قبل ساعات قليلة من انعقاد أولى جلسات مجلس النواب
المصري، نشبت خلافات حادة بين قيادات ائتلاف "دعم مصر" المؤيدة لزعيم الانقلاب عبد الفتاح السيسي والمدعومة من أجهزة الأمن.
وكان النائب مصطفى بكري، أعلن انقلابه على الائتلاف اعتراضا على نتيجة الانتخابات الداخلية التي تم إجراؤها لاختيار مرشحي الائتلاف الذين سينافسون على منصب رئيس مجلس النواب ووكيليه.
وأسفرت الانتخابات عن خسارة بكري وفوز السيد الشريف وعلاء عبد المنعم، لكن بكري رفض هذه النتيجة وأعلن خوضه الانتخابات في الجلسة الإجرائية على منصب وكيل المجلس بالمخالفة لقرار الائتلاف.
وتعقد الأحد أولى جلسات مجلس النواب وهي جلسة إجرائية من المقرر أن تشهد قسم النواب لليمين واختيار رئيس المجلس ووكيليه ورؤساء اللجان النوعية.
تعيلمات أمنية
وفي تصريحات صحفية، أكد بكري أن هذه النتيجة تم التلاعب فيها بعد ورود "تعليمات أمنية للنواب باختيار أسماء بعينها وعدم التصويت له، مهددا بفضح الجميع".
واتهم بكري اللواء
سامح سيف اليزل رئيس ائتلاف "دعم مصر" بإقصاءه تماما عن دائرة صنع القرار في الائتلاف، بعد انتقاده لبعض المواقف، رغم أنه أحد مؤسسيه.
وهدد بكري بفضح الائتلاف وطرق تأسيسه وإدارته، قائلا إن "الجرح بتاعي سهل جدا، أنا ممكن أطلع وأتكلم وأقلب الدنيا، لكن هيجي وقت أحكي فيه تجربتي مع اللواء سامح سيف اليزل، حكاية طويلة، ومش عاوز أتكلم الآن، الائتلاف أكبر من أي حد، وأكبر من أنه يقمع أي حد وأكبر من إنه حد يجي يفرض عليه إرادته".
وقال إن "هذه الانتخابات تهريج سياسي وإن نتيجتها مزورة"، مضيفا بقوله: "مصطفى بكري لللي يتعمل معاه كده بعد كل ما قدمه للبلد"، وأكد الاتهامات المتكررة في وسائل الإعلام، قائلا إن جهات سيادية، في إشارة للمخابرات العامة، هي التي تدير الائتلاف.
وأعلن النائب أكمل قرطام، رئيس حزب المحافظين، انسحابه من الاجتماع اعتراضا على إجراءات انتخاب مرشحي "دعم مصر".
وكان قرطام أحد المرشحين على منصب وكيل مجلس النواب، لكنه رفضه إجراء انتخابات داخلية، مؤكدا أنها سابقة لم تحدث في التاريخ السياسي وتجعل الائتلاف أقرب لحزب من كونه ائتلافا.
وبعد وقت قصير من إعلان انسحابه من الائتلاف، عاد مصطفى بكري، وأكد استمراره في عضويته رغم تحفظاته على الانتخابات الداخلية ونتيجتها.
وقال بكري في بيان له، تلقت "
عربي21" نسخة منه، إنه "في هذا الظرف الدقيق الذي تمر به مصر، ورغم تحفظاتي على بعض الممارسات التي سبقت وشابت الانتخابات التي جرت على منصبي الوكيلين لائتلاف دعم مصر، وهي تحفظات يشاركني فيها العديد من النواب الذين شاركوا في الانتخابات، ورغم رفضي لممارسات البعض ممن أرادوا عودة ممارسات عفا عليها الزمن، وانغماس البعض في سلوكيات تضر بالمسار الديمقراطي الذي ارتضيناه حكما بيننا لصالح مصرنا الغالية، وهي أمور استفزت مشاعري ومشاعر العديد من النواب، رغم كل ذلك إلا أنني أعلن تمسكي التام بالعمل في إطار ائتلاف دعم مصر، وقبولي بنتيجة الانتخابات سعيا للأمن والاستقرار، ومواجهة التيارات المعادية التي تتربص بمصر للانقضاض على مكاسبها الوطنية".
وفي هذا السياق، قال النائب توفيق عكاشة إن ائتلاف دعم مصر أصبح نسخة جديدة من الحزب الوطني المنحل، مضيفا: "كفانا 60 عاما من الفساد".
كلامك غير مقبول
وفي المقابل، هاجم اللواء سامح سيف اليزل، النائب مصطفى بكري، بعد اعتراضه على نتيجة الانتخابات الداخلية، قائلًا: "كيف يرفض الانتخابات بعد أن خسرها؟"، مضيفا أنه "إذا أراد بكري أن يخرج من الائتلاف فله ذلك، لن نجبر أحدا على الاستمرار معنا".
وأضاف سيف اليزل: "اتهامات بكري بتدخل جهات سيادية في الانتخابات الداخلية للائتلاف أمر غير مقبول وعار تماما عن الصحة"، متابعا بقوله: "لماذا لم ينسحب بكري مبكرا طالما أنه رأى التوجيهات الأمنية للأعضاء؟ واصفا تهديده بالانسحاب بأنه تصرف عبثي".
وأعلن سيف اليزل أن الاجتماع حضره 370 نائبا من الائتلاف، وانتهى باختيار الدكتور علي عبد العال لرئاسة البرلمان بالتزكية، بعد انسحاب أسامة العبد رئيس جامعة الأزهر السابق من المنافسة.
وتم اختيار محمود الشريف بـ 171 صوتا، وعلاء عبد المنعم بـ155 لمنصبي الوكيلين، فيما حصل بكري على المركز الثالث بـ124 صوتا فقط.
من ناحية أخرى، أكد سامح سيف اليزل أن ائتلاف "دعم مصر"، يحق له تشكيل الحكومة المقبلة، مشيرا إلى أن الائتلاف لا يفكر في هذه الخطوة في الوقت الراهن.
وأوضح أن البرلمان، الذي يمتلك الائتلاف أغلبيته، من حقه اختيار رئيس وزراء آخر في حال رفض البرنامج الذي ستقدمه الحكومة الحالية، "لكننا سننتظر برنامج الحكومة الذي سيعرض علينا لتحديد موقفنا منها"، بحسب قوله.