نشرت صحيفة "لوتون" السويسرية، تقريرا عن حوار أجرته مع
الناشط المصري
وائل غنيم، حول الاستخدام الخاطئ لمواقع التواصل "التي تعمل على المبالغة في نقل الأخبار، وتعميق
الخلافات والسجال العقيم، عوضا عن التشجيع على التوافق".
وقالت الصحيفة في تقريرها الذي ترجمته "
عربي21"، إن الناشط وائل غنيم يعد من أبرز وجوه الثورة المصرية، حيث إنه قام بحشد وتشجيع الشباب عبر
مواقع التواصل الاجتماعي على التعبير عن آرائهم، والانتفاض ضد حكم مبارك في سنة 2011، ما أدى حينها إلى سقوط هذا النظام.
وأشارت إلى أنه بعد عامين فقط من نشاط غنيم على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر؛ فقد تعرض إلى مضايقات اضطرته إلى الهروب للخارج، وهو الآن مقيم في الولايات المتحدة الأمريكية.
وعند سؤاله عن أهمية مواقع التواصل الاجتماعي في الحياة السياسية؛ أجاب غنيم بأن "هذه المواقع تسعى إلى تضخيم الأمور والمبالغة فيها، بدل أن تكون وسيلة للنقاش وتبادل الآراء، فمعظم مستخدميها يريدون فقط لفت الأنظار، وحشد أكبر عدد من المتابعين".
وأضاف غنيم أن "الذين يريدون خلق البلبلة وشد الأنظار؛ دائما ما يقدّمون آراء ومواقف سطحية، كما أنهم يعملون دائما على استمالة عواطف الناس، بدلا من حثهم على التفكير، وبالتالي فإن أولئك الذين يحملون رسالة عميقة وواقعية؛ غالبا ما يجدون أنفسهم معرضين للهجوم والانتقاد، ولا يحصلون على الاهتمام الكافي".
وتابع: "لم تعد هنالك أية حدود تفصل بين مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، نظرا لعددهم الهائل في هذه المواقع، والتنوع الكبير الذي يميزهم.. بينما تقوم وسائل الإعلام باستثمار واستغلال مواقع التواصل في إنتاج آليات عملها".
وحتى يثبت غنيم أن مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي لا يهتمون بالتحليلات العميقة؛ فقد قام بنشر صورة لغرفته المظلمة أثناء انقطاع التيار الكهربائي في مصر، تحمل تعليقات مناهضة للحكومة، وقد لاقت هذه الصورة رواجا كبيرا على مواقع التواصل، حيث تم تداولها بشكل مكثف، وفي اليوم نفسه؛ قام غنيم بنشر مقال يبين فيه أسباب انقطاع التيار الكهربائي في مصر، وعلاقة الحكومة المصرية بهذه المسألة، إلا أن عددا قليلا من المتابعين تفاعلوا معه.
وأشار غنيم خلال حواره مع الصحيفة إلى أن "المشكلة التي تبرز خلال متابعة مواقع التواصل الاجتماعي؛ هي الطريقة التي يهدف من خلالها مستخدمو هذه المواقع إلى الحصول على أكبر عدد ممكن من التعليقات والإعجابات والمشاركات. وفي المقابل، لا يتم إيلاء أهمية لقيمة الأفكار، ونوعية الحجج المعتمدة".
وفي الختام؛ فقد تساءلت الصحيفة عما إذا كان بالإمكان تغيير هذا الواقع، فكانت إجابة غنيم بأنه "من الممكن أن نتلافى الاستخدام الخاطئ لمواقع التواصل الاجتماعي، عبر التركيز على نوعية الأفكار المطروحة، لا على الكمية. وبدل البحث عن حشد أكبر عدد ممكن من المتابعين؛ فإنه لا بد من البحث عن أولئك الذين يهتمون بالمواضيع الجدية، حتى يكون الحوار هادفا ومثمرا".