نشرت صحيفة "ندبندنت" البريطانية تقريرا لمحرر الشؤون السياسية أوليفر رايت، قال فيه إن المسلمين في
بريطانيا عانوا من أكثر من 100 اعتداء منذ وقوع الجرائم الإرهابية في باريس، بحسب إحصائيات تم إعدادها للوزراء.
ويذكر تقرير للمجموعة الحكومية العاملة على مكافحة الكراهية ضد المسلمين، وشاهدته الصحيفة، أن 115 حادث اعتداء حصل في الأسبوع التالي لهجمات باريس في 13 أيلول/ نوفمبر، أي أن
الاعتداءات تضاعفت بنسبة 300%.
ويشير الكاتب إلى أن معظم ضحايا اعتداءات الكراهية كانوا من بين النساء والفتيات المسلمات في الفئة العمرية ما بين 14 إلى 45 عاما، ممن يرتدين اللباس الإسلامي التقليدي، وكان مرتكبو الجرائم في الغالب ذكورا من البيض في الفئة العمرية ما بين 15 إلى 35 عاما.
ويلفت التقرير إلى أن تجميع هذه الأرقام تم عن طريق خدمة هاتف (تيل ماما) للمسلمين، الذي يستخدم لتسجيل الاعتداءات اللفظية أو البدنية على المسلمين والمساجد في المملكة المتحدة. ويحتمل أن تكون هذه الأرقام أقل بكثير من الأرقام الحقيقية؛ لأن كثيرا من الضحايا يخافون الاتصال بالشرطة أو اللجان المجتمعية العاملة في هذا المجال.
وتورد الصحيفة نقلا عن التقرير قوله إن "العدد الأكبر من الاعتداءات وقع في أماكن عامة، مثل الباصات والقطارات، وأن 34 من ضحايا الاعتداءات كانوا نساء محجبات، و8 حالات كان فيها أطفال صغار". وجاء فيه أن "الأكثرية الساحقة للضحايا كانت من النساء في الفئة العمرية ما بين 14 إلى 45 عاما، وهذا مقلق؛ حيث تظهر الحالات أن النساء اللواتي يرتدين الحجاب هن المستهدفات في الاعتداء والتهديد".
وبحسب الصحيفة، فقد جاء في التقرير: "إن الكثير من الضحايا قالوا إنه لم يتقدم أحد لمساعدتهم، ولا حتى مواساتهم، وهذا يعني أنهم شعروا بأنهم ضحايا وحيدون ومحرجون وغاضبون بسبب ما حصل لهم. وقال 16 من الضحايا إنهم يخافون من الخروج في المستقبل، وإن التجربة أثرت على ثقتهم".
ويبين رايت أن التقرير يشير إلى أن "من هذه الحالات تلك التي وقعت في المواصلات العامة، حيث كان هناك ثماني حالات، حيث سمع أطفال صغار أمهاتهم يتعرضن لتعليقات جارحة، ورأوا أمهاتهم خائفات؛ بسبب تلقيهن لتهديدات بالاعتداء الجسدي".
ويفيد التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، بأن شاهد عيان يدعى أشلي باويز يصف كيف تم الاعتداء على فتاة محجبة في أحد قطارات الأنفاق في لندن، حيث وقف أحد ركاب القطار قريبا منها، وبدأ بإطلاق الشتائم عليها مثل "غبية" و "إرهابية" و"حثالة"، وأن شعبها هم من ارتكبوا الهجمات الإرهابية في باريس. ويضيف الشاهد أن المعتدي كان قريبا جدا من الفتاة، وكانت هي في حالة رعب شديد.
وتنوه الصحيفة إلى أنه في حالة أخرى اضطرت أم لسحب ابنتها من المدرسة في أدنبرة في أسكتلندا؛ بسبب المضايقات التي تعرضت لها في المدرسة، والتي تزايدت بعد وقوع اعتداءات باريس.
وينقل الكاتب عن الأم قولها: "شتموا ابنتي مستخدمين كلاما غير لائق، ووجهوا لها الإهانات؛ لأنها مسلمة.. وزادت المضايقات منذ هجمات باريس، ولا أحد يستحق أن يعامل مثلما تمت معاملتها".
ويذكر التقرير أن "الشتائم ضد المسلمين تحولت من اتهامهم بالاعتداء الجنسي على القاصرين، على خلفية فضيحة روذرهام، حيث اتهم خمسة شباب مسلمين بإغراء بنات بعضهن في سن الثانية عشرة لممارسة الجنس معهم، إلى اتهامهم بالإرهاب والتفجير. وارتفاع الهجمات لتصل إلى 115 مع يوم السبت، مشابه لما حصل من ارتفاع مفاجئ في الاعتداءات، بعد مقتل الجندي البريطاني لي ريغبي في ووليتش"، ودعا التقرير الحكومة لأن تفعل المزيد للتعامل مع المشكلة، قائلا إنها تقوض العلاقات المجتمعية.
وتوضح الصحيفة أنه في الوقت ذاته، فقد قالت أكبر مجموعة إسلامية إن تخفيض نفقات الشرطة سيضر بثقة المجتمعات فيهم.
وتختم "إندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى أن المتحدث باسم المجلس الإسلامي البريطاني في شؤون الأمن ومكافحة الإرهاب مقداد فيرسي، قال: "تخفيض ميزانيات الشرطة أثر على فرص مؤسسات المجتمع لبناء علاقات مع الشرطة، خاصة مع تخفيض عدد الضباط. ومن الصعب رؤية كيف لا يجعل هذه التخفيض الوضع أسوأ؛ فلتطوير سياسة أنجع في مكافحة الإرهاب، من الضروري بالنسبة للشرطة التفاعل والاستشارة وبناء الثقة مع المجتمعات والشركاء".