في الوقت الذي تدعي فيه
إسرائيل الرسمية، أن انفجار انتفاضة القدس وعمليات المقاومة التي تنفذ خلالها هي نتاج التحريض
الفلسطيني وبسبب التطرف الديني، فقد قال عدد من كبار
الجنرالات وقادة الأجهزة الاستخبارية الإسرائيلية السابقين، إن إسرائيل مارست وتمارس
جرائم حرب ضد العرب والفلسطينيين.
وقال الجنرال عامي أيالون، الرئيس الأسبق لجهاز المخابرات الداخلية "الشاباك"، إن جيش
الاحتلال مارس على مدى طويل من الزمن ممارسات "غير أخلاقية" أثناء تنفيذه الجهد الحربي، مشددا على أن بعض هذه الممارسات ترقى إلى جرائم حرب.
وفي إعلان شخصي نشره في صحيفة "يديعوت أحرنوت" صباح اليوم، حذر أيالون من أن الجهود التي تبذلها إسرائيل، سيما النخب اليمينية داخل الحكومة، لمحاصرة منظمات إسرائيلية تقوم بتوثيق جرائم الحرب التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي خلال الحرب الأخيرة على غزة، تضر بالمصلحة الإسرائيلية.
ونوه أيالون إلى وجوب السماح لمنظمة "يكسرون الصمت" التي توثق جرائم بالعمل من أجل تنبيه قيادة الجيش الإسرائيلي لخطورة الوضع، قبل أن يتم تقديم لوائح اتهام لإسرائيل أمام محكمة الجنايات الدولية.
وقد جاء إعلان أيالون بعد ثلاثة أيام على نشر نائب رئيس الموساد الأسبق عميرام ليفين، إعلانا في صحيفة "هآرتس"، شدد فيه على خطورة غض الطرف عن الجرائم التي ينفذها جيش الاحتلال، معتبرا أن هذا السلوك سيفضي إلى تراجع مكانة إسرائيل الدولية ويعزز من قوة الأوراق التي تملكها حركة المقاطعة الدولية.
وأضاف ليفين أن محاولة قوى اليمين، سيما داخل الحكومة، شيطنة الجهات التي تكشف الممارسات "غير الأخلاقية للجيش سينقلب كسهم مرتد إلى نحر الدولة ذاتها".
من ناحيته، قال الصحافي آرييه شافيت، إنه كان شاهد عيان على عمليات قيام الجيش الإسرائيلي بتصفية أسرى مطلع سبعينيات القرن الماضي.
وفي مقال نشرته صحيفة "هآرتس" في عددها الصادر أمس، نوه شافيت إلى أنه كجندي صغير شاهد زملاءه يضربون بشكل مبرح أسرى فلسطينيين تم أسرهم في جنوب لبنان.
وأضاف شافيت أنه كان شاهد عيان في تسعينيات القرن الماضي على عمليات تعذيب وحشية كان يقوم بها جهاز المخابرات الداخلية "الشاباك"، أثناء تحقيقه مع الأسرى الفلسطينيين في سجن "أنصار 2" على ساحل بحر غزة.
وفي سياق مختلف، قال حاخام بارز، إن عملية إحراق عائلة دوابشة يعد "فريضة شرعية" وليس عملا إرهابيا.
وأفتى الحاخام إسحاق غيزنبيرغ، مدير منظمة "طريق الحياة"، والذي يتخذ من مستوطنة "هار براخا" القريبة من نابلس مقرا له، بأن منفذي هذا العمل "قديسون وأدوا فريضة واجبة".
وأوردت الصحافية الإسرائيلية أبراما غولان، في تقرير نشرته "هآرتس" أمس، اقتباسات لعدد آخر من الحاخامات أيدوا إحراق عائلة دوابشة.