تحقق الشرطة الأمريكية في زيادة جرائم
الكراهية، وسط ارتفاع العنف الموجه ضد المسلمين أو مستوى
الإسلاموفوبيا.
وكتب مراسل صحيفة "إندبندنت" في نيويورك مسعود هارون مسعود، أن مسلما تعرض للضرب المبرح في بقالته، التي يملكها في نيويورك سيتي، فيما ترى الشرطة الأمريكية أنها جريمة كراهية.
وتنقل الصحيفة عن شرطة نيويورك، قولها إن مواطنا في فلوريدا يدعى بيرو كولفاني هاجم ساركار حقي (53 عاما) مالك محل "فاطمة فود ماركت" في حي أستوريا، وألقت الشرطة القبض على الفاعل بعد الحادثة مباشرة.
ويقول مسعود إن الشرطة تقوم بالتحقيق في الحادث على أنه "جريمة كراهية"، وسط زيادة في هجمات مماثلة وقعت، في أعقاب الهجوم الذي نفذه سيد رضوان فاروق وزوجته تاشفين مالك، في سان برناندينو في كاليفورنيا الأسبوع الماضي.
ويورد التقرير نقلا عن صاحب المحل حقي قوله إن كولفاني دخل محله، وبدا غاضبا بعد قراءته العنوان الرئيس لصحيفة "نيويورك بوست"، التي وضعت يوم السبت صورة لمنفذة الهجوم مالك، وكتب تحتها "منفذة المذبحة تحب تنظيم الدولة: زوجة من جهنم".
وتذكر الصحيفة أن الإعلام الوطني الأمريكي انتقد الصحيفة؛ لاختيارها هذا العنوان وبعض الصور على صفحاتها الأولى، التي تشيطن المسلمين، وتشير إلى أنهم دعاة إلى العنف، مثل عنوان "قتلة
مسلمون"، قبل ثلاثة أيام من الهجوم على محل حقي.
ويقول حقي للصحيفة: "حتى أكون صادقا معك، أعتقد أن العنوان حرضه". وأضاف حقي أن المهاجم ظل يضربه لمدة 7-8 دقائق قبل أن يأتي بعض الزبائن وينقذوه، ويحتجزوا كولفاني حتى وصول الشرطة. ويعلق حقي: "لم أشاهد وضعا كهذا حتى بعد هجمات 11/ 9".
ويكشف الكاتب عن أن فرع مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (كير) في نيويورك، اتصل مع حقي بعد خروجه من المستشفى يوم الاثنين؛ لمساعدته على التعامل مع قوات حفظ النظام والقانون (الشرطة).
ويقدم التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، وجهة نظر مديرة الفرع في نيويورك سعدية خالقي، التي ترى أنه من الصعوبة إقناع ضحايا الإسلاموفوبيا بالإبلاغ عن الحادث. وتقول: "الكثير من الناس الذين يتصلون بنا لا يريدون الإبلاغ عما تعرضوا له؛ لأنهم لا يريدون إعادة وصف ما حدث لهم أثناء التحقيق".
وتلفت الصحيفة إلى أن "كير" لاحظ زيادة في الهجمات المدفوعة بالكراهية ضد المسلمين هذا العام. ولاحظ تقرير المجلس في تموز/ يوليو، زيادة في الهجمات على المساجد هذا العام، التي تفوقت على تلك المسجلة عام 2014.
وتقول خالقي للصحيفة إنه رغم زيادة الهجمات المعادية للمسلمين في أنحاء الولايات المتحدة، فإنه لا توجد معلومات دقيقة حول الوضع في نيويورك، وأن ما يتوفر من أرقام قد يكون مضللا؛ لأن الكثير من الضحايا الذين تعرضوا للهجمات، وتعرضوا للصدمة، يختارون عدم الإبلاغ عنها.
وينوه مسعود إلى أن المدافعين عن المجتمع المسلم يقولون إن النساء أكثر عرضة للهجمات المعادية للمسلمين؛ لأنه من السهل التعرف عليهن من خلال الحجاب، إلا أن أرقام شرطة نيويورك تظهر أن الرجال هم غالبية ضحايا الكراهية.
ويفيد التقرير بأنه رغم إدارة خالقي لمؤسسة تدافع عن حقوق المسلمين الأمريكيين، فإنها تخشى على سلامتها؛ نظرا لارتدائها الحجاب، خاصة في ضوء الجو المعادي للمسلمين، والخطاب المحرض عليهم، والنابع من الخطاب السياسي.
وتشير الصحيفة إلى أن المرشح الجمهوري المحتمل لانتخابات الرئاسة دونالد ترامب دعا يوم الاثنين إلى منع المسلمين من دخول أمريكا. وتعلق خالقي: "بالنسبة لي، أخشى أن أكون (الضحية) التالية، فأنا أرتدي الحجاب وأبدو مسلمة. ورغم عملي في مجال الحقوق المدنية فأنا خائفة، ليس من أجلي، ولكن لأجل والدتي وشقيقتي".
وتلفت خالقي إلى أن عددا كبيرا من الأطفال المسلمين يواجهون تحرشا ومضايقات في المدارس.
وتختم "إندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى أنه في الشهر الماضي تعرض طفل مسلم في المرحلة الابتدائية لضرب مبرح من زملائه التلاميذ، وزعموا أنه ينتمي لتنظيم الدولة، ورفضت الشرطة التعامل مع تقرير حول المهاجمين الذين سيحضرون جلسة ضبط، بحسب موقع "روستوري.كوم". وقالت خالقي إن عائلة الضحية قررت ألا تتخذ إجراءات قانونية في الوقت الحالي.