التايمز: الجيش الروسي يخطط لإرسال طائرات متفوقة إلى سوريا - أ ف ب
علقت صحيفة "التايمز" البريطانية، على الخطط الروسية لبناء قاعدة عسكرية ثانية قرب مدينة حمص، بالقول إنها جزء من الجهود التي تقوم بها روسيا لزيادة تورطها في سوريا، من خلال إرسال طائرات إضافية، وقوات عسكرية لحمايتهم ودعمهم.
وتقول الصحيفة إن قاعدة الشعيرات قرب حمص وسط سوريا هي مقر المروحيات القتالية التي تستخدم لضرب المعارضة السورية، وفيها فريق عسكري يقوم على ما يبدو بتجهيز القاعدة الجوية.
وينقل التقرير عن ناشط محلي قوله: "لقد وصلوا قبل شهر تقريبا، وجلبوا معهم المعدات". وأضاف أن "هناك ما بين 50 إلى 60 مسؤولا عسكريا يسكنون في بيوت مخصصة لهم، مع أن بعضهم يقيم في حمص التي لا تبعد كثيرا عن المطار"، وتابع: "بحسب علمي، كان هناك 10 طائرات مقاتلة و15 مروحية شاركت في قصف شرق حمص".
وتشير الصحيفة إلى أنه بحسب تقارير من الشرق الأوسط، فإنه بالإضافة إلى الطائرات العسكرية، التي وصل عددها إلى 50 طائرة، فإن هناك وحدات دعم عسكري وقوات خاصة ومسؤولي استخبارات عددهم ألف جندي تم نشرهم قرب القاعدة الجوية.
ويذكر التقرير أن عدد الطائرات العسكرية التي تقلع من قاعدة حميميم قرب اللاذقية هي 35 من نوع "سوخوي-24" و"سوخوي-25"، ومقاتلات للدعم العسكري. مستدركا بأن هناك إمكانية لنشر قوات أخرى في ضوء القدرات الجديدة.
وتلفت الصحيفة إلى أن صحيفة "الرأي" الكويتية نقلت عن مصادر سورية قولها إن هناك 45 طائرة محصنة بطريقة تمنع من تعرضها لأضرار. وأضافت أن المدرج الرئيسي في القاعدة تستخدمه الطائرات، فيما يعمل المهندسون على مدرج جديد طوله ثلاثة كيلومترات.
وتقول "التايمز" إن الوجود العسكري الروسي في هذه المنطقة سيساعد القوات السورية على التقدم نحو مدينة تدمر وبلدة القريتين التي يسيطر عليها تنظيم الدولة.
وينقل التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، عن مسؤول قوله إن روسيا وعدت بزيادة عدد الطائرات إلى مئة أو يزيد على ذلك؛ من أجل الاستجابة لاحتياجات القوات البرية. وقال الضابط إن روسيا أرسلت "عددا كبيرا" من راجمات الصواريخ الحرارية "تي أو أس-1"، وهي صواريخ محملة بالوقود مصممة للانفجار في مواقع العدو وتحصيناته.
وتورد الصحيفة أن الكرملين الروسي أكد الأسبوع الماضي أن الجيش الروسي يخطط لإرسال طائرات "متفوقة"، لكن وزارة الدفاع لم تؤكد الخطة.
وينوه التقرير إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين تعهد بالبحث عن جهاديي تنظيم الدولة وملاحقتهم، وهم الذين أعلنوا مسؤوليتهم عن تفجير الطائرة الروسية فوق سيناء الشهر الماضي، وقتل من كان على متنها، ومعظمهم سياح روس. وأكد بوتين أن العملية في سوريا "يجب ألا تستمر فقط، بل وتزداد بطريقة يعرف فيها المجرمون أن الانتقام قادم".
وبحسب الصحيفة، فقد بدا واضحا من تهديدات بوتين الكثافة التي تميزت بها الغارات الروسية، حيث انهالت كمية من صواريخ كروز على مواقع تنظيم الدولة من المقاتلات "تي يو 160 بلاكجاكيت" و"تي يو بير".
وينقل التقرير عن المحلل في "جينز ديفنس ويكلي" تيم ريبلي، تعليقه على الكثافة في الغارات، التي بدت من خلال خريطة عرضها الضباط الروس عن سير الغارات، وأظهرت ما قالت عنه الولايات المتحدة إن الطيران الروسي توغل عميقا داخل سوريا، حيث نشرت مروحيات ومدفعيات.
وتكشف الصحيفة أن من بين ما نشرته روسيا مروحية "إم آي-24" وطائرة خدمات مروحية "إم آي- 8" ووحدة قتالية مدفعية نشرت في قاعدة للجيش السوري مع ست مدافع هوتزر. ويقول ريبلي: "نعرف أن هناك (إم آي-24) المروحية القتالية التي كانت تقصف المناطق خارج مدينة تدمر. ونظرا لبعد المسافة عن اللاذقية فقد تم نقلها إلى قاعدة الشري".
ويضيف ريبلي أن الكتيبة المدفعية الروسية تقدم الدعم للقوات السورية في هجومها على بلدة القريتين التي سيطر عليها التنظيم في آب/ أغسطس.
وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن ريبلي يقول إن "التورط الروسي كبير في المنطقة، وهو مدعوم بطائرات سريعة، وهذا أمر منطقي". وتعلق الصحيفة بأن استعادة السيطرة على مدينة تدمر، التي دمر تنظيم الدولة الكثير من معالمها الأثرية، ستكون "خبطة" دعائية للروس.