أطلق ناشطون يمنيون، مساء السبت، هاشتاغ
#ارفعوا_الحصار_على_تعز، بكل لغات العالم، للتعريف بمأساة أبناء المدينة الأكثر كثافة سكانية في البلاد، التي تنوعت فصولها بين قتل وتدمير وحصار، تقوم به ميليشيات الحوثيين وقوات
علي عبد الله صالح، على المدينة منذ أشهر.
وبدأت الحملة الواسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، في الساعة السادسة من مساء السبت، بعنوان "ارفعوا
الحصار عن
تعز" الذي ترجم لكل لغات العالم، بهدف إيصال الصورة الحقيقية لما يجري في المدينة، حيث باتت على وشك المجاعة، جراء حصار خانق يفرضه
الحوثيون وقوات صالح منذ أشهر، ومنع دخول المساعدات الإنسانية لإغاثة السكان، وفق تقرير لمنظمات دولية.
وبهذا الخصوص، حذر برنامج الأغذية العالمي بالأمم المتحدة، الجمعة، من التدهور السريع للأوضاع الإنسانية في تعز بمرتفعات
اليمن الجنوبية، وأكد أن المدينة ومحافظات أخرى على عتبة المجاعة.
وأعرب البرنامج في تقرير نشر على موقعه الإلكتروني عن قلقه البالغ إزاء التدهور السريع للوضع الإنساني في مدينة تعز اليمنية حيث يعاني السكان من الجوع لفترات تمتد لأسابيع، بينما يواجه البرنامج صعوبات في الوصول إلى الأسر الضعيفة في المدينة التي مزقتها الحرب.
الوسم الذي تصدر، السبت، قائمة أعلى الوسوم تداولا باليمن، في ظل تفاعل قطاع واسع من السياسيين والحقوقيين ورواد مواقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، و"توتير"، يأتي وسط انتقادات واسعة لدور منظمات الإغاثة وحقوق الإنسان الدولية، الذي لا يرتقي مع جرائم الإبادة التي يتعرض لها المدنيون في تعز.
ويواصل الحوثيون منع دخول المساعدات الغذائية والطبية إلى مدينة تعز، عبر فرض إجراءات أمنية مشددة على منافذ المدينة، وخصوصا المنفذ الواقع غربا.
معبر الدحي، يعد من أبرز المعابر التي يتحكم بها الحوثيون وقوات المخلوع صالح، وتمنع دخول حاجات الناس من الغذاء والدواء.
ولجأ أهالي المدينة، إلى وسيلة تقليدية لكسر الحصار، بالتسلل عبر منافذ تخضع لسيطرة مسلحين حوثيين لتهريب ما استطاعوا من مواد غذائية ودوائية في رحلة خطرة، عنوانها الأبرز "الموت" برصاصة قناص واضع يده على الزناد لقتل العابرين.
وتداول المشاركون في حملة فك الحصار عن تعز، صورا تجسد حجم الكارثة الإنسانية التي ينام ويصحو عليها السكان المحليون.
وباتت المراكز الطبية في تعز عاجزة عن أداء عملها نتيجة تعاظم نتائج الحصار على المدينة التي تواجه انعداما لمادة الأوكسجين، وهو ما دفع بـ"أطباء مستشفى الثورة" بتنظيم وقفة احتجاجية، قبل أيام، للمطالبة بتوفير أسطوانات الأوكسجين لمستشفيات المدينة التي تواجه تزايد الحالات جراء عمليات القصف العشوائي على أحيائها.
وانتقد منظمو الوقفة، تجاهل العالم لمعاناة سكان مدينة تعز المحاصرين، فضلا عن انعدام أسطوانة أكسجين تمكنهم من إنقاذ جرحى الحرب التي يشنها الحوثيون على المدينة منذ تسعة أشهر.
وأعلن المجلس العسكري بمحافظة تعز، الأربعاء الماضي، وفاة خمسة أشخاص في مستشفيات تعز بسبب نقص أسطوانات الأوكسجين وعدم قدرة الأطباء على إجراء عمليات جراحية لهم نتيجة الحصار الذي تفرضه ميليشيات الحوثيين وصالح، موضحا أن من بينهم أربعة من عناصر المقاومة، والخامس طفل رضيع عمره ساعات لم يتمكن الأطباء من إسعافه.
وفي تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، اتهمت منظمة "هيومن رايتس ووتش" الحوثيين وقوات علي صالح بمصادرة الإمدادات الغذائية والطبية من المدنيين في المدينة بشكل غير شرعي، وانتهاك قوانين الحرب، واستخدام أسلحة متفجرة ثقيلة أثناء القصف على الأحياء السكنية، دون مراعاة لأمن مدنييها.