أثار إعلان
كوريا الشمالية، الأربعاء، إجراء أول تجربة ناجحة لقنبلة هيدروجينية قلق المنظمات الدولية والعديد من الدول، حيث تشكل هذه الخطوة تحديا جديدا للمجتمع الدولي الذي اعتبرها "انتهاكا" لقرارات الأمم المتحدة.
وبعد ساعات من إعلان بيونغ يانغ إجراء تجربة ناجحة لقنبلة هيدروجينية، قال دبلوماسيون في الأمم المتحدة إن مجلس الأمن الدولي سيعقد الأربعاء اجتماعا بنيويورك في هذا الشأن.
وقالت الناطقة باسم البعثة الأمريكية في الأمم المتحدة هاجر شمالي، إن الاجتماع "سيعقد بطلب من الولايات المتحدة واليابان بشكل جلسة مشاورات مغلقة بين الدول الـ15 الأعضاء". ولم يحدد موعد جلسة المجلس الذي يبدأ أعماله عادة اعتبارا من الساعة العاشرة (14,00 ت غ).
وقال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة النووية يوكيا أمانو، إن "
التجربة النووية لكوريا الشمالية تشكل إذا تأكدت انتهاكا أكيدا لقرارات مجلس الأمن الدولي.. مؤسف جدا".
وكانت أولى الإدانات جاءت من كوريا الجنوبية المجاورة واليابان، حليفتا الولايات المتحدة التي انتقدت بعنف "الاستفزازات" الكورية الشمالية، لكنها أكدت في الوقت نفسه أنها غير قادرة على تأكيد ما إذا كانت بيونغ يانغ أجرت تجربة لقنبلة هيدروجينية كما تقول.
وصرح الناطق باسم مجلس الأمن القومي نيد برايس في البيت الأبيض ليل الثلاثاء الأربعاء: "أبلغنا بنشاط زلزالي في شبه الجزيرة الكورية بالقرب من مركز الاختبارات الكوري الشمالي". وأضاف: "نراقب الوضع ونواصل تقييمه بتنسيق وثيق مع شركائنا الإقليميين".
وتابع برايس: "لا يمكننا تأكيد هذه المعلومات حاليا (...) لكننا ندين كل انتهاك لقرارات مجلس الأمن الدولية، وندعو كوريا الشمالية من جديد إلى احترام التزاماتها وتعهداتها الدولية".
ونقلت وكالة "رويترز" عن مصادر بالحكومة الأمريكية، الأربعاء، قولها إن موقع وطبيعة النشاط الزلزالي الذي وردت عنه أنباء من كوريا الشمالية يتسق مع تجارب نووية سابقة هناك، وذلك بعدما أعلنت بيونغ يانغ أنها اختبرت بنجاح قنبلة نووية هيدروجينية.
وأضافت المصادر، التي طلبت عدم الكشف عن أسمائها نظرا للطبيعة الحساسة للحدث، أن وكالات أمريكية تفحص كل وسائل الاستشعار المتاحة للتحقق من طبيعة ما حدث ونوع الشحنة المستخدمة إن كانت تجربة نووية.
وفور الإعلان عن التجربة، دعت الرئيسة الكورية الجنوبية بارك غيون-هي إلى اجتماع عاجل لمجلس الأمن القومي.
وقالت الحكومة الكورية الجنوبية في بيان تلاه رئيس مجلس الأمن القومي عبر التلفزيون: "ندين بشدة إجراء كوريا الشمالية لتجربتها النووية الرابعة في انتهاك واضح لقرارات مجلس الأمن الدولي على الرغم من تحذيراتنا وتحذيرات الأسرة الدولية".
وأضافت: "سنتخذ كل الإجراءات الضرورية" للتوصل إلى فرض "عقوبات إضافية من مجلس الأمن الدولي (...) ليدفع الشمال ثمن التجربة النووية".
وفي طوكيو، قال رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي: "أدين هذه التجربة التي تشكل تهديدا خطيرا لأمن بلدنا (...) وتحديا خطيرا للجهود الدولية لمنع الانتشار النووي".
وأثارت التجربة أيضا استياء الصين، الحليفة الأساسية لكوريا الشمالية، وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الصينية هويا شونيينغ في مؤتمر صحافي: "نحض بقوة جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية على احترام التزامها بنزع السلاح النووي ووقف أي عمل يزيد الوضع سوءا".
وفي موسكو، أكدت وزارة الخارجية الروسية في بيان: "إذا ما تأكدت هذه التجربة، فستكون خطوة جديدة من بيونغ يانغ على طريق تطوير أسلحة نووية، وتشكل انتهاكا فاضحا للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن الدولي".
وأدان الاتحاد الأوروبي التجربة، حيث قالت وزيرة خارجية الاتحاد فيديريكا موغيريني: "إذا تأكدت، فإنها تشكل انتهاكا خطيرا للالتزامات الدولية لجمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية كما حددتها قرارات عدة لمجلس الأمن الدولي".
وأضافت أن التجربة "تشكل تهديدا للأمن" في كل منطقة جنوب شرق آسيا، داعية بيونغ يانغ إلى استئناف حوار "يتسم بالصدقية" مع الأسرة الدولية "ووقف هذا السلوك غير القانوني والخطير".
واعتبرت فرنسا التجربة "انتهاكا" للقرارات الدولية، ودعت الرئاسة الفرنسية إلى "رد قوي من جانب الأسرة الدولية".
واعتبر وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند أن التجربة "استفزاز" و"انتهاك خطير" لقرارات الأمم المتحدة.
وأضاف هاموند الذي يزور الصين حاليا: "ناقشت الموضوع اليوم مع نظيري الصيني مستشار الدولة يانغ جيشي واتفقنا على العمل مع الأعضاء الآخرين في مجلس الأمن من أجل رد دولي صارم".
وسيجري هاموند محادثات أيضا مع نظيريه الياباني والكوري الجنوبي الأربعاء.
وأدانت الحكومة الإسبانية "بشدة" التجربة النووية الجديدة التي أجرتها بيونغ يانغ، مشيرة إلى أن ذلك يشكل "تهديدا خطيرا للسلم والأمن الدوليين".
وأوضح بلاغ لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإسبانية أنه "في انتظار التحقق من طبيعة هذه التجربة، فإن الحكومة الإسبانية تدين بشدة هذا العمل الذي يشكل تهديدا خطيرا للسلم والأمن الدوليين وللاستقرار في شبه الجزيرة الكورية".
وأضاف المصدر ذاته أن "جمهورية كوريا الشعبية انتهكت مرة أخرى قرارات مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة"، مشيرا إلى أن مدريد تجدد دعوتها لحكومة بيونغ يانغ لاحترام التزاماتها وقرارات المجتمع الدولي، بوضع حد لتجاربها العسكرية وتفكيك ترساناتها النووية.
من جهتها أعلنت ألمانيا أنها ستستدعي سفير كوريا الشمالية اليوم بعد أن قالت بيونغ يانغ إنها أجرت بنجاح تجربة على جهاز نووي هيدروجيني مصغر.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الألمانية مارتن شيفر في مؤتمر صحفي: "تقرر استدعاء السفير الكوري الشمالي إلى وزارة الخارجية لهذا السبب"، مضيفا أن هذا الإجراء "لفتة قوية بل احتجاج".
واعتبر الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ أن تجربة
قنبلة هيدروجينية "تعرض الأمن الإقليمي والدولي للخطر".
كما نددت أستراليا "بأشد العبارات" التجربة الكورية الشمالية، معتبرة بأنها تؤكد وضعية هذا البلد كـ"دولة مارقة"، بحسب ما قالت وزيرة الخارجية جولي بيشوب.
وأجرت بيونغ يانغ في السابق ثلاث تجارب على قنابل نووية في 2006 و2009 و2013، ما استدعى فرض عقوبات دولية عليها.