قالت قناة الـ"بي بي سي" البريطانية، إن تصريح
بريطانيا بوقف رحلاتها الجوية إلى مطار
شرم الشيخ بمصر، أدت إلى شرخ في العلاقة بين البلدين، وسببت إحراجا بالغا لرئيس الانقلاب في
مصر عبد الفتاح
السيسي، خلال زيارته لبريطانيا.
وأضافت القناة في تقرير لها، أمس الخميس، أن كاميرون أحرج ضيفه السيسي.
وقال مسؤولون في الخارجية البريطانية في تصريحات خاصة لـ"بي بي سي" إن الحكومة البريطانية كانت تشعر بتدهور الوضع الأمني بمصر في الأشهر القليلة الماضية بالرغم من تأكيد السيسي لهم منذ عشرة أشهر أن الوضع الأمني مستقر.
وقال التقرير إن أزمة وقف الطيران قد فرضت واقعا جديدا وأن السيسي شعر أنه في موقف الدفاع، وقال إن البريطانيين قد اطمأنوا بأنفسهم على الوضع الأمني في بداية العام.
لكن الحكومة البريطانية لا تريد المخاطرة بحياة مواطنيها، على حد قول "بي بي سي"، وبررت قرارها بالقول إنها حصلت على تقارير استخباراتية سرية تشير إلى أن الوضع غير آمن.
وقال المحلل الإستراتيجي من مركز بروكنجز، هشام هيلير، إنه من الصعب أن يدعي النظام المصري أنه في حرب ضد الإرهاب وفي الوقت نفسه يحاول الترويج للسياحة بالادعاء أن مصر آمنه.
ومن جهة أخرى أشارت مراسلة البي بي سي ليس دوسيت أن هناك أزمة دبلوماسية شابت زيارة السيسي لبريطانيا بسبب قرار توقيف الرحلات الى شرم الشيخ بالتزامن مع الزيارة.
وقالت دوسيت في تقرير لقناة البي بي سي الثانية أمس الخميس أن هناك أزمة شديدة حدثت بين الوفد المصري والحكومة البريطانية ربما تكون قد أدت الى تدمير العلاقة بين البلدين.
وقالت أن أحد أعضاء وفد السيسي قال لها أن الحكومة البريطانية لم تضع مصلحة مصر في الحسبان عندما اتخذت قرارها المفاجيء، وأن هذا يتعارض مع مبدأ الشراكة بين البلدين، وعبر عن امتعاضه من القرار قائلا: "ماذا عن السياحة في مصر؟ وماذا عن مصلحة مصر؟ ولماذا لم يتفهم البريطانيون أنه كان لابد من الوصول الى تفاهم بين الطرفين قبل اتخاذ قرار بهذا الحجم وفي هذا التوقيت."
وقالت دوسيت أنه بعد وصول وفد السيسي الى لندن تم عقد اجتماعات مطولة بين الطرفين للوصول الى اتفاق، وأن الطرف المصري طلب تأجيل وقف الرحلات ل24 ساعة، ولكن المسئولين البريطانيين لم يشعروا أن الإجراءات الأمنية التي اتخذها الطرف المصري كافية.
وأضافت أن الطرف البريطاني كان يأمل أن يوافق الطرف المصري على عرض خطة عمل مشتركة ولكن الوفد المصري رفض وقال بشكل واضح "لا"، وأنهم لا يستطيعون اتخاذ قرار سياسي بهذا الشكل قبل مناقشة التفاصيل التقنية وطريقة التنفيذ.