أكد نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"،
إسماعيل هنية، أن الشعب
الفلسطيني، "سدد ضربة استراتيجية لمشروع
الاحتلال الصهيوني في مدينة القدس المحتلة، وأرض فلسطين المباركة"، مشددا على أن مخططات الاحتلال في الأقصى والقدس "لن تمر، وما فعلوه في الحرم الإبراهيمي لن يفعلوه في الأقصى".
لا نهاية إلا بتحرير الأرض
وقال في كلمة له اليوم تابعتها "
عربي21"، خلال مؤتمر "الواقع الثقافي والاجتماعي في القدس وسبل النهوض"، المنعقد في مدينة
غزة، والذي تنظمه مؤسسة القدس الدولية: "نحن امتلكنا زمام المبادرة، وتحركنا بالوسائل المتاحة كي نسدد هذه الضربة؛ بالحجر ومصاطب العلم والحجاب والسكين وبالدهس وبالقبضة في وجه المستوطن وجده المحتل"، مشيرا إلى أن "بعد المسافة لا يعني بعد الفعل والانخراط في مشروع الانتفاضة والمقاومة والتحرير الذي يحتاج إلى الإرادة؛ التي نعتبرها أعظم من السلاح".
وأضاف: "ما يجري في الضفة الثائرة، أسقط نظريات نتنياهو ودايتون؛ التي أطلق عليها السلام الاقتصادي"، موجها التحية "لأبطال العمليات الفردية الذين وضعوا حدا لعربدة المستوطنين ولمخططات الصهاينة في المسجد الأقصى، وأسقطت المخطط الصهيوني الهادف لتقسيم المسجد الأقصى زمانيا ومكانيا"، مؤكدا أن ذلك هو "البداية ولا نهاية إلا بتحرير الأرض والقدس".
وتابع: "لا وصاية ولا سيادة للاحتلال على الأقصى، أو في القدس، ولا تقاسم وظيفيا ولا زمانيا ولا مكانيا مع المحتل"، موضحا أن هذه المرحلة تتطلب العمل في أربعة مسارات هي؛ "تعميق روح الانتفاضة وتوسيع دائرة المنخرطين فيها، على قاعدة هذه المقاومة وحماية هذه الانتفاضة".
طمس معالمها وتغيير هويتها
وأضاف: "نسعى لتعزيز الوحدة الوطنية التي لا غنى لنا عنها، في الوقت الذي ننفتح فيه على أمتنا ونعزز علاقتنا مع كل الدول العربية والإسلامية"، مشددا على أنه لا حديث مع الاحتلال "إلا بالسلاح".
وأشار إلى ضرورة العمل على "زيادة التفاعل مع المجتمع الدول"، ملمحا لوجود بداية "تغيير ملموس للرأي العام الغربي تجاه الاحتلال
الإسرائيلي".
من جانبه، أكد رئيس فرع مؤسسة القدس الدولية بغزة، النائب الفلسطيني أحمد أبو حلبية، أن الاحتلال الإسرائيلي، "يخطط لتهويد كامل للقدس؛ من خلال طمس معالمها وتغيير هويتها، واستحداث تاريخ يهودي مزيف بالحديث المستمر عن الهيكل المزعوم".
وقال في كلمة له خلال جلسة افتتاح، تابعتها "
عربي21": "القدس تتعرض لجرائم حرب بكل ما فيها"، موضحا أن "العدو الإسرائيلي يصادر آلاف الدونمات ويضمها لمخططه الخطير المسمى بالقدس الكبرى".
وأضاف: "يواصل الاحتلال هدم مئات من منازل المقدسيين وسحب الهويات، وإحلال المستوطنين المجرمين مكانهم"، مؤكدا أن ذلك يأتي في إطار "فرض الهيمنة الصهيونية الكاملة على المدينة المقدسة".
قضية في غاية الخطورة
وفي ما يخص المسجد الأقصى، بين أن "العدو مستمر في التصعيد والعدوان على المسجد الأقصى من خلال استمرار الحفريات التي تسببت بانهيارات أرضية كبيرة، ومطاردة المرابطين والمرابطات وطلاب العلم، وغيرها"، منوها إلى أن الاعتداء الصهيوني على "المقدسات المسيحية لا يتوقف أيضا".
ويشار إلى أن المؤتمر هذا العام جاء تحت عنوان "الواقع الثقافي والاجتماعي في القدس وسبل النهوض"، وهو ما يساهم في "فضح الجرائم الصهيونية التي تستهدف مدينة القدس والمسجد الأقصى والمقدسيين"، بحسب أبو حلبية.
بدوره، قال الشيخ على القره داغي، الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، إن الاحتلال "بدأ يخطط منذ احتلال القدس لتهويدها ثقافيا واجتماعيا وفي كل النواحي"، مشددا على أنها "قضية في غاية الخطورة".
وأضاف في كلمته، أن الاحتلال "يبذل كل إمكاناته المادية والمعنوية من أجل تحقيق هدف التهويد الكامل والشامل للقدس المحتلة"، مشيرا إلى أن الأمة "عجزت" عن وقف المخططات اليهودية التي تستهدف مدينة القدس ومسجدها الأقصى المبارك.
ووجه رسالته للإعلاميين والمثقفين والسياسيين بزيادة الاهتمام بقضية القدس، "التي إذا ضاعت لن تبقى لنا قيمة" كما قال، مطالبا بعقد مؤتمر على "مستوى قمة عربية وإنسانية عالمية من أجل إنقاذ مدينة القدس المحتلة".