أثار
توفيق عكاشة، الإعلامي الموالي لرئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي، جدلا واسعا في
مصر، بين مؤيدين له وآخرين معارضين، على خلفية دعوته، النواب الفائزين بعضوية مجلس "النواب" المزمع، إلى انتخابه رئيسا للمجلس، "كما طلب سيدنا يوسف عليه السلام من فرعون توليه خزائن مصر"، على حد تعبيره.
وقال عكاشة في حواره ببرنامج "مصر اليوم"، على فضائية "الفراعين" التي يمتلكها، مساء الأحد: "أطلب من زملائي الأفاضل في مجلس النواب تعييني رئيسا للبرلمان من خلال انتخابات حرة مباشرة، ومن خلال الأصوات الحرة المباشرة".
واستطرد: "واجهت الإخوان، وسنواجه الفساد، والمحسوبيات"، مؤكدا أن لديه إحساسا من الله بأن احتمالات فوزه برئاسه البرلمان كبيرة جدا، وفق قوله.
وشدد على أن المسؤولية كبرى، وأن رئيس البرلمان لا بد أن يكون سياسيا، ولديه فكر استراتيجي واجتماعي، وإداري، وثقافي، وأن يكون شخصية عامة ملمة بأغلب التخصصات، وليست في مجال واحد، وفق قوله.
وشدد على أنه حال فوزه بمنصب رئيس مجلس النواب الحالي، سيطبق ما سماها "عادات وتقاليد"، وبروتوكولات البرلمانات العالمية.
ووصف الانتخابات في عهد أحمد الزند كوزير للعدل بأنها "أشرف انتخابات برلمانية على مر التاريخ"، فيما وصف البرلمان في أيام نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك وجمال عبد الناصر ومحمد أنور السادات، بأنه "شكلي فقط"، مضيفا أنه "روج، ومكياج للنظام"، وفق قوله.
أصوات مؤيدة.. وأخرى معارضة
إلى ذلك تصاعدت الأصوات المدافعة عن حق عكاشة في رئاسة البرلمان المقبل، وفي المقابل ارتفعت أصوات رافضة لهذا الترشح.
وكتب الكاتب الصحفي بجريدة الأهرام حسين زناتي، مقالا الاثنين، بعنوان "كلنا.. توفيق عكاشة".
وقال: "فلتسخروا كما شئتم، ولتجلسوا على صفحاتكم على الفيسبوك، تدعون خيالكم يرسم صورة للمستقبل كما ترونه، لكن الأكيد أن توفيق عكاشة الذى كنتم تسخرون منه، قد حصل على أعلى أصوات لمرشح في الانتخابات البرلمانية - في كل أرجاء مصر - ودخل البرلمان باكتساح، وسيرشح نفسه لرئاسة
البرلمان المصري، وبعده رفيق الدرب مرتضى منصور".
وتابع: "ربما بعض ما يقوله أصحاب نخبة الفيس صحيح، لكن ماذا فعلت لنا تلك النخبة، وبماذا قامت حتى لا ينجح توفيق عكاشة، مكتسحا، وغيره ممن يرونهم غير جديرين بتمثيلنا في البرلمان، ومثلها في الحياة السياسية الحالية؟"، مجيبا بقوله: "لم يفعلوا شيئا سوى مقاطعة الانتخابات أما توفيق عكاشة - وأمثاله - فقد نزلوا، وتحركوا، وأصروا، واستخدموا كل أسلحتهم فى البقاء والاستمرار.. إن كنتم لا تريدون توفيق عكاشة وأمثاله بين الناس.. فأين أنت من بين هؤلاء الناس؟".
وفي المقابل، قال رئيس مركز "الأهرام" للدراسات الاستراتيجية والسياسية، الدكتور عمرو هاشم ربيع، إنه لا يتصور أن يصبح توفيق عكاشة، رئيسا للبرلمان، مشيرا إلى أن عكاشة شخصية جدلية وخلافية، معتبرا أن نسبة التصويت العالية التي حصدها، جاءت نتيجة شعور المواطنين تجاهه بالغبن.
وأضاف ربيع - في حواره ببرنامج "من الآخر" عبر فضائية "روتانا مصرية" مساء الأحد - أن عكاشة وأمثاله من الشخصيات المعروف عنها أنها سبابة، وشتامة، ولعانة، لا يجوز أن يتولوا رئاسة البرلمان.
ويُذكر أن توفيق عكاشة حاز أعلى الأصوات خلال جولة الإعادة بدائرة طلخا ونبروه بمحافظة الدقهلية، وبلغ عدد الأصوات التي حصل عليها نحو 94 ألف صوت، من إجمالي 115 ألفا من الأصوات في الدائرة، وفق أرقام اللجنة القضائية العليا المشرفة على الانتخابات.