ننشرت وكالات أبناء إيرانية مقربة من الحرس الثوري الإيراني، عشرات الصور، لمقاتلين إيرانيين وعراقيين ولبنانيين شيعة مع عائلاتهم، وهم يطوفون بأحياء مدينة
دمشق، في إحياء مراسم احتفال أربعينية الحسين التي جرت نهاية الشهر الماضي.
وفقا للمصادر الإيراني، فإن حشودا شيعية كبيرة من الزوار القادمين من عدة دول عربية وآسيوية؛ وصلوا إلى دمشق، وتجمهروا بجوار مقام
السيدة زينب، جنوب دمشق.
من جهته، قال الناشط الإعلامي في دمشق، نور الشامي، إن أهالي العاصمة قد لاحظوا ارتفاع أعداد الزوار
الشيعة إلى مدينتهم في هذ المناسبة بالمقارنة مع الأعوام الماضية، مشيرا، في حديث لـ"عربي21"، إلى استعراض كثيف للحضور الشيعي، مع تعدد ملامح الوجه واللهجات، ما بين لبنانيين وعراقيين وإيرانيين، إضافة إلى ملامح آسيوية ولغات غريبة، كما يقول.
وألمح الناشط بأنه بات من شبه المسلم به اعتبار كل من مسجد بني أمية الكبير، المعروف بالجامع الأموي، والمناطق القريبة منه، بما فيها مرقد السيدة رقية ابنة الحسين وأحياء دمشق القديمة، أضحت أحياء شيعية بالكامل، ومناطق اللطميات والطقوس الشيعية لما يسمون بالحجاج والزوار الشيعة، ممن يطوفون أحياء العاصمة بشكل يومي، بغض النظر عن المناسبات التي يحتلقون بها. ومن هذه الأحياء: حي جعفر الصادق بالقرب من باب توما في دمشق القديمة، وحي الأمين في منطقة الشاغور، وحي زين العابدين في منطقة المهاجرين القريبة من منزل بشار الأسد، حيث تغص تلك الأحياء بالمقاتلين الشيعة وأفراد عائلاتهم ممن اسقروا في بيوت ضمن أحياء العاصمة، وهم ينحدرون من عدة جنسيات مختلفة.
وقد أخليت بلدة السيدة زينب والمناطق المحيطة بها، تماما، من سكانها الأصليين من أبناء الطائفة السنية، وتم توطين عناصر من المجموعات الشيعية التابعة للمليشيات العراقية واللبنانية، فضلا عن المقاتلين الإيرانيين وعائلاتهم.
واعتبر الشامي أن هذه المناطق باتت مهددة بأن تصبح موطنا دائما أو طويل الأمد لهؤلاء السكان الجدد، وما يحملونه من ممارسات لم تعتد عليها التركيبة السكانية هناك.
من جانبه، ذهب الناشط الإعلامي معتصم القنواتي، خلال حديث مع "عربي21"، إلى أن كل تلك الممارسات، من تعبئة مقاتلين شيعة وتجمهر عائلاتهم وفرض وجودهم في أعرق المناطق في دمشق؛ يصب في استعراض النظام السوري لقوته وسطوته المذهبية، وقد تجلى ذلك في مناسبات عديدة، كعاشوراء وأربعينية الحسين وغيرها، وذلك في أكثر من مدينة سورية كدمشق وريفها، وبلدتي نبل والزهراء بريف محافظة حلب، ومناطق أخرى، فضلا عن فرض تواجد الشيعة في مساجد المسلمين السنّة، وأسواقهم التقليدية، كما ينقل الناشط القنواتي.