قال المستشرق
الإسرائيلي، غي بخور، إن الولايات المتحدة تدفع ثمن تدخلها في
الشرق الأوسط، مضيفا أن "
داعش هو العقاب على الخطيئة التي ارتكبها الأمريكيون في المنطقة".
وبحسب صحيفة "يديعوت" الإسرائيلية، في عددها الخميس، فإن بخور يشير من خلال مقاله إلى أن التدخل الأمريكي سبّب كراهية وحقدا كبيرين، فحتى إن تمكنت التحالفات ضد تنظيم الدولة من إنهاء وجود هذا التنظيم، "فستستولي على مكانه منظمات جهادية أكثر تصميما وكراهية"، وفق قوله.
وتساءل: "إلى أين سيذهب 80 ألفا من مقاتلي التنظيم؟ حتى لو قتل ربعهم، فإن الباقين سيتوزعون في الميدان، بما في ذلك في أوروبا"، مضيفا في مقاله تحت عنوان "الحرب ضد داعش.. الخطيئة والعقاب"، أن الفوز على هذا التنظيم يعني الخسارة أيضا.
وأوضح بخور أن "الانتصار على التنظيم يمثل أيضا هزيمة، وتوسيعا للفوضى. فاليوم الذي يكف فيه داعش عن الوجود، فإن نار
الطائفية العرقية والقبلية والثأر، ستتصاعد فقط إلى السماء، وهذا الاشتعال سيشعر به جيدا الأوروبيون أيضا".
وفي حديثه عن الحرب ضد تنظيم الدولة، قال إن الأمريكيين يحاولون تعزيز الثقة بالنفس من خلال دعايتهم التي تقول إن تنظيم الدولة فقد 30 في المئة من الأراضي التي سيطر عليها خلال السنتين الأخيرتين.
ولكنه يرى أن هذه صورة جزئية غير مكتملة، إذ لفت إلى أن المشكلة لن تنتهي بانتهاء تنظيم الدولة، جراء الخطيئة التي ارتكبتها أمريكا بتدخلها في الشرق الأوسط بحجة "فرض الديمقراطية"، على حد قوله.
تنامي خطر التنظيم
وعلى الرغم من التصريحات الأمريكية، فقد أشار الكاتب الإسرائيلي إلى أن الموصل والرقة لا تزالان تحت سيطرة قوية من التنظيم، حتى بعد سنة ونصف من القصف الأمريكي، وأربعة أشهر من التدخل الجوي الروسي، مضيفا القول: "الآن، عندما يتعزز التحالف السني الإقليمي ضد الشيعة، بقيادة السعودية، فلا شك أن داعش سيكسب جرّاء ذلك".
وقال: "ما لا يشير إليه الأمريكيون هو أن داعش يسيطر في هذه الأيام بالذات على أراض واسعة جديدة في أماكن أخرى، لا سيما في ليبيا، وفي اليمن وأفغانستان، حتى إنه في ليبيا يضم المزيد والمزيد من الأراضي على طول الشاطئ، على شفا أوروبا، وفي جنوب الدولة".
ولفت إلى أنه "في اللحظة التي يرتبط فيها داعش من جهة جنوب ليبيا مع بوكو حرام في وسط أفريقيا، فستتحد مملكتان جهاديتان لخلق كيان جديد، ومهدد على نحو خاص".
وتابع بأن "تعزيز قوة داعش شرق ليبيا يهدد مباشرة الاستقرار في مصر أيضا، لا سيما عندما يستولي التنظيم على أراض في صحراء سيناء، بما في ذلك الفروع في قطاع غزة"، وفق قوله.
وختم بالإشارة إلى أن "الأمريكيين أملوا في أن يضاف إلى الضغوط العسكرية ضد تنظيم الدولة مفاوضات سياسية بين السنة والشيعة وحلفائهم، في سوريا وفي العراق أيضا. ولكن لم يكن لهذا أمل من البداية. والآن، مع كشف الأسنان بين السعودية وإيران، فإن ثمة غير قليل من المحافل في الشرق الأوسط تفضل أن يبقى داعش، لأن البديل أسوأ منه من ناحيتهم".