تصدَّر الصحف
المصرية الثلاثاء 17 تشرين الثاني/ نوفمبر 2015، موضوعان رئيسان، الأول تداعيات اعتداءات باريس يوم الجمعة الماضي، إذ رأت فيها صحف بداية لحرب عالمية ثالثة، وحذرت أخرى من دور جهاز الألعاب "البلاي ستيشان" في الاعتداءات.
أما الموضوع الثاني فكان استعانة رئيس الانقلاب عبدالفتاح
السيسي بالورقة الأخيرة له، وهي الاجتماع بمجلس الأمن القومي، للإيحاء بأنه يقوم بأمر جلل، وأنه يقدر الأحداث قدرها، و"يفعل شيئا"، وهو ما فضحه أحد الكتاب، وأبان فيه أن أعضاء هذا المجلس لا يفعلون شيئا، وأنه مجلس صوري، ويُدار بعشوائية.
"احذروا البلاي ستيشن"
هكذا صدرت صحيفة "اليوم السابع" بمانشيتها (أعلى الترويسة)، وباللون الأحمر، قائلة إن: "اعتداءات باريس تكشف استخدام "داعش" جهاز ألعاب "سوني" لتبادل الشفرات قبل العمليات الإرهابية".
وقد خصصت الصحيفة قرابة نصفي صفحتين لشرح فكرتها تلك، مشيرة - في الصفحة الثالثة - إلى أن مفجري باريس استخدموا تقنية جهاز الألعاب الشهير، وأن استخدام التكنولوجيا المتقدمة قد تحول من مواجهة الإرهاب إلى ممارسته، وأن هذه التقنية تجاوزت في قدراتها قوة الهواتف المشفرة.
لكن "اليوم السابع" لم توضح كيف استخدم مرتكبو الاعتداءات "البلاي ستيشن" في اعتداءاتهم، مكتفية بالقول: "احترس من البلاي ستيشن الذي تحول من أداة للهو إلى سلاح فتاك".
ورددت الصحيفة مزاعم بأن "سلطات التحقيق الفرنسية في الاعتداءات كشفت استخدام جهاز "سوني بلاي استشان" في العملية الإرهابية التي أسفرت عن مقتل 127، وإصابة 300 شخص".
وفي تقريرها الثاني، عن الموضوع نفسه، تساءلت الصحيفة: "كيف اخترق "داعش" مخابرات العالم إكترونيا"، قائلة إن أسرار وخبايا عالم "داعش" على الانترنت تكشف خطة ممنهجة لاستدراج الضحايا "أون لاين"، وفقا لشروط خاصة، وعبر جيش إلكتروني، مكون من أمهر الهاكرز (القراصنة) والمتخصصين في علوم الكمبيوتر"، وفق وصفها.
اعتداءات باريس نقطة انطلاق الحرب العالمية الثالثة
صحيفة "الوطن" رأت من جانبها أن "اعتداءات باريس نقطة انطلاق الحرب العالمية الثالثة".. وخصصت لهذا الغرض ثلث صفحتها الأولى، للإشارة إلى ملف مكون من ست صفحات (عدد صفحات الصحيفة 16 صفحة).
وقد جاءت العناوين كالتالي: "الوطن" ترصد سيناريوهات "بداية النهاية".. الحرب الثالثة بداية نهاية العالم.. "إسرائيل اليوم": هجمات
فرنسا أعادت إلى الأذهان أجواء الحرب العالمية الثانية.. صحيفة أمريكية: تمهيد ل"الثالثة".. و"سليت": الأيام السهلة انتهت".. 3 أيديولوجيات تقود العالم إلى يوم القيامة.. هجمات فرنسا جددت الشكوك.. مؤرخ أمريكي: العالم يشهد بالفعل حربا عالمية.. ودبلوماسي روسي: أمريكا تنتظر "سيطرة داعش" لتبدأ معركتها العسكرية".
والأمر هكذا قالت الصحيفة: "على الرغم من أن الحديث عن اشتعال الحرب العالمية الثالثة التي تدمر العالم كله، ليس بالأمر الجديد، فإن اعتداءات باريس الأخيرة تسببت في عودة تلك الفكرة لتطفو على السطح، في ظل التضاربات والتناقضات المختلفة التي يشهدها العالم، وبات بعض المحللين يؤكدون أن اعتداءات باريس هي حلقة في سلسلة الحرب العالمية الثالثة، وربما تكون نقطة الانطلاق الفعلية لتلك الحرب، حتى وإن كانت تختلف عن سابقتيها، الحربين الأولى والثانية، من حيث وسائل الحرب، وتكتيكاتها"، وفق الصحيفة.
صحيفة "المصري اليوم" خصصت مانشيتها للموضوع نفسه أيضا، ولكن من زاوية أن: "هولاند يطلب تعديل الدستور وتمديد الطواريء.. تحديد هوية 5 انتحاريين.. والحكومة: إغلاق مساجد المتطرفين".
وفي التفاصيل قالت الصحيفة: "طلب الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، نواب البرلمان بتعديل الدستور الفرنسي من أجل التحرك ضد ما وصفه بـ"الإرهاب الحربي"، وتمديد حالة الطواريء في فرنسا لمدة 3 أشهر إضافية، إثر هجمات باريس الإرهابية".
وأضافت "المصري اليوم" في تقرير (داخلي) آخر: "فرنسيون يحرقون المصاحف.. وصلبان حمراء على جدران المساجد وإحراق جامع في كندا".
ورقة مجلس الأمن القومي تظهر
تقاسم اهتمامات صحف الثلاثاء تطورات اعتداءات باريس (السابق الإشارة إليها) مع ترؤس السيسي الاجتماع الأول لمجلس الأمن القومي، وهي الورقة التي لجأ إليها، وفق مراقبين، كي تظهره أمام الرأي العام، كما لو كان "يفعل شيئا"، وهو ما فضحه أحد الكتاب، الذي أبان أن عددا من أعضاء المجلس لا يفعلون شيئا، وأنه يدار بعشوائية.
وبحسب "الشروق": "استعرض الاجتماع جهود مكافحة الإرهاب على الصعيدين الداخلي والدولي"، وقال مانشيتها: "مجلس الأمن القومي يبحث مكافحة الإرهاب وتطورات الضبعة برئاسة السيسي.. استعراض تقارير عن تسوية المنازعات مع المستثمرين.. والرئيس يوجه للاهتمام بالأمن لتوفير مناخ مناسب للاستثمار".
الأمر نفسه أشارت إليه صحيفة "روزاليوسف" بمانشيتها، الذي جاء مع صورة السيسي خلال الاجتماع، التي تصدرت معظم الصحف، قائلة: "الرئيس يناقش استرايجية مكافحة الإرهاب مع مجلس الأمن القومي".
وربطت "البوابة" بين الاجتماع وتفجيرات فرنسا، فقالت: "بعد أيام من أحداث فرنسا.. اعتداءات باريس وملفات الأسعار والصحة والتعليم في اجتماع "الأمن القومي".
وقال مانشيت الأخبار: "السيسي: أقصى درجات اليقظة والاستعداد.. توفير الأمن للمواطن والارتقاء بمعيشته.. إعداد الشباب لتولي المناصب القيادية.. الرئيس يناقش جهود مكافحة الإرهاب وتنفيذ مشروعات التنمية مع مجلس الأمن القومي".
ومن جهتها، قالت الجمهورية: مجلس الأمن القومي في أول اجتماع له برئاسة السيسي: بث الأمل في نفوس الشباب واستيعاب طاقاتهم.. توفير عوامل الأمان والتشغيل والصيانة في محطة الضبعة النووية".
وغير بعيد، قالت الأهرام: "استيعاب طاقات الشباب وتوفير مناخ مناسب للاستثمار.. مجلس الأمن القومي يستعرض جهود مكافحة الارهاب".
السيسي ليس في حاجة لأعداء
في مقاله بجريدة "المصري اليوم"، تحت العنوان السابق، كشف سليمان جودة حقيقة مجلس الأمن القومي، حسبما كتب، ناقلا عن الدكتور صبري الشبراوي، (أستاذ الإدارة بالجامعة الأمريكية وخبير التنمية البشرية) تجربة الرئيس الأمريكي باراك أوباما في تشكيل مجلس الأمن القومي، وكيف أن المرء سيجد أسماء لأصحاب عقول ضخمة إلى جواره، وكل واحد منهم له مهمة محددة في مجاله، ولا يكون الرئيس مقبلا على اتخاذ قرار، إلا ويجد عندهم وصفة جاهزة، فلا يمارس العمل بعشوائية، كما هو حاصل عندنا، ولابد أن نتداركه بسرعة"، وفق الكاتب.
وأضاف جودة: "استشارية الرئيس ليست مهمة ترفيه بأي معيار، ولا يمكن أن يأتى أحمد زويل ليلتقط صورة مع رئيس الدولة، ويتناول غداءه، ويذهب ليغيب عاما، ثم نسميه في النهاية مستشار الرئيس، أو نقول عنه إنه بين مستشاريه.. ولا يمكن أن يطير المهندس هاني عازر كل فترة، ليلتقط صورة أيضا مع الرئيس، أو مع رئيس الحكومة، ويغيب هو الآخر عاما، أو أكثر، ثم نسميه مستشارا للرئيس.. لا يمكن.. لأن مسؤولية دولة بحجم مصر لا تحتمل مثل هذه الخفة في التعامل مع الأمور، وتحتاج لعقول كبيرة متفرغة في الرئاسة 24 ساعة في اليوم"، على حد قوله.