حملت الساعات الأخيرة تطورات مثيرة في حادث وفاة المواطن "طلعت شبيب"، على إثر تعرضه للتعذيب لدى احتجازه بقسم شرطة الأقصر بقلب الصعيد، وقد أعلنت وزارة الداخلية اعتذارها لأسرة المواطن، فيما رفضت أسرته هذا الاعتذار.
وقالت مديرية أمن الأقصر إن قياداتها وعددا من الضباط والأفراد، سيرفعون لافتات اعتذار عن الواقعة، ويذهبون بها إلى أهالي "العوامية"، لتقديم واجب العزاء في الضحية، فيما يشبه عادة "رفع الكفن" المنتشرة بالصعيد، التي يرجو بها القاتل طلب السماح من قبل أهل المقتول، وبذلك يعصم دمه منهم.
وقالت المديرية - في بيان أصدرته السبت - إن المشاركين في الاعتذار سيحملون "لافتات" كبيرة مكتوب عليها: "نعلن نحن مديرية أمن الأقصر، قيادة وضباطا وأفرادا، عن خالص تعازينا لأبناء العوامية، وأهالي محافظة الأقصر، في وفاة المغفور له بإذن الله، المرحوم طلعت شبيب".
وأضاف البيان أن "شرطة الأقصر تعلن استعدادها الكامل للتحقيقات الموسعة التي تجريها النيابة العامة، وسنطبق القانون على أي فرد، حال ثبوت تورطه في الاعتداء على الفقيد قبل وفاته، ولو بكلمة جارحة".
ومن جهته، أكد مصدر أمني أن "الوقفة" هدفها تقديم العزاء، والاعتذار لأهالي العوامية والأقصر بصفة عامة، على أي أحداث وقعت خلال الأيام الماضية، وقال: "للتأكيد على أنه لن تتستر الوزارة على أي مخطئ، وتقديم كل من يتعدى نطاق القانون للعدالة".
لكن أسرة المواطن رفضت اعتذار المديرية، وتقديم مديرية الأمن واجب العزاء في فقيدهم بديوان العائلة الذي أقيمت به مراسم تلقي العزاء لليوم الثالث وسط المدينة مساء السبت.
وأكد كريم عبد الحفيظ، وهو أحد الأهالي، رفضهم تقديم مدير الأمن واجب العزاء، نظرا لما تعرضوا له من اضطهاد على أيدي قوات شرطة القسم.
وذكر أحداث الواقعة قائلا: "أنا وراجع من مستشفى الأقصر الدولي قرب الفجر أمام مدرسة الشهداء رأيت قوات الشرطة متمركزة أمام المدرسة في بداية الأمر لمدة خمس دقائق وبعدها انسحبت ورجعت إلى القسم، فقام بعض الصبية بإلقاء الحجارة عليها، ما جعلهم يقومون بإطلاق الرصاص الحي، ومهاجمة الأهالي داخل منازلهم".
وأضاف أن أحد ضباط الشرطة قام بسب الأهالي ما جعله يقوم بالتدخل، ومعاتبة الضابط، وحدثت بينهما مشادة أدت إلى قيام قوات الأمن باقتياده إلى قسم الشرطة والاعتداء عليه حتى فقد وعيه، وبعدها تم تحويله إلى الأمن المركزي بمدينة الكرنك، ثم مركز شرطة البياضية.
وقال: "رأيت معاملة مختلفة تماما هناك عما رأيناه سابقا، حيث قام مأمور القسم باستقبالي أنا والمحتجزين، وقال لنا أنتم ضيوفي لحين تحويلكم للنيابة دون أن يقوم بأي تجاوزات ضدنا".
وطالب بتفريغ كاميرات المراقبة المتواجدة أعلى مبنى "هيئة الأبنية التعليمية" بمدينة العوامية لإظهار حقيقة ما حدث خلال ليلة الاشتباكات بين الشرطة والأهالي باعتبارها الفيصل بينهما لسرد ما تم في الشارع.
وقال مواطن آخر - بحسب صحيفة "التحرير" - إن ما وجدوه من معاملة أفراد الشرطة حين الاعتداء عليهم، ودخولهم وسط الأهالي، مرتدين "جلابيب".. يجعلهم يرفضون دخول الشرطة للمدينة تماما، مشيرا إلى أنهم قاموا بالاعتداء عليه في أثناء مروره بدراجته البخارية، وذهابه إلى المستشفى.
وأكد أحمد طواب رشيدي، نجل عم المتوفي، أن تصريحات مدير الأمن، بأن المتوفى تاجر مخدرات قد أثارت استياءهم نظرا، لعدم صحتها، متابعا بأن فقيدهم تم اقتياده من المقهى، وتم تلفيق تهمه له بدون وجه حق، رافضا تعازي قيادات شرطة الأقصر، ومطالبا مدير الأمن بنفي ما ذكره عن المتوفى، ووصفه بـ"تاجر المخدرات".
وفي ما يبدو أنه استجابة لأسرة القتيل، ظهرت تصريحات صحفية لمصادر أمنية تنفي إدلاء مدير الأمن، اللواء عصام الحملي، بتصريحات حول الواقعة، وكذلك وصف القتيل بأنه "تاجر مخدرات"، طالبا من خلال شخصيات عامة القيام بتقديم واجب العزاء.
وتوفي شبيب بقسم شرطة بندر الأقصر فور اقتياده من قبل قوات الشرطة من على إحدى المقاهي، الأربعاء، وتعرضه للتعذيب، ما أثار حالة من الغضب، وأشعل موجة عارمة من الاحتجاجات في المحافظة الصعيدية.