تجاهل السيسي "التلاعب" الذي حدث في الانتخابات التي أسفرت عن تشكيل هذا المجلس - أ ف ب
تجاهل رئيس الانقلاب عبدالفتاح السيسي ما اعتبره مراقبون وإعلاميون مقربون منه شحصيا "فضائح" لطخت وجه الجلسة الافتتاحية لأول برلمان، بعد قرابة عامين ونصف العام من الانقلاب الذي قام به في 3 تموز/ يوليو عام 2013، ووصف هذا البرلمان بالإنجاز، وتوجه للمصريين بالتهنئة عليه.
وقال بيان صادر عن "رئاسة الجمهورية" مساء الأحد، إن السيسي جدد تهنئته لأبناء مصر، وهم يتابعون الجلسة الأولى لمجلس نواب الشعب، مؤكدا أن هذا المشهد يعكس حجم الإنجاز الذي حققته مصر، بإرادة شعبها الذي تكاتف صفا واحدا من أجل مصلحة الوطن، وفق البيان.
ووجه السيسي، التهاني للشعب المصري، ولأعضاء مجلس النواب، "بمناسبة انعقاد الجلسة الأولى للمجلس، الذي تم تشكيله عقب إنجاز الاستحقاق الثالث لخارطة المستقبل، التي توافقت عليها القوى الوطنية؛ ليكتمل بذلك البناء المؤسسي والتشريعي للدولة"، بحسب البيان.
كما تجاهل السيسي "التلاعب" الذي حدث في الانتخابات التي أسفرت عن تشكيل هذا المجلس، وتدخلات المخابرات وأجهزته الأمنية في إقرار قانون مصاب بالعوار للانتخابات، فضلا عن التدخل في تشكيل الأحزاب والتحالفات، والتغاضي عن التزوير الواسع الذي شهدته الانتخابات..
وعوضا عن ذلك اعتبر أن المجلس يعد "تحقيقا لآمال وطموحات المصريين، في تأسيس دولة حديثة تُعلي قيم الديمقراطية والعدالة، من أجل استكمال مسيرة التنمية، التي بدأت بعقول وسواعد أبناء الشعب المصري"، بحسب البيان.
وقالت رئاسة الجمهورية، في بيان صادر عنها مساء الأحد -: "الرئيس أعرب عن تمنياته بالنجاح والتوفيق للمجلس، في اضطلاعه بأعماله الرقابية والتشريعية، واستئنافه لدوره الفاعل في المجتمع المصري".
وتابع البيان: "أكد الرئيس أن مجلس النواب، سيجد كل الدعم والمساندة من السلطة التنفيذية، فيما هو منوط بها من مهام وواجبات، وفي إطار تام من الاحترام الكامل لمبدأ الفصل بين السلطات الذي نص عليه الدستور، بما يكفل لنواب البرلمان ممارسة مهامهم في حرية تامة، تمكنهم من أداء واجباتهم إزاء الوطن والمواطنين على الوجه الأكمل".
وكان إعلاميون موالون للسيسي، يعتبرون أذرعا إعلامية له، قد وصفوا ما حدث في الجلسة الافتتاحية للمجلس الأحد، بأنها "فضيحة"، نظرا لما وقع بها من أحداث لا سيما إصرار العضو مرتضى منصور على التغيير في القسم، والتلاسنات التي وقعت بين رئيس المجلس علي عبدالعال سواء مع الفقيه القانون سري صيام، أو مع العضو إيهاب الخولي، بشأن انتخاب وكيلي المجلس.
وفي بيانه أعرب السيسي أيضا عن أهمية استئناف مصر نشاطها البرلماني على الأصعدة الإقليمية والدولية كافة، بما يثري البُعد الشعبي في العلاقات الخارجية المصرية، وهو الأمر الذي تحرص مصر الجديدة على تعزيزه وتفعيله، إيمانا بدور الشعب في عملية صنع واتخاذ القرار وصياغة مستقبل الوطن، وفق تعبير الرئاسة.
وتابع البيان: "أكد الرئيس أهمية استمرار وتعزيز التلاحم الوطني، حفاظا على كيان ومؤسسات الدولة المصرية، وصونا لمقدرات شعبها، ودعما لجهود التنمية الشاملة".
وكان رئيس البرلمان علي عبد العال، استبق تهنئة السيسي بالتصريح - عقب إعلان فوزه برئاسة البرلمان، في أول كلمة له - قائلا: "باسمكم جميعا أتقدم بخالص الشكر والتقدير لقائد المسيرة الرئيس عبد الفتاح السيسي الذي ساند ثورة الشعب، وتصدى لتحقيق آماله وطموحاته، تحية إعزاز لرجال القضاء واللجنة العليا للانتخابات ورجال الجيش حماة الوطن، والشرطة حراس الأمن الأوفياء، وترحما على شهدائهم الأبرار".
ورأس القيادي في حزب "الوفد"، بهاء الدين أبو شقة"، الجلسة الافتتاحية للمجلس، باعتباره أكبر الأعضاء سنا، إذ أعلن فوز مرشح ائتلاف "دعم مصر"، الدكتور علي عبد العال، برئاسة البرلمان بعد حصوله على أعلى الأصوات خلال انتخابات رئيس المجلس، إذ حصل على 401 صوت من إجمالي585 عضوا .
وعقد المجلس جلسته الأولى الأحد برئاسة أكبر الأعضاء سنا، وهو بهاء الدين أبو شقة، وأدى الأعضاء اليمين الدستورية.
ويتألف البرلمان الجديد من 568 نائبا منتخبا بالإضافة إلى 28 نائبا عينهم السيسي.
وكانت الانتخابات البرلمانية التي أجريت على مرحلتين في شهري تشرين الأول والثاني/ أكتوبر ونوفمبر الماضيين، قد تعرضت لمقاطعة شعبية واسعة، وبرغم ذلك اعتبرت آخر خطوات "خارطة الطريق" التي أعلنها السيسي عقب انقلابه في عام 2013 على أول رئيس مدني منتخب في التاريخ المصري الحديث، وهو الدكتور محمد مرسي.