هدد أمين عام حزب الله حسن نصر الله بفتح جبهات جديدة مع
تنظيم الدولة، وأدان الهجمات الإرهابية التي ارتكبها التنظيم في باريس، وعبر عن مواساته للأبرياء الذين تعرضوا "لهذا الظلم والاعتداء".
وقال نصر الله إن بعد هذه العملية الإرهابية في برج البراجنة "سنذهب لنفتش عن جبهات مفتوحة مع "داعش"، لنؤكد الوفاء لدماء هؤلاء الشهداء الذين سقطوا"، مشددا على أن تنظيم الدولة لا مستقبل له، "لا في السلم ولا في الحرب"، وهذا الميدان السوري والعراقي يؤكد انحسار قدرة التنظيم، وزاد بقوله: "واليوم في الحل السياسي لا وجود لـ"داعش"، ومن دعم هذه الجماعات الإرهابية سيتخلى عنها".
واعتبر أنه أصبح من المسلّمات مسؤولية تنظيم الدولة عن هذه الجريمة، وأوضح أن "المعتقلين الآن لدى الأجهزة الأمنية اعترفوا بتلقيهم التعليمات والأوامر من التنظيم"، مشيرا إلى أنه ثبت حتى الآن وجود انتحاريين اثنين، والأسماء التي نشرت من قبل التنظيم الإرهابي أو غيرها ثبت أنها غير صحيحة، وثبت حتى الآن هوية أحد الانتحاريين فقط وهو سوري الجنسية.
ولفت نصر الله إلى أنه تم إلقاء القبض من قبل فرع المعلومات والأمن العام على موقوفين لهم علاقة بهذه العملية الإرهابية، مشيرا إلى أن الشخصيات الأساسية في تدبير هذه العملية أصبحوا لدى فرع المعلومات.
وشدد على عدم وجود أي فلسطيني بين المعتقلين، وذكر أنهم استفادوا من شقق موجودة في بيروت، ومن إحدى الشقق في مخيم برج البراجنة، واستطرد قائلا: "نسجل هذا الإنجاز الأمني للأجهزة الأمنية اللبنانية"، منوها إلى التعاون بين الأجهزة الأمنية اللبنانية وجهاز أمن المقاومة.
وأوضح الأمين العام لحزب الله أنه لا يكفي فقط لمواجهة مثل هذه العمليات من الاعتماد على الإجراءات الاحترازية التي تبقى ضرورية داخل الأراضي اللبنانية، لكن "لا بد أيضا من الذهاب إلى منابع ومصادر شبكات التفخيخ والاغتيال الإرهابية واعتقال الرؤوس المدبرة للعمليات الإرهابية، كما اتبع الأسلوب ذاته مع شبكات تفخيخ السيارات، أي بالذهاب للقبض وتجفيف منابع هذه الشبكات والعمليات، وما حصل في الأيام الماضية من اعتقالات ومداهمات وغيرها يأتي في هذا السياق" على حد تعبيره.
ودعا نصر الله إلى تعطيل الأهداف التي يسعى إلى تحقيقها ما وصفه بـ"العدو الإرهابي التكفيري"، والعمل على "منع تحقيق أهداف العدوان أو الإرهاب من خلال إفشالها، وفي الحالة الراهنة، ففي تفجير برج البراجنة أحد الأهداف هو تحقيق فتنة في لبنان، ومن قام بتفجير برج البراجنة هدف لإحداث فتن بين اللبنانيين والفلسطينيين، وبالتحديد بين أهل برج البراجنة ومخيم البرج القريب، ولاحقا المخيمات الفلسطينية التي تعيش بين أهلنا في الجنوب والبقاع".
وذكر أن الأعداء حاولوا زرع الفتنة، والنيل من "الإخوة السوريين في لبنان"، بعد تسريب اسم سوري يشتبه في ضلوعه في تفجيرات الضاحية، وقال: "وبفضل هذا الوعي عند هذا الجمهور وعند عوائل الشهداء بالأخص تم تفويت الفرصة على الفتنة، وأيضا المواقف الحاسمة والحازمة للإخوة الفلسطينيين ساهمت في ذلك".
وخاطب نصر الله النازحين السوريين في لبنان قائلا: "أيا كان موقفكم السياسي، فمصلحتنا ومصلحتكم توجب منع هؤلاء الإرهابيين من استغلال وجودكم لارتكاب جرائم إرهابية في لبنان، فالجماعات الإرهابية أصلا لا تميز بين اللبناني والفلسطيني والسوري، فهم يشرعون قتل جماعاتهم دون أي وجه حق، كما لا يميزون بين الشيعي والسني أو المسيحي".
واعتبر الأمين العام لحزب الله أن استخدام الجماعات الإرهابية لأي لبناني أو فلسطيني من أي طائفة لا يعني تحميل هذه الطائفة بأكملها مسؤولية ما فعله فرد، "فهذا لا يقبله عقل ولا دين، لاسيما أننا اللبنانيين من جميع الطوائف نتضرر من الجماعات الإرهابية وإجرامها" على حد تعبيره.
ودعا كل الشباب، وخاصة من يتواجد على مواقع التواصل الاجتماعي، تحمل المسؤولية لمنع تسلل أي أحد لبث الفتنة وافتعال المشكلات، رغم صعوبة المرحلة ورغم الآلام والقتل.
ولفت نصر الله إلى أن أي جريمة وأي عملية تفجير نتائجها سترتد بشكل عكسي لما تخططه الجماعات الإرهابية، "وهذا سيزيدنا عزما وإصرارا وثباتا" حسب قوله.
يذكر أن التفجيرين الانتحاريين اللذين استهدفا الخميس الضاحية الجنوبية لبيروت معقل حزب الله، أسفرا عن 44 قتيلا، وتبناهما تنظيم الدولة.