قالت صحيفة "إندبندنت" في تقرير لها إن الجلاد الملثم الذي حمل اسم "
الجهادي جون"، وجسد العنف الوحشي لتنظيم الدولة، تم التعرف عليه أنه مبرمج كمبيوتر بريطاني، وكان معروفا لدى المخابرات العسكرية البريطانية الداخلية (MI5) والشرطة لمدة أربع سنوات قبل تسلله لسوريا.
ويشير التقرير إلى أن هناك تقارير بأن القوات الأمريكية قامت باستهداف محمد
إموازي في ضربة جوية في سوريا. وقال مسؤول أمريكي لوكالة أنباء "أسوشيتد برس" إن هجوما شنته طائرة دون طيار على مركبة في مدينة الرقة، يعتقد بأنها كانت تقل متطرف
تنظيم الدولة.
وتذكر الصحيفة أن إموازي ولد في الكويت، وعاش في لندن 17 عاما، وكان هو الشخص الذي ظهر في الفيديوهات السوداء التي تم فيها قطع رؤوس رهائن غربيين، ما أثار تساؤلات حول مقدرة المخابرات على مراقبة المتطرفين.
ويلفت التقرير إلى أنه في الوقت الذي تزاحمت فيه وسائل الإعلام على الذهاب للعناوين التي سكن فيها إموازي، من شقة يقدر ثمنها بـ 800 ألف جنيه إسترليني في ميدافيل شمال لندن، إلى عنوانه الأخير في بلوكات سكنية كئيبة في غرب لندن، بدأ النقاش عن كيف تحول شاب حسن الهندام وذكي، وهو ابن سائق سيارة أجرة في لندن، إلى شخصية الدعاية الملطخة بالدماء لتنظيم الدولة.
وتبين الصحيفة أن الشاب البالغ من العمر 26 عاما انتقل للعيش في لندن بعمر ست سنوات، وأول ما تنبهت له المخابرات العسكرية الداخلية (MI5) عام 2009. وتم اعتقاله مع اثنين أثناء سفرهما إلى تنزانيا لرحلة سفاري، حيث اعتقد ضباط المخابرات بأن تلك السفرة كانت غطاء للانضمام إلى حركة الشباب الإسلامية في الصومال.
وكانت صحيفة "إندبندنت" كشفت عام 2010 عن اعتقاله، الذي دام أسبوعا في أفريقيا، بناء على طلب من
بريطانيا، والتحقيق معه من ضباط مخابرات بريطانيين، مع أنه عرف نفسه وقتها باسم آخر.
ويفيد التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، بأنه بينما كان إموازي يدرس في جامعة وستمنستر تم ربطه مع مجموعة من الرجال كانت تراقبهم الأجهزة الأمنية البريطانية. وكانوا يلعبون كرة القدم (خمسة في كل جانب)، ودرسوا في المدارس ذاتها، وذهبوا إلى المساجد ذاتها في غرب لندن، ثلاثة منهم ماتوا، وعدد منهم يقضون أحكاما بالسجن، وأحدهم يعيش في السودان بعد تجريده من الجنسية البريطانية.
وتوضح الصحيفة أن المجموعة تضم بلال البرجاوي ومحمد صقر، اللذين سافرا إلى الصومال للانضمام لحركة الشباب الإسلامية في الصومال. ويعرف أن البرجاوي ترفع إلى موقع كبير في الحركة، قبل أن يقتل في هجوم لطائرة أمريكية دون طيار في كانون الثاني/ يناير عام 2012.
ويورد التقرير أنه بعد أن أنهى إموازي الجامعة، تنقل بين عدة وظائف كونه مبرمجا للكمبيوتر، وحاول الانتقال إلى الخارح للحصول على شهادة تدريس لغة أجنبية. وأخيرا سافر بعد تغيير اسمه إلى محمد العيان عن طريقة وثيقة قانونية. وادعى الناشطون في منظمة (كيج) بأن إموازي تعرض لحملة مضايقات من (MI5) لمحاولة تحويله إلى مخبر من عام 2010 إلى 2012.
وتذكر الصحيفة أن إموازي زعم أنه منع من المخابرات البريطانية من السفر إلى الكويت، حيث كان تنتظره وظيفة وخطيبة، وانتهى بالشعور بأنه "كالسجين" على الأراضي البريطانية.
وينوه التقرير إلى أن مدير الأبحاث في منظمة (كيج) عاصم قرشي، الذي اتصل به إموازي ليشكو من التخويف الذي يعاني منه، قد شبه إموازي بمايكل إديبولاجو، الذي ادعى أيضا أنه عانى من محاولات تجنيد من (MI5). وقال إن الرجلين عانوا من "سياسات محلية خانقة تهدف إلى تحويل الشخص إلى مخبر، وتحرم الشخص من تلبية حاجاته الحياتية الأساسية" وأن مثل هذه الأفعال كان لها "تأثير طويل الأمد" على إموازي.
وتبين الصحيفة أن قرشي أثار غضب الكثير عندما وصف إموازي بأنه "طيب جدا ولطيف وهادئ الحديث، وأكثر الشباب الذين عرفتهم تواضعا". مشيرة إلى أن هذه الكلمات لا تنطبق على حقيقة إموازي، فهو رجل سعيد بأن يتلفظ بالكلام البغيض لتنظيمه، بينما يتم تصويره يمسك السكين على رقاب ضحاياه الراكعين الذين تضمنوا سائق التاكسي البريطاني آلان هينينغ وعامل الإغاثة ديفيد هينز.
ويكشف التقرير عن أن المسؤولين البريطانيبن يرفض أي اقتراح يحاول الربط بين القتل الذي ارتكبه إموازي وتجربته مع المخابرات البريطانية. وقال مصدر استخباراتي للصحيفة إنه عرف عن إموازي ارتباطه بشبكة إسلامية، وتم التعامل معه طيلة الوقت بحسب القانون.
وتختم الصحيفة تقريرها بالإشارة إلى أن عضوا برلمانيا قال إن لحنة الأمن والاستخبارات ستطلب إجابات من المخابرات حول المعلومات التي توفرت لديها حول إموازي ولقاءاتهم معه.