قالت
صحيفة المستقبل اللبنانية، إن مجلس الشيوخ الأمريكي شدد الخناق على "
حزب الله" ومؤسساته المالية والأفراد الذين يدعمونه، من خلال إقرار مشروع قرار ضده بأغلبية ساحقة، فيما وصف حزب الله المشروع بأنه يشكل جريمة بحق الحزب والشعب اللبناني وأحرار الأمة.
وأكدت الصحيفة أن القرار دعا إلى إجبار الخارجية الأمريكية على التعريف بوسائل الإعلام الداعمة للحزب والتي تموله، "مثل قناة المنار وتوابعها"، في تقرير سنوي وتحديد الأقطاب الداعمة بالاسم، والطلب من وزارة الخزانة فرض شروط قاسية على فتح أي حساب لأي جهة خارجية تسهل تعاملات حزب الله أو تغسل أموالا للحزب أو تتآمر بإرسال تحويلات لأشخاص أو مؤسسات على صلة بالحزب.
وطلب تقارير عن "إدراج حزب الله كمنظمة تهريب مخدرات أجنبية ومنظمة إجرامية عابرة للحدود"، وفق "المستقبل".
ونوهت إلى أنه جاء في الفقرة الأخيرة منه: "إجبار الرئيس على رفع تقارير إلى الكونغرس حول الدول التي تدعم حزب الله، حيث إن للحزب شبكات لوجستية وشبكة تبرعات وتمويل وغسل أموال".
حزب الله يرد
بدوره رد حزب الله على قرار الكونغرس، فأشار إلى أنه "يشكل جريمة جديدة للمؤسسات الأمريكية بحق شعبنا وأمتنا وبحق الأحرار في العالم"، لافتا إلى أن "هذا القرار يعبر عن نزعة السيطرة التي تحكم القيادات في الولايات المتحدة، وعن الرغبة في التحكم بكل ما يجري في العالم وفق مصالح وأهواء السياسة الأمريكية، دون أي اعتبار للمبادئ والقوانين والأخلاق التي ينبغي أن تحكم العلاقات بين الدول والمنظمات في العالم".
وقال في بيان له الاثنين: "نحن في حزب الله حركة مقاومة تعمل من أجل مكافحة
الإرهاب الذي تدعمه أمريكا، سواء منه الإرهاب الصهيوني الذي يستهدف الشعب الفلسطيني وشعوب أمتنا كلها، أم الإرهاب التكفيري الذي تغلغل برعاية أمريكية وصهيونية في أكثر من دولة من دول المنطقة".
وختم البيان بالقول: "إن ما نواجهه من قرارات ومن افتراءات ومن اعتداءات من قبل المؤسسات الرسمية الأمريكية هو ثمن طبيعي لالتزامنا بخط المقاومة لكل المشاريع الخبيثة التي تستهدف مقدساتنا وحقوقنا وأوطاننا وشعوبنا، وهي مقاومة مستمرة في حماية كل ذلك، بغض النظر عن الأوصاف التي يطلقها علينا مستكبرو العالم، أو الإجراءات التي يتخذونها بحقنا".
وعلقت صحيفة المستقبل على هذا الخبر، بالقول إنه "ليست المرّة الأولى التي يُدرج فيها حزب الله على لوائح الإرهاب أو المنظمات التي تروّج لعمليات تهريب مخدرات أو غسيل أموال، فقد رافقت هذه القرارات مشوار الحزب منذ بداياته يوم كان يُفاخر عبر الإعلام باختطاف طائرات مدنية بالإضافة إلى خطف رهائن سياسيين وصحافيين، وصولا إلى القرار الذي صدر منذ شهرين تقريبا بحق أشخاص ينتمون إليه مطلوبين للعدالة الدولية لارتباطهم بعمليات تزوير وجرائم إرهابية، منهم القيادي في الحزب مصطفى بدر الدين الذي صدرت بحقه مع آخرين عقوبات أمريكية لمشاركتهم في الحرب السورية ودعمهم النظام السوري في حربه ضد شعبه".
وختمت الصحيفة تقريرها بالقول: "مما لا شك فيه أن حزب الله يفرض حالة شاّذة على البلد ويُحمّل أبناءه ما لا طاقة لهم على تحمّله، مرّة يفرض عليهم الموت والدماء، ومرّات يُغرقهم في الفساد وأخواته. لكن الثابت الوحيد أن ما من حالة شاذة استطاعت أن تتحكم بمصير هذا البلد وأن تستمر في تطويع إرادة الناس وإلحاقها بمشاريع الموت والكابتاغون".