لا يرغب في السيطرة على البرلمان المقبل باعتبار مؤسس الحزب صاحب الأغلبية، متوقعا ألا تمكن النتائج النهائية أي حزب من السيطرة على المجلس بمفرده.
وتوقع "ساويرس" ألا يحصل أكبر الأحزاب على أكثر من 100 مقعد، وبالتالي سيكون مضطرا لتشكيل تحالفات مع أحزاب أخرى ونواب مستقلين لتشكيل الحكومة.