في إطار الحشد والاستعداد للموجة الثورية المرتقبة في شهر كانون الثاني/ يناير المقبل، شهدت 15 محافظة
مصرية، الجمعة، العديد من المسيرات والفعاليات الاحتجاجية الرافضة للانقلاب العسكري الذي حدث في الثالث من تموز/ يوليو 2013 ضد أول رئيس مدني منتخب في تاريخ مصر، محمد مرسي.
وردد المتظاهرون هتافات تطالب بإسقاط حكم العسكر وتندد بممارساته التي وصفوها بالفاشية والفاشلة، وتدعو الشعب للمشاركة بقوة والنزول في 25 كانون الثاني/ يناير المقبل، رافعين الأعلام المصرية، وشارات رابعة، وصور الرئيس مرسي، وصور بعض المعتقلين والقتلى على يد قوات الأمن.
ومن بين الهتافات التي رددها المتظاهرون "إرحل يا قاتل.. إرحل يا فاشل"، و"يسقط يسقط حكم العسكر"، و"الشعب يريد إسقاط النظام"، و"حي حي.. 25 جاي (سيأتي)" و"مزهقناش مزهقناش (لم نيأس).. ثورة كاملة يا إما بلاش"، و"ثورة ثورة حتى النصر.. ثورة في كل شوارع مصر". وقاموا بتوزيع منشورات على المواطنين تظهر فشل الانقلاب، وتدعو للحشد في 25 كانون الثاني/ يناير.
ووسط تفاعل وتضامن شعبي من قبل بعض الأهالي والمارة، جابت المسيرات، التي انطلقت صباح الجمعة وشهدت مشاركة أكبر في أعداد المتظاهرين مقارنة بالتظاهرات الاحتجاجية السابقة، العديد من الشوارع الرئيسية والجانبية في هذه المحافظات والمدن والقرى المختلفة.
وكان التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب قد دعا، في بيان له صباح الجمعة، إلى أسبوع ثوري جديد تحت شعار "ارحل يا فاشل"، ضمن موجته الثورية لإحياء ذكرى
ثورة يناير التي أطلقها منذ نحو ثلاثة أسابيع وتحمل شعار "ثورة حتى النصر".
وشهدت محافظة الجيزة، التي يطلق عليها المتظاهرون "عاصمة الثورة"، 15 مسيرة احتجاجية في مناطق "الهرم"، العمرانية"، "المنيب"، "فيصل"، "ناهيا"، "المهندسين"، "صفط اللبن"، "الصف"، "العياط"، "البدرشين"، و"6 أكتوبر".
وقال شهود عيان لـ
"عربي21"، إن هناك أنباء عن وفاة سيدة من أهالي المنطقة في مسيرة بمنطقة المنيب (جنوب محافظة الجيزة)، وذلك عقب اعتداء قوات الأمن على المتظاهرين وإطلاقهم طلقات الخروطوش والرصاص الحي باتجاههم. كما تعرضت مسيرة "فيصل" للاعتداء، وتم اعتقال أربع سيدات، إلا أنه تم إطلاق سراحهن بعد احتجازهن لساعات قليلة.
وتظاهر رافضو الانقلاب بمحافظة القاهرة في مناطق "القاهرة الجديدة"، و"حلوان"، و"المعادي"، معلنين تضامنهم مع حملة البنات "لازم تخرج"، حيث تقبع في سجون الانقلاب 59 من فتيات وسيدات مصر على خلفية رفضهن
الانقلاب العسكري.
وانتفض ثوار محافظة الإسكندرية، عقب صلاة الجمعة، بأكثر من 20 مسيرة بمشاركة واسعة من الأهالي وشباب الحركات الثورية المختلفة، في مناطق "العوايد"، و"الرمل"، و"الحضرة"، و"المنتزه"، و"أبو سليمان"، و"محرم بك"، و"الورديان"، و"برج العرب"، و"العصافرة"، و"سيدي بشر"، و"محرم بك"، و"شارع بورسعيد" الشهير بالإسكندرية.
وشهدت محافظة الفيوم أكثر من 15 مسيرة احتجاجية في مدن "الفيوم"، و"أبشواي"، و"يوسف الصديق"، و"طامية"، استمرارا لموجة "ثورة حتى النصر" الممتدة لـ25 كانون الثاني/ يناير 2016.
وعرفت محافظة المنوفية تظاهرات في مدن "السادات"، و"منوف" و"أشمون"، أما محافظة القليوبية فكانت بها مسيرة حاشدة في مدينة شبرا الخيمة.
بدوره شهد مسقط رأس الرئيس مرسي في مدينة العدوة بمحافظة الشرقية مسيرة حاشدة لرافضي الانقلاب، حيث أشعل شباب الحركات الثورية حماس المتظاهرين بالهتافات والشعارات المطالبة بإعدام عبد الفتاح السيسي، والقصاص لدماء الضحايا.
وكذلك شهدت "الشرقية"
مظاهرات في "فاقوس"، و"الحسينية"، و"أولاد صقر"، و"الإبراهيمية"، و"أبو حماد"، و"القرين"، و"ديرب نجم"، و"أنشاص الرمل"، و"بلبيس".
وتواصلت التظاهرات من محافظة بني سويف في مدينة بني سويف وميدوم بمركز الوسطى، بينما اعتدت قوات الأمن على مسيرة شبابية بقرية "أشمنت" التابعة لمركز ناصر بمحافظة بني سويف، إلا أن المتظاهرون أصروا على مواصلة مظاهراتهم رغم الاعتداء الأمني، وقاموا بتغيير خط سير المسيرة.
ونظم ثوار مدينة العريش في محافظة شمال سيناء، التي تشهد تضييقا وانتهاكات أمنية واسعة بحق المواطنين، مسيرة احتجاجية انطلقت من وسط مدينة العريش وجابت بعض الشوارع الرئيسية والجانبية، مطالبين برحيل العسكر وإسقاط نظامه.
وخرجت مظاهرات محدودة في محافظات "الدقهلية"، و"الغربية"، و"المنيا"، و"الأقصر"، و"البحيرة"، و"كفر الشيخ"، و"دمياط".
وفي سياق متصل، نظم عدد من أعضاء الجالية المصرية بتركيا وقفة احتجاجية بمدينة إسطنبول، ظهر الجمعة، للمطالبة بالإفراج عن المعتقلين في مصر وإسقاط حكم العسكر.
من جهته، قال المتحدث الرسمي باسم مجلس أمناء الثورة، المهندس ياسر صديق، إن ذكرى ثورة يناير تأتي في ظل أجواء ثورية كبيرة، ووسط شحن جماهيري متحفز، وسقوط أقنعة ثورية زائفة تحاول الانقضاض على طموح الثوار بالانتصار لثورتهم ومبادئها.
وأشار "صديق"، في تصريح لـ
"عربي 21"، إلى أن مجلس أمناء الثورة يؤكد دعمه وتواجده بكل قواه الثورية الفاعلة والمؤثرة في الإعداد لذكرى الثورة، مشددا على أنه ماض في طريقه الثوري، وأن قطار الثوار هو أيضا ماض في طريقه حتى يصل لمبتغاه، وهو إسقاط الانقلاب وعودة الشرعية والحرية لكل الثوار في جميع ربوع مصر.