سياسة عربية

فوز 17 سعودية في أول انتخابات بلدية تشارك فيها النساء

فاقت نسبة مشاركة الناخبات في بعض الأماكن 80% ـ أ ف ب
أعلنت اللجان الانتخابية السعودية الأحد فوز 17 امرأة على الأقل في انتخابات المجالس البلدية التي جرت السبت، وكانت أول عملية اقتراع تشارك فيها النساء في المملكة.

وذكر موقع صحيفة "سبق" الالكترونية المرتبط بوزارة الداخلية السعودية أن 17 امرأة انتخبن لشغل مقاعد في المجالس البلدية في أنحاء مختلفة من المملكة.

وأعلنت وكالة الأنباء السعودية الرسمية بعض النتائج التي شملت فوز أربع نساء في الانتخابات.

وعبرت ناشطات ومرشحات ومقترعات عن الفخر للمشاركة في هذه الانتخابات، التي تعتبر تاريخية كون المملكة البلد الوحيد في العالم الذي لا يتيح للنساء التصويت. 

وفازت سالمة بنت حزاب العتيبي بمقعد في المجلس البلدي في بلدة مدركة بمنطقة مكة المكرمة، بحسب نتائج أولية اعلنها أسامة البار رئيس اللجنة المحلية للانتخابات البلدية ونقلتها وكالة الأنباء الرسمية.

وقالت العتيبي لفرانس برس "حياتي كلها كانت كفاحا بكفاح".

وفي الرياض، فازت كل من علياء بنت مكيمن الرويلي، وهدى بنت عبد الرحمن الجريسي، وجواهر بنت عثمان الصالح، بحسب الوكالة.

كما فازت هنوف بن مفرح الحازمي في محافظة الجوف (شمال)، وسناء عبد اللطيف حمام ومعصومة عبد المحسن الرضا في محافظة الإحساء (جنوب شرق)، ومنى سلمان العميري وفضيلة عفنان العطوي في تبوك (شمال-غرب).

وفازت في المنطقة الشرقية مرشحتان إحداهما خضراء المبارك التي قالت لوكالة فرانس برس "الفوز يعني لي، أن هناك نافذة جديدة فتحت لي لكي أحقق من خلالها المشاركة في تنمية وطني في المجال البلدي". 

وأضافت أن "انتخاب امرأة يعني لي، مزيدا من الجهد للوصول إلى مشاركة المجتمع في تنمية الوطن واستثمار كفاءات نسائية يختزنها نصف المجتمع".

وتصدر النتائج الرسمية تباعا. وسجل فوز نساء في الجنوب أيضا مع انتخاب امرأة في محافظة جازان واثنتين إحداهما لمى عبدالعزيز السليمان في جدة، ثاني أكبر مدن السعودية، كما نقلت وكالة الأنباء السعودية عن مسؤولي انتخابات محليين.

وقالت الجازي الحسيني التي هزمت في الديرة قرب الرياض كما نقلت عنها قناة الإخبارية "نحن بحاجة لأكثر من تسع نساء".

وكانت الانتخابات التي أجريت السبت في مناطق مختلفة من البلاد، أول عملية اقتراع تشارك فيها النساء، في خطوة اعتبرت سيدات أنها تمنحهن "صوتا" في بلاد لا تزال تفرض عليهن قيودا صارمة.

وشكلت هذه الانتخابات، وهي عملية الاقتراع المباشر الوحيدة في المملكة، فرصة أولى للنساء للإدلاء بأصواتهن.

وقبل هذه الانتخابات، كانت المملكة البلد الوحيد في العالم الذي لا يتيح للنساء التصويت. ويضاف ذلك إلى سلسلة قيود تشمل منعهن من قيادة السيارات وفرض ارتداء الحجاب والعباءة السوداء في الأماكن العامة، حيث تطبق معايير صارمة للفصل بين الجنسين.

وتنافس 6440 مرشحا في الانتخابات، بينهم أكثر من 900 مرشحة، على ثلثي المقاعد في 284 مجلسا بلديا، في حين يتم تعيين الأعضاء الباقين. 

ودور هذه المجالس محدود ويرتبط بشكل عام بالاهتمام بالشوارع والساحات وشؤون بلدية أخرى.

ونظرا إلى أنظمة الفصل بين الجنسين في الأماكن العامة، لم يتح للنساء المرشحات لقاء الناخبين الرجال بشكل مباشر، علما أن هؤلاء يشكلون غالبية الناخبين. كما شكت سيدات من أن تسجيل أسمائهن للمشاركة في عمليات الاقتراع شابته صعوبات بيروقراطية.

وبلغت نسبة النساء من الناخبين أقل من عشرة بالمئة. وبحسب إحصاءات اللجان الانتخابية، بلغ عدد المسجلين للانتخاب 1,5 مليون شخص، بينهم 119 ألف امرأة فقط.

وبحسب الأرقام الرسمية، فاقت نسبة مشاركة الناخبات في بعض الأماكن 80%، في حين لم تتعد نسبة مشاركة الناخبين الذكور في المناطق نفسها 50%.

وقال وزير الشؤون البلدية والقروية عبد اللطيف آل الشيخ أن نسبة المشاركة في الانتخابات بلغت 47,4%، مشيرا إلى أن عدد المصوتين بلغ 702 الف و542 ناخبا.

فرح وفخر 

وأعربت مرشحات ومقترعات عن فخرهن بالمشاركة في الانتخابات.

وقالت سحر حسن نصيف لوكالة فرانس برس "حتى لو كانت امرأة واحدة (فائزة)، نحن فخورات جدا بذلك".

وأضافت الناشطة المقيمة في جدة "بصراحة، لم نكن نتوقع فوز احد".

وغردت الناشطة في مجال حقوق الإنسان نسيمة السادة عبر موقع "تويتر" الأحد "سعيدة بفوز المرشحات السعوديات في كل الوطن فهو فوز للجميع ، وقد قلت ذلك قبل شهور ستفاجئكم المرأة".

وكانت السادة المتحدرة من محافظة القطيف في شرق المملكة، تقدمت بترشيحها إلى الانتخابات، إلا أن طلبها تم رفضه من اللجنة الانتخابية. ونشرت السادة السبت صورة لها من مركز انتخابي، بعد الإدلاء بصوتها.

وكانت امرأة شاركت في عملية الاقتراع السبت، قالت لفرانس برس أنها بكت لكونها تشارك للمرة الأولى في عملية اقتراع كانت سابقا تراها عبر شاشات التلفزيون فقط، تمارسها نساء في دول أخرى.

وخصصت السلطات مراكز اقتراع منفصلة للرجال والنساء. وخارج تلك المخصصة للنساء، توقفت سيارات يقودها ذكور وترجلت منها نساء، قبل دخول مركز الاقتراع. وطلبت نسوة من المصورين الامتناع عن التصوير. كما طلب عدد من عناصر الأمن والشرطة منهم الابتعاد عن البوابة، تاركين لهم حرية التحدث إلى النساء طالما لم يمانعن.

ولجأ العديد من المرشحين إلى مواقع التواصل الاجتماعي لإجراء حملتهم الانتخابية، علما أن القوانين منعت رفع صور المرشحين، في إجراء طبق على المرشحين من الجنسين.

ومن القيود المفروضة على النساء في المملكة، الحصول على إذن ذكر (والد أو زوج أو أخ) لأغراض العمل أو السفر، والوالد أو الأخ في حال الزواج.

وبدأت المملكة بتخفيف بعض هذه القيود في عهد العاهل الراحل الملك عبدالله بن عبد العزيز الذي أقام أول انتخابات بلدية في 2005، وتعهد بإشراك النساء في دورة 2015. وسمى الملك الراحل في عهده نساء العضوية مجلس الشورى، وذلك في سابقة بالمملكة.