مع التنديد المتواصل من قبل منظمات
حقوق الإنسان المحلية والعربية والدولية، بـ"
الانتهاكات" التي يتعرض لها معتقلو
سجن العقرب في القاهرة بمصر، تتوالى روايات ذوي السجناء عن معاناة أبنائهم، ومنهم الطالب في كلية الإعلام بجامعة القاهرة، خالد محمد عبدالرؤوف، المعروف بـ"
خالد سحلوب" (23 عاما).
ويروي شقيقه ياسر لـ"عربي21" تفاصيل اعتقاله وتعذيبه، التي عرفها من خالد في المرات القليلة التي استطاع أن يصل إليه فيها بمعتقله.
يقول ياسر: "كان شقيقي يعمل مصورا صحفيا، حيث اعتقل في 2 كانون الثاني/يناير 2014، وتم اقتياده إلى مبنى أمن الدولة، وقضى هناك أربعة أيام، تعرض فيها لتعذيب متواصل؛ حيث تم صعقه بالكهرباء، وأطفئت السجائر في جسده، وعُلق من يديه لمدة طويلة، مما أدى إلى حدوث شرخين فى الترقوة، وخلع فى الكتف".
وأشار إلى أن أسرته لم تتمكن من معرفة مكان احتجازه إلا بعد 18 يوماً من اختفائه، موكداً أنه حين رآه للمرة الأولى "كانت آثار
التعذيب والإنهاك الشديد ظاهرة عليه، وملابسه ملطخة بالدماء، وفي رأسه تجمعات دموية نتيجة تعرضه للضرب المبرح".
وبيّن ياسر أن شقيقه نُقل من "أمن الدولة" إلى سجن العقرب، ومنعت عنه الزيارة في 1 شباط/فبراير 2014، وتعرض لسوء معاملة، ما دفعه إلى الإضراب عن الطعام في السادس من الشهر ذاته، لمدة 120 يوما، لافتا إلى أن إدارة السجن استخدمت كافة أساليب الضغط والتعذيب في حقه لإلزامه بإيقاف إضرابه، "وبعد ذلك أجبروه على إمضاء محضر فك الإضراب، مقابل نقله من سجن العقرب إلى ملحق المزرعة".
وضع صحي متدهور
وحول الأمراض التي أصيب بها سحلوب؛ قال شقيقه إن "وضعه الصحي تدهور بشكل واضح، وفقد 30 كيلو من وزنه، وعانى من قرحة فى المعدة، والتهاب شديد في المريء، و قيء مستمر، وانخفاض في ضغط الدم، مما عرضه للإغماء المستمر، بالإضافة إلى مشاكل صحية في مفصل الركبة، وآلام فى عظامه"، مشيرا إلى أنه "طلب تصوير ركبته بالأشعة، إلا أن إدارة السجن رفضت طلبه".
وتابع: "نظرا لما يعانيه من أمراض وآلام؛ طلبت الأسرة من إدارة السجن مؤخرا نقله إلى مستشفى مجهز طبيا، على أن تتحمل الأسرة النفقات كاملة، ولا زلنا نطالب بحقه فى الرعاية الصحية الدقيقة، ولكن مطالبنا تقابل بالرفض في كل مرة".
وأشار إلى أن شقيقه حكم عليه بالحبس لمدة سبع سنوات في القضية المعروفة إعلاميا بـ"خلية الماريوت" وأن المحكمة قررت إخلاء سبيله والمتهمين الآخرين، وإعادة محاكمتهم بعد قبول النقض، إلا أن فرحة الأسرة لم تكتمل، حيث تم الزج باسم سحلوب في القضية المعروفة إعلاميا بـ"كتائب حلوان" قبل إخلاء سبيله بأربعة أيام، والتي وقعت أحداثها بعد ثمانية شهور من اعتقاله، ولم يُفرج عنه.
وأضاف ياسر: "بعد ذلك؛ نُقل خالد إلى سجن العقرب مرة ثانية، وذلك في يوم 19 آذار/مارس الماضي، وتم وضعه فى زنزانة تأديبية يطلق عليها اسم (H4) مساحتها متران، كما تم تجريده من كافة متعلقاته الشخصية، ومنع من التريض، وحجبت عنه الأدوية لمدة خمسة أشهر، ما أدى إلى تدهور واضح في حالته الصحية، التي ازدادت رداءة مع تقديم أطعمة فاسدة للمعتقلين، ومياه غير صالحة للاستخدام الآدمي".
وتساءل: "أين حقوق الإنسان التي يدعونها؟ وإلى الآن الزيارة مغلقة منذ أكثر من شهرين في هذا البرد القارس ولا يسمح لهم بدخول ملابس شتوية أو حتى بطاطين خفيفة ولا الملابس الداخلية، فقط بدلة السجن الخفيفة التي يرتديها فقط".
الزيارة الأخيرة
وقال إنه بعد شهرين من منع الزيارة؛ سُمح بها السبت الماضي لمدة ثلاث دقائق فقط، مؤكدا أنه حينما زار شقيقه رآه ما زال مرتديا لملابسه الصيفية في هذه الأيام الشديدة البرودة.
وتابع: "ليس لديه بطانيات، عدا واحدة رقيقة للغاية، ينام على نصفها، ويغطي جسده بنصفها الآخر.. لقد رفضوا إدخال أية ملابس، وسمحوا بإيصال بعض الأدوية، وملعقتين من الأرز، ونصف قطعة لحم صغيرة".
وبحسب شقيقه، فقد كان سحلوب ضمن المعتقلين الذين اعتدي عليهم في بداية كانون الأول/ديسمبر الجاري، بالضرب المبرح من قبل سلطات سجن العقرب، لثنيهم عن الاستمرار في إضرابهم عن الطعام احتجاجا على منع الأدوية عنهم.
وأدان مرصد "طلاب حرية" ما يتعرض له سحلوب من "انتهاكات صحية، من شأنها أن تؤثر على حياته".
وطالب المرصد في بيان له الأحد، السلطات
المصرية بـ"سرعة التدخل لوقف تلك الانتهاكات، وإلزام أجهزتها الأمنية والقضائية بتطبيق القانون"، مشددا على ضرورة "الوقف الفوري للإهمال الطبي المستمر بحق الطالب سحلوب، وسرعة عرضه على أطباء مختصين، وإخضاعه للعلاج المناسب، وفتح تحقيق جاد في أسباب تدهور الحالة الصحية له، وفي الانتهاكات التي يتعرض لها بسجن العقرب".