قال الرئيس
الفلسطيني محمود عباس، الخميس، إن "حل أو انهيار
السلطة الفلسطينية، أمر غير مطروح، فهي واحدة من منجزات
الشعب الفلسطيني".
جاء ذلك في كلمة له مسجلة، بثها التلفزيون الفلسطيني الرسمي، بمناسبة الذكرى الـ51 لانطلاقة حركة فتح التي يتزعمها، والتي تصادف الأول من كانون الثاني/ يناير كل عام، غير أن الحركة دأبت على تنظيم حدث رمزي يوم 31 من كانون الأول/ ديسمبر كل عام بإيقاد شعلة الانطلاقة، وهو اليوم الذي يلقي فيه الرئيس كلمة بهذه المناسبة.
وأضاف عباس: "في هذه اللحظات الفارقة، نود أن نطمئن شعبنا بقواه كافة، بأننا متمسكون بمبدأ لن نحيد عنه، يقضي بأن جميع القرارات المصيرية، المتعلقة بمستقبل أرضنا وشعبنا، وحقوقنا الوطنية الثابتة في أرضنا ومقدساتنا المسيحية والإسلامية، ستخضع للاستفتاء العام، والمجلس الوطني، لأن شعبنا الذي قدم التضحيات الجسام، هو صاحب الولاية، ومصدر السلطات".
وتابع: "ولمن يراهنون على انهيار السلطة أو حلها، فهذا أمر غير مطروح، فهي واحدة من مكتسبات وإنجازات شعبنا على طريق إعادة بناء مؤسساتنا الوطنية على أساس سيادة
القانون، وتكريس الهوية الوطنية، وتحقيق الاستقلال".
وأردف: "إننا طلاب حق وعدل وسلام، وأن السلام والأمن والاستقرار في فلسطين والمنطقة بل في العالم لن يتحقق أي منها إلا إذا تم الاعتراف بحقوق شعبنا وحل قضيته حلاً عادلاً، عبر إنهاء الاحتلال الإسرائيلي لأرض دولة فلسطين المحتلة منذ العام 1967، وزوال الاستيطان، وتفكيك جدار العزل والفصل العنصري، وحل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين وفق القرار 194، وإطلاق سراح جميع أسرانا المعتقلين في السجون الإسرائيلية، وعلى نحو يفضي إلى استقلال دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية".
وخاطب عباس المجتمع الإسرائيلي بقوله: "نقول لكم إن حكومة بلادكم تضللكم، وهي لا تريد السلام لكم أو لنا، وإنما تسعى بكل السبل لإطالة عمر احتلالها واستيطانها لأرضنا، وهي تريد الأرض والأمن والسلام لها وحدها، وهذا أمر مستحيل القبول به".
ومضى قائلا: "نعم لن نبقى وشعبنا تحت سطوة احتلالكم واستيطانكم، ولن نقبل باستمرار احتجازكم لجثامين شهدائنا، ولن نقبل باستمرار اعتقالكم لأسرانا، فاخرجوا من حياتنا وأرضنا وارفعوا أيديكم عن مقدساتنا المسيحية والإسلامية".
واستطرد: "إن دباباتكم ومدافعكم وطائراتكم وجدرانكم واستيطانكم، كل ذلك لن يجلب لكم أي أمن أو سلام، وإنما اعترافكم بحقوق شعبنا، وبالظلم التاريخي الذي ألحقتموه به، وإصلاح الضرر والإقرار بالحقوق، والتحلي بالشجاعة للقيام بذلك، هو ما يصنع السلام، فهل أنتم مستعدون لذلك؟".
وقال إن "تحقيق السلام في منطقتنا، سيسحب الذرائع من المجموعات الإرهابية التي تعمل باسم الدين، وتستخدم اسم فلسطين والقدس ذريعة لإرهابها".
وعن الهبة الشعبية الفلسطينية المتواصلة منذ بداية تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، اعتبرها "ردة فعل ناتجة عن استمرار الاحتلال والاستيطان وامتهان للمقدسات، وغياب حل عادل للقضية الفلسطينية، بل وانسداد الأفق السياسي، وغياب الأمل بالمستقبل، الأمر الذي يولد الإحباط لدى الشباب في انبثاق فجر جديد يشعرون فيه بالأمن والأمان".
وتابع: "رغم كل ذلك، فإن شعبنا لن يركع، ولن يستسلم، ولن يذل، وسينبعث من جديد (...) سنستمر في خوض معركتنا السياسية والدبلوماسية، وتثبيت جذور دولتنا المسلحة بالقانون الدولي وبعضويتها في الأمم المتحدة والمنظومة الدولية".
وفيما يتعلق بمفاوضات السلام، قال: "نحن من جهتنا أعطينا الفرصة تلو الفرصة من أجل مفاوضات جادة ومثمرة، ولكن حكومتكم (إسرائيل) ظلت كما هو دأبها تدير الصراع، وتتهرب من استحقاقات السلام، وتعمل على إطالة عمر الاحتلال، وتسعى لتحويله إلى صراع ونزاع ديني ستكون عواقبه وخيمة على الجميع".
وأضاف: "أما نحن، فإننا نمد إليكم أيدينا بالسلام القائم على الحق والعدل، ونحن باقون هنا على هذه الأرض (...) ونجدد التأكيد على أننا لن نعود للمفاوضات من أجل المفاوضات، ولن نبقى وحدنا نطبق الاتفاقيات الموقعة، ولن نقبل بالحلول الانتقالية أو المؤقتة، وسنعمل على توفير نظام حماية دولية لشعبنا"، عباس مستكملا حديثه.
وفي هذا السياق، لفت إلى أنه مع إنشاء مجموعة دعم دولية، تضم عددا أكبر من الدول ذات العلاقة، مثل المجموعات التي نشأت للتوصل لحل أزمات المنطقة، طالب بعقد مؤتمر دولي للسلام.
وتحتفل حركة فتح في هذه الأيام، بذكرى انطلاقتها التي تصادف الأول من كانون الثاني/ يناير من كل عام، وكان عباس قد أوقد شعلة الانطلاقة، مساء الخميس، في مقر المقاطعة في مدينة رام الله بحضور كوادر وقيادات حركة فتح، ووضع أكليلا من الزهور على ضريح الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات، وذلك بالتزامن مع إيقاد أنصار الحركة في قطاع غزة، لشعلة المناسبة نفسها.