تحوّل اجتماع للمكتب التنفيذي لـ"نداء
تونس"، أحد أحزاب الائتلاف الحاكم، كان من المقرّر عقده صباح اليوم الأحد، في أحد نزل مدينة
الحمامات، إلى ميدان لتبادل العنف والسبّ والشتم.
واستعمل عدد من الحاضرين الموالين لشقّ حافظ قايد
السبسي، نجل رئيس الجمهورية، وآخرون من مجموعة محسن مرزوق، الأمين العام للنداء، والمستشار السياسي السابق، ومدير الحملة الانتخابية للباجي قايد السبسي، الهراوات والعصي، فيما سجلت إصابات في صفوف البعض.
وحمّل بيان للمكتب التنفيذي لـ"
نداء تونس" مسؤولية ما حصل لحافظ قائد السبسي، ورضا بالحاج، عضو المكتب السياسي ومدير ديوان رئيس الجمهورية.
تجنيد منحرفين
وقال القيادي عبدالستار المسعودي المحسوب على مرزوق، في تصريح إعلامي، إن أعضاء من المكتب التنفيذي لـ"النداء"، من بينهم الوزير المستقيل، النائب لزهر العكرمي، والأمين العام محسن مرزوق "فوجئوا بالتهجم عليهم من قبل بعض الشبان المحسوبين على شقّ حافظ قايد السبسي، في النزل الذي كان من المفترض أن يحتضن اجتماع المكتب التنفيذي للحزب، مما أدى إلى تهشيم الباب البلوري لقاعة الاجتماع" .
وقال القيادي لزهر العكرمي، في تصريح لإذاعة موزاييك، إنه بلغهم منذ يوم أمس أن حافظ قائد السبسي يسعى إلى تجنيد "منحرفين" من كل الجهات، والهجوم على اجتماع المكتب التنفيذي لمنعه، "وهو ما وقع اليوم".
وأضاف أن "مجموعات شبيهة بالتي اعتدت على اتحاد الشغل سابقا، وعلى اجتماع نداء تونس في جربة سنة 2013، هاجمتنا، ومنعت بالقوة انعقاد الاجتماع"، مضيفا أن بحوزتهم تسجيلات فيديو تثبت ذلك، وأنهم "سيقاضون كل من حرّض وموّل الاعتداءات".
وفي المقابل؛ أظهرت بعض الصور والفيديوهات، أن أعوان الحراسة المكلفين من مجموعة الأمين العام محسن مرزوق، قد منعوا بعض أعضاء التنسيقيات المحلية التابعين لشق حافظ قايد السبسي من الدخول؛ مستعملين لذلك الهراوات والعصي.
صراع داخلي
وكانت مجموعة نجل الباجي قائد السبسي قد دعت إلى هذا الاجتماع، ووجّهت عبر عدل منفّذ دعوات الحضور إلى عدد من أعضاء المكتب السياسي للحزب الموالين لمرزوق، وهم كل من رئيس مجلس نواب الشعب ورئيس الحزب محمد الناصر، والأمين العام محسن مرزوق، والوزير المستقيل الأزهر العكرمي، والمدير التنفيذي للحزب بوجمعة الرميلي، وممثل رئيس الجمهورية الأزهر القروي الشابي، والقيادي عبدالمجيد الصحراوي.
ويعيش "نداء تونس" -الذي أعلن عن تأسيسه الباجي قائد السبسي في حزيران/يونيو 2012- منذ أشهر، صراعا داخليا، استحوذ على اهتمامات الشارع التونسي، ووسائل الإعلام المحلية.
ويتكون الحزب من تيارات مختلفة، كالتجمعيين واليساريين والنقابيين والمستقلين، وهو أحد الأحزاب الأربعة التي تتشكل منها الحكومة، وهي حركة نداء تونس (86 نائبا)، وحركة النهضة (69 نائبا)، والاتحاد الوطني الحر (16 نائبا)، وحزب آفاق تونس (8 نواب).
يشار إلى أن قايد السبسي استقال من رئاسة الحزب بعد فوزه في الانتخابات الرئاسية في نهاية العام الماضي، حسب أحكام الدستور التونسي.