دافع الداعية السلفي، الشيخ أبو إسحاق الحويني عن التزامه الصمت إزاء الأحداث التي وقعت أخيرا بمصر، وفي مقدمتها الانقلاب العسكري، مبررا موقفه بالقول إنه اختار الاعتزال حتى لا يقال "خائن وعميل" لمجرد الاجتهاد السياسي، مضيفا أنه "انقبض" بعد ثلاثة شهور من اندلاع ثورة يناير، بحسب قوله.
ونقلت حركة "دافع" على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، الجمعة، قولها إن عددا من أعضائها التقوا الشيخ الحويني عصر الجمعة، بمسجد ابن تيمية بكفر الشيخ، مسقط رأس الحويني، ونشرت صورا للقاء.
وقالت "دافع" - في بيان أصدرته - إن الشيخ قال لهم: "حاولت أن أبتعد عما يحدث، واخترت الاعتزال؛ حتى لا يقال (خائن وعميل)، لمجرد الاجتهاد السياسي، ثم ينعكس هذا القول عندما أبلغ عن الله ورسوله صلى الله عليه وسلم، فابتعدت حفاظا على وجودي الدعوي لاحقا كوظيفة أساسية لي"، وفق قوله.
وأضاف الحويني -بحسب "دافع": "بشأن الأحداث الجارية قلت إني منقبض بعد ثلاثة شهور من اندلاع ثورة يناير في مسجد العزيز بالله، ولم يكن مقبولا مني هذا الرأي، وذلك نظرا لقراءتي أحداث التاريخ القديمة".
في الوقت نفسه، أثنى الحويني على "الدعوة
السلفية"، التي ينبثق منها حزب "النور"، وشدد على انفصاله عنها في الرأي، فقال: "إخوانا في الدعوة السلفية لم التق بهم كثيرا لكن التقينا كثيرا في العقيدة والقلب، نحمل نفس المنهج والعقيدة، ونشرب من بئر واحد، لكن كان الكل يعمل وحده، وبجهده مستقلا".
وأضاف الحويني: "بشأن مصالحة العلماء: سوء الأدب يحصل من طلبة العلم والأتباع، وليس من العلماء، وليس عندي مشكلة مع إخوانا أهل العلم، خاصة من كان له لسان صدق".
واستطرد: "أقبل بالجلوس والظهور كالسابق في حال زوال الفتنة إن شاء الله.. من لم يترب في بيت أبويه لم يربه العلم إلا نادرا، خاصة في زمن التزام الفضائيات".
واختتم أقواله بقوله: "
المصري كالرخام تُعلّم عليه لكن لا تطبع عليه، فكل من يشتمك الآن سيرجع يحمدك بعد زوال الأزمة"، وفق قوله.
وانتقد ناشطون أقوال الحويني، ونصحه أحدهم بالالتحاق بحزب "المصريين الأحرار"، وقال أبو أحمد: "تأخير البيان في وقت الفتن والمحن خيانة للأمة".
وقال مختار صبري: "بل هي التقية الفجة، وخلط المسكنة بادعاء الحكمة.. اعتزال أم اعتذار؟".
وتساءل رابع: "لماذا يجلس مريدك تحت قدمك، ونعلك في وجهه؟ ولماذا لم تتأس بالرسول يا من تدعي أنك تسير على سنته، فلم يثبت عنه - صلي ىلله عليه وسلام - أن نعليه كانا في وجه أصحابه".
وقال "ربعاوي نهضاوي" :"الانقلاب أظهر أقنعة حسان ويعقوب والحويني.. يا ألف خسارة".
وتساءل محمود عزت: "فتنة إيه.. ليست فتنة، فالحق أظهر وأوضح من الشمس".
وقال محمد بالتي: "هذا ليس معناه أنه راض عن الدعوة البرهامية الخائنة، وهذه الصفحة تحاول تبييض وجه برهامي، وزبانيته".
وتساءل أبو عمر: "ما علاقه الشيخ الحويني بـالدعوة السلفية؟".
وأخيرا، قالت ميادة كمال: "الآن.. ساويرس يجمع، ويحصد مقاعد الأغلبية في المجلس، وبنص الدستور سيشكل الحزب الأغلب الوزارة.. علشان كده النصارى، كلهم بينزلوا ينتخبوا بأمر من الكنيسة، وأنتم لسه بتتشاوروا".
وكان حزب "النور" دعا مشايخ التيار السلفي بمختلف توجهاتهم، وفي مقدمتهم أبو إسحاق الحويني، ومحمد حسان، ومصطفى العدوي، بضرورة التحرك لدعم الحزب في انتخابات مجلس النواب"، بحسب ما نقلت صحيفة "المصري اليوم" عن الصفحة الرسمية للحزب.
ومن جهتهم، اتهم أنصار الحويني حزب "النور" بفبركة فيديو له حول الحزب، من أجل استغلاله في الدعاية الانتخابية للحزب في الانتخابات.
و"أبو إسحاق الحويني" هو حجازي محمد يوسف شريف، ويعد أبرز شيوخ السلفية في مصر، وله مؤلفات عدة، ويخطب جمعتين في الشهر بمسجد شيخ الإسلام في مسقط رأسه.
وهو متخصص في علم الحديث، وقد لد في شهر حزيران/ يونيو 1956/ ذو القعدة 1375 هـ، ويعرف بأبي إسحق الحويني، نسبة إلى قرية حوين بمحافظة كفر الشيخ التي ولد وتربى فيها.