ظهر الرئيس
اليمني المخلوع، علي عبدالله صالح مجددا، الاثنين، في سفارة
روسيا بصنعاء، عقب دعوته لموسكو برعاية حوار مباشر بين حزبه وحلفائه في جماعة الحوثي، مع
السعودية التي تقود تحالفا عسكريا من عشر دول، وهو الأمر الذي حظي بتغطية واسعة من وسائل إعلام موالية لصالح، والتبشير بدور روسي مرتقب في الأزمة اليمنية، الثلاثاء.
لكن معارضي صالح والحوثيين، فسروا لقاء الأول، بالسفير الروسي في صنعاء، عقب دعوته نظام
فلاديمير بوتين، بالتدخل في اليمن، بأنه "ناتج عن حالة انعدام الوعي السياسي لدى الرجل، الذي أغراه تدخل الدب الروسي في سوريا".
أداة كسر الحصار
ورأى رئيس تحرير صحيفة الوسط (جريدة أسبوعية) جمال عامر، أن "علاقة حزب المؤتمر الذي يرأسه صالح، وجماعة (أنصارالله) الحوثيين، بروسيا، أمرا طبيعيا، إذا نظرنا إلى موقف موسكو المناهض لحرب التحالف العربي ضد اليمن، فضلا عن دورها المحوري المضاد لأمريكا والسعودية".
وقال في حديث خاص لـ"
عربي21" إن "الدور الروسي، لن يتجاوز مسألة الضغط السياسي إلى القيام بتدخل عسكري".
وتابع عامر حديثه، أن "روسيا تمثل أداة لكسر الحصار السياسي الذي تنفذه المملكة والحلفاء على قوى الداخل الممثلة بالمؤتمر والحوثيين".
وأشار رئيس أسبوعية الوسط إلى أن "دعوة
علي صالح لحوار مباشر مع السعودية ورفضه أي مشاورات مع عبدربه منصور هادي وحكومته، جاءت عقب تلقيه تقرير من وفده التفاوضي العائد من سويسرا، بأن وفد الحكومة أو ما أسماه بوفد هادي، لا يمتلك أي صلاحية للبت في أي التزامات يتم التوصل إليها".
دعوة يائسة
من جهته، اعتبر الكاتب والمحلل السياسي، ياسين التميمي أن دعوة علي صالح إلى حوار مع المملكة العربية السعودية، تحت رعاية روسيا، فعل يائس وينم عن حالة انعدام وعي بالموازين التي تقوم عليها العلاقات الدولية، فقد أغراه التدخل الروسي في سوريا". بحسب قوله
وأضاف في حديث خاص لـ"
عربي21" أن صالح وحليفه الحوثي، يعتقدان أن بإمكانهم استدعاء روسيا عسكرياً للتدخل في اليمن، وعندما لم يحدث ذلك، حاول استدعاء روسيا سياسيا"، لكنه هذه المرة وقع في فخ المواجهة مع الأمم المتحدة التي ترعى مشاورات بين الحكومة والمتمردين.
وأوضح التميمي أن خيارات صالح وحلفاءه محدودة، نتيجة تسارع خطوط المواجهات العسكرية على مقربة من صنعاء، والذي كان سببا، وراء تفكيره "نقل المسار السياسي المترنح إلى حوار بين اليمن والمملكة العربية السعودية، ونسي أن اليمن له قيادة سياسية شرعية موجودة في مدينة عدن جنوبي البلاد.
ولفت السياسي اليمني إلى أن موسكو لن تغامر في اختبار إرادة المجتمع الدولي في ساحة جديدة بالمنطقة، ولن تجازف في التصرف خارج سياق القرار رقم 2216 الذي صدر عن مجلس الأمن تحت البند السابع، ولا يمكن للروس المقامرة في اليمن، وهي تخوض معركة محفوفة المخاطر في سوريا".
يشار إلى أن علي عبدالله صالح، دعا مساء الأحد، إلى حوار مباشر مع الرياض، برعاية روسيا والأمم المتحدة، كما أنه سبق لأنصاره وناشطين حوثيين، خلال الثلاثة الأشهر الماضية، أن نظموا أكثر من وقفة احتجاجية أمام السفارة الروسية، بصنعاء، رفعوا فيها صور الرئيس بوتين، وطالبوا بالتدخل العسكري على غرار ما حدث في سوريا.