صرح قائد ميداني في
أجناد الشام، أحد فصائل المعارضة السورية أن سبب الهجمة الشرسة على مدينة
داريا بريف دمشق الغربي هو الانتصار الأخير الذي حققته فصائل الثوار في المدينة ضمن المعركة الأخيرة التي تعرف بـ "لهيب داريا" والتي كبدت
النظام خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد، وحررت مساحات واسعة من محيط مطار المزة العسكري.
وأضاف المصدر، في حديث خاص لصحيفة "
عربي21"، أن التقدم الذي أحرزه الثوار هدد أمن النظام السوري في مطار المزة، الذي يعتبر أهم المراكز القيادية للمخابرات الجوية.
وأكد القائد الميداني، الذي يتولى قيادة القطاع الأوسط ما بين مدينتي معضمية الشام وداريا، الذي يعتبر القطاع الأكبر في المنطقة، أن معظم جثث قتلى النظام تعود لمتطوعين في اللجان الشعبية والفرقة الرابعة، كما لوحظ من تردد موجات الاتصال الخاصة بقوات النظام أن معظم الموجودين هم من المليشيات الشيعية غير السورية، فهم بحسب لهجتهم الدخيلة إما عراقيين أو لبنانيين.
وتحدث القيادي لـ"
عربي 21" عن تنسيق عالي المستوى بين الفصائل والمجموعات المقاتلة على الأرض، يجمع قيادات كتائب الثوار ضمن غرف عمليات يقودها مقاتلون ذو خبرات عالية.
وقال: "هناك غرفة عمليات مشتركة لإدارة المعركة يقودها قياديون ذوو خبرة عالية، وتم الاعتماد على الخبرات والعتاد الموجود عند كل الفصائل بشكل مشترك من أجل صد الهجوم، وقد برزت خبرات واسعة في عملية الصد وتم تنسيق الجهود ضمن غرف عمليات من أجل تلافي أي احتمالية خرق".
وتابع حديثه بالقول: "أثمرت تلك الجهود في معركة لهيب داريا بشكل واضح، عقب تحرير مناطق واسعة من داريا، بالقرب من مطار المزة العسكري، وتم الحصول على غنائم مهمة من قوات النظام السوري، والمليشيات الطائفية التي تسانده، ومن أبرز المناطق المحررة، هي منطقة الجمعيات".
وكشف أنه بدأت مساع "من بعض الموالين والمستفيدين من النظام السوري، العديد من عمليات التحضير والدعوات إلى المضي بهدنة في المدينة ولكن القوى الثورية في العاملة داريا رفضت المشروع واستقام الرأي على ثبات في الموقف وعزيمة على تحقيق الانجازات الواسعة التي تصبوا إليها هذه الثورة".
وأشار إلى أن عملاء النظام هم من بعض سكان المدينة سابقا، ممن يحاولون اللحاق بمؤسسات الحزب وقوات النظام.
وكان قد أعلن قبل نحو يومين لواء ذو الفقار العراقي الشيعي، بقيادة حيدر نعمة المعروف "أبو شهد الجبوري"، توجه مقاتليه من الغوطة الشرقية وبلدات جنوب دمشق إلى جبهات مدينة داريا بريف دمشق، لمساندة قوات النظام السوري، من المتطوعين لدى الدفاع الوطني وقوات الفرقة الرابعة، بالإضافة إلى مجموعات من الفتيات المسلحات، ممن ينتسبون إلى ما بات يعرف باللواء النسائي السوري، والذي يقاتل مع باقي المليشيات والكتائب تحت غطاء ناري من قبل الطائرات روسية.