أطلقت مليشات
الحشد الشعبي تهديدها الرابع في أقل من سنة، حيث توعدت برد على القوات الأمريكية التي قتلت مجموعة غير معلومة من الجنود
العراقيين في قصف بطريق الخطأ على تجمع لهم بالقرب من مدينة الفلوجة، غرب بغداد.
وتوعدت كتائب سيد الشهداء، إحدى فصائل
مليشيات الحشد، القوات الأمريكية برد مماثل بعد قيام طائرة أمريكية بقصف تجمع للجيش العراقي في محافظة الأنبار الأسبوع الماضي. وقال الأمين العام لكتائب سيد الشهداء أبو آلاء الولائي في بيان مختصر تسلمت "
عربي21" نسخة منه، أن "الأمريكان يقتلون جنودنا، ويقدمون في الوقت ذاته التعازي للحكومة"، متوعدا برد من أجل رد الاعتبار، بحسب البيان.
من جهته، كشف القيادي في مليشيات الحشد، معين الكاظمي، عن تسريبات قال إنه حصل عليها من المخابرات الروسية، تؤكد أن القوات الأمريكية تعمدت قصف القوات العراقية للحد من تقدمها، لأجل بقاء تنظيم الدولة، وتنفيذ مخططاتها التقسيمية في العراق.
ويعد التهديد الحالي هو الرابع من نوعه الذي تطلقه مليشيات الحشد الشعبي في أقل من سنة، حيث توعد الرجل الثاني في المليشيات، أبو مهدي المهندس، في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي باستهداف القوات والمصالح الأمريكية في العراق، وقال إن مقاتلي الحشد يملكون القدرة والقوة على ضرب التواجد الأمريكي.
وسبق لعصائب أهل الحق، إحدى الفصائل الأساسية في الحشد، أن تعهدت أيضا في مطلع الشهر الجاري بمحاربة التواجد الأمريكي في العراق، فيما بين المتحدث الرسمي باسمها نعيم العبودي؛ أن أبناء المقاومة في العراق سيكونون بالمرصاد لمن يريد الإضرار بسيادة العراق، وإخضاع شعبه.
وفي سياق التهديدات الكلامية أيضا توعد البرلماني عن التيار الصدري عبد العزيز الظالمي في آذار/ مارس الماضي، بالرد الموجع والمؤلم لأمريكا وإسرائيل في حال التجرؤ على المساس بـ"المقاومة الإسلامية" والحشد، مشددا على أن "التيار الصدري لا يسمح لتدخل قوى الشر والظلام في الشأن العراقي".
ويؤكد مراقبون أن توعد فصائل الحشد الشعبي بالانتقام والرد على القوات الأمريكية هو أسلوب دعائي دأبت هذه الفصائل على استخدامه منذ تأسيسها، ولا يمكن أن يحدث على أرض الواقع، خصوصا وأن المعلومات المتداولة تشير إلى تقارب مكاني جمع بين الطرفين خاصة في القواعد العسكرية داخل محافظة الأنبار.
ويعد الغطاء الجوي الأمريكي هو العامل الرئيسي الذي مكّن مليشيات الحشد من الدخول إلى العديد من المدن العراقية التي كان عناصر تنظيم الدولة يفرضون سيطرتهم عليها، وفي مقدمتها تكريت التي مهد القصف الأمريكي المتواصل الطريق لدخول فصائل الحشد الشعبي إليها.