تعرض نواب في
حزب العمال البريطاني الذين صوتوا هذا الأسبوع لصالح مشاركة
بريطانيا في الضربات الجوية ضد
تنظيم الدولة في سوريا، لعدد من
التهديدات بالقتل على الإنترنت، ما دفع حزب العمال إلى الدعوة للتهدئة.
وفي التصويت الذي جرى في مجلس العموم البريطاني الأربعاء، صوت 66 من أعضاء حزب العمال المعارض لصالح اقتراح رئيس الوزراء ديفيد كاميرون بالمشاركة في الضربات الجوية بسوريا، ما ساعده في الحصول على الموافقة على شن الغارات الجوية رغم معارضة زعيم الحزب جيريمي كوربن.
وأظهر النقاش بشأن القرار عمق الانقسامات داخل الحزب بين اليساريين الموالين لكوربن وآخرين أصحاب آراء أكثر وسطية.
وقال بعض هؤلاء النواب إنه قبل التصويت على القرار أرسلت لهم صور بشعة لجثث أطفال رضع ورؤوس مقطوعة.
وتلقى النائب نيل كويل تهديدا بالقتل، ووضع تحت حماية الشرطة.
وكتبت النائبة ستيلا كريسي على صفحتها على "فيسبوك": قائلة "خلال الساعات الـ24 الأخيرة وصلني أكثر من 1000 تعليق على "فيسبوك" ... وعدد مماثل من الرسائل على "تويتر" إضافة إلى رسائل البريد الإلكتروني ومئات المكالمات والرسائل النصية".
وأضافت أن "العديد من الرسائل الإلكترونية كانت عنيفة ومسيئة".
وأثارت تلك الإساءات تساؤلات حول دور منظمة "مومينتوم" اليسارية التي تدعم كوربن وأنشئت بعد اختياره زعيما للحزب في أيلول/سبتمبر.
وشنت المنظمة حملة لمحاولة إقناع نواب حزب العمال بمعارضة المشاركة في الضربات الجوية، إلا أنها أكدت أنها "تعارض بشدة" توجيه أي تهديدات أو إساءات.
ويبدو أن قيادة حزب العمال عازمة على وضع مدونة سلوك لمنع الإساءة عبر الإنترنت.
وقال توم واتسون، نائب زعيم حزب العمال لإذاعة "بي بي سي"، الجمعة، "إن استغلال قضية بهذه الأهمية لتقسيم حزب العمال هو أمر يستحق التنديد"، مضيفا أن أي شخص يتعرض لنواب الحزب أو موظفيهم بالمضايقات "يجب إخراجه من الحزب".
وبعث واتسون وكوربن برسائل إلكترونية للنشطاء، الخميس، أبلغوهم فيها أن "الإساءة والترهيب لا مكان لهما في السياسة، والحزب ككل لن يقبل مثل هذا السلوك من أي جهة".