كشفت تقارير صحفية
مصرية عن توتر مكتوم في العلاقات بين مصر والسودان، أدى إلى قيام الحكومة
السودانية بتأجيل اجتماع سد "النهضة" الإثيوبي العاشر، الذي كان مقررا عقده في العاصمة السودانية الخرطوم، السبت، بسبب غضبها من المعاملة السيئة للسودانيين، التي بلغت حد التعذيب البدني للعديد من السودانيين الأبرياء بمراكز الشرطة والاحتجاز.
ونقلت صحيفة "الوطن"، السبت، عن مصدر مسؤول بوزارة الري المصرية قوله إن سبب تأجيل الاجتماع يعود إلى توتر العلاقات السياسية بين مصر والسودان، في ظل ما تردد عن تعرض مواطنين سودانيين للاحتجاز في القاهرة مؤخرا.
ونقلت "الوطن" عن مصدر سوداني قوله إن إعلان وزير الموارد المائية والكهرباء السوداني معتز موسى، قيامه بزيارة خارجية إلى البرازيل في موعد اجتماع "
سد النهضة" العاشر، كان أمرا متعمدا، وإن زيارة البرازيل ليست ذات أهمية كبيرة، إذا ما قورنت بالاجتماع الذى سيحدِّد مصير تنفيذ الدراسات الفنية الخاصة بالسد، وتأثيره على مصر والسودان.
وكانت السفارة السودانية بالقاهرة سلمت الأربعاء، مذكرة لوزارة الخارجية المصرية، احتجاجا على ما سمته "تجاوزات ضد مواطنيها بالقاهرة"، وطالبت بالتحقيق فيها، ووقف التجاوزات فورا، بعد احتجاز عدد من السودانيين بتهمة الاتجار بالعملة، وتقليد الدولارات.
وأشارت المذكرة إلى تعذيب سودانيين بأقسام الشرطة المصرية، وآخرهم تعذيب مواطن سوداني بقسم شرطة عابدين التابع لمديرية أمن القاهرة.
وفي سياق متصل، نقلت وسائل الإعلام السودانية، عن نائب رئيس المجلس الأعلى للجالية السودانية بمصر، قوله، إن نحو 15 سودانيا تعرضوا لمضايقات وحالات اعتداء من قبل المصريين، في أقسام وسط القاهرة في عابدين والأزبكية، تتعلق أغلبها بحمل السودانيين لدولارات.
ونقلت صحيفة "المصري اليوم"، السبت، تصريحات أحد المواطنين السودانيين، واسمه يحيى زكريا، لصحيفة "السوداني"، التي كشف فيها أن المباحث المصرية أذاقته فنون التعذيب، ورفيقه السوداني، عقب القبض عليهما بشارع طلعت حرب، عشية وصوله للقاهرة، باحثا عن علاج لمرض "البواسير" الذي أنهك جسد نجله الصغير، وقد أخذت المباحث المبالغ المالية التي بحوزته، وزجت به في قسم شرطة عابدين.
وبحسب التقرير الطبي الذي نشرته وسائل إعلام سودانية، عقب بلاغ تقدم به "زكريا" بقسم شرطة جبرة السوداني ضد الحكومة المصرية، فإن "آثار التعذيب نتج عنها نزف في مُقلتي العينين، ورضوض وآثار حرق وجروح باليدين". وقال التقرير إن "زكريا تعرض لأذى جسدي ونفسي بالقاهرة".
وبحسب "المصري اليوم"، فقد تكتمت وزارة الخارجية السودانية على الواقعة، ولم تفصح عن نتائج اتصالاتها مع نظيرتها المصرية، وقالت إنها سترد على استفسارات نواب البرلمان، الاثنين المقبل.
فيما أكد وزير الخارجية المصري، سامح شكري، أن السودانيين يقيمون في مصر باعتبارها وطنهم الثاني، وأنه لا يوجد أي تمييز أو معاملة سيئة ضدهم، مضيفا أن أي إجراءات تتعلق بمخالفات قانونية يتساوى فيها المصري والسوداني أمام القانون.
وطالب شكري، خلال لقائه عبد المحمود عبدالحليم، السفير السوداني بالقاهرة، بموافاة وزارة الخارجية بأي حالات تحوم الشكوك حول تعرضها لأي مضايقات أو إجراءات متشددة للتحقق منها على الفور.
ومن جهتها، أعربت الصحف السودانية عن استيائها مما يحدث للسودانيين في مصر. وتساءلت صحيفة "اليوم التالي" - في افتتاحيتها تحت عنوان "السودانيون في مصر.. ماذا جرى؟" - عن طبيعة الإجراءات التي تنوي الحكومة السودانية اتخاذها لوقف التجاوزات بحق السودانيين في مصر.
وقالت: "كنا نرغب في معرفة هوية الإجراءات التي تنوي الحكومة اتخاذها لوقف التجاوزات التي تحدث للسودانيين في مصر هذه الأيام؟ وهل ستكتفي وزارة الخارجية بالبيان المقتضب الذي أصدرته، وتختم مسعاها بانتظار رد الخارجية المصرية على المذكرة التي قدمتها سفارتنا في القاهرة؟".
وأضافت: "لماذا يحدث ذلك كله لنا، نحن الذين نغني للمحروسة: (مصر يا أخت بلادي يا شقيقة)؟".