أضافت نتائج دراستين نشرتا الأربعاء لمريضة بسرطان الثدي ومريض بورم البروستاتا، أدلة جديدة، على أن رصد وفحص شذرات الحمض النووي (دي أن إيه) في الدم يمكن أن يسهم في
علاج الأورام.
وتزايد الحماس لتقنية "العينات السائلة" التي توفر بديلا غير جراحي عن الأسلوب التقليدي الذي يتمثل في أخذ عينات من الأنسجة، ومن المتوقع أن يصبح خطوة مبدئية لسوق حجمها مليارات الدولارات.
لكن السؤال الملح يظل: هل هي تقنية مجدية؟
والفرصة سانحة إذ إن 38 شركة على الأقل تعمل على هذه التقنية لعلاج
السرطان، وذلك وفقا لآراء محللين في البنك الاستثماري "بايبرجافري" ممن يعتقدون أن السوق الأمريكية بمفردها قد تصل إلى 29 مليار دولار سنويا في نهاية المطاف.
وقال سيفرين شوان، كبير المسؤولين التنفيذيين بشركة "روش" القابضة أكبر شركة في العالم في مجال التشخيص: "إذا أفلحت فسيكون أمرا مدهشا. لكن السؤال هو: هل تصلح فعلا لجميع أنواع السرطان؟".
وتتعلق الآمال بأن تجري الاستعانة بهذه التقنية كسبيل سهل لأخذ عينات من الحمض النووي في الدم تتعلق بالأورام، وللتأكد مما إذا كان المرضى يستجيبون للعلاج، وللبحث عن طفرات أو أي اتجاه لمقاومة العقاقير أو لرصد ما إذا كانت الخلايا الخبيثة قد عاودت نشاطها.
وستستخدم هذه التقنية في نهاية الأمر لفحص الأصحاء، لكن الأمر يستلزم الكثير من الدراسات.
وسيتمكن الأطباء بالاستعانة بهذه التقنية من أن يعرفوا على الفور متى بدأ تغير نشاط الأورام ليقوموا بتعديل العلاج وفقا لذلك.
وفي الدراسة الأولى التي نشرت نتائجها الأربعاء في دورية العلوم الطبية، استخدم الباحثون هذه التقنية مع 97 رجلا يعانون من سرطان البروستاتا، ووجدوا طفرات وراثية قد تؤدي إلى مقاومة العقاقير لدى المرضى الذين لم يستجيبوا للعلاج التقليدي.
وتتبعت دراسة ثانية وردت في دورية "نيتشر كوميونيكيشنز" سرطان الثدي لدى امرأة على مدى ثلاث سنوات، وخلصت من خلال مقارنة التقنية الجديدة وتلك التقليدية إلى أن
فحص عينات الدم عكس بدقة بالغة التغيرات الوراثية في خلاياها الخبيثة مع مرور الوقت.
وتمثل هذه التقنية خطوة أولى على طريق سريع النمو يستخدم تقنيات التسلسل الجيني لفحص عينات من الدم، بحثا عن مكونات من الحمض النووي المرتبطة بالإصابة بالأورام حيث يعرف العلماء منذ زمن بعيد أن أنواع الأورام المختلفة تترك شذرات من الحمض النووي في الدم.
ويقول خبراء علاج الأورام إن تقنية "العينات السائلة" وعلى الرغم من كونها مثيرة، فإنها لا تزال في حاجة إلى دراسات إكلينيكية شاملة تبرهن على أنها تساعد الناس في مكافحة الأورام من خلال الاكتشاف المبكر. ويحتاج الأطباء أيضا إلى تقييم واضح لمدى دقة هذه التقنيات.