دخلت شاحنات محملة بالمساعدات الغذائية والطبية إلى بلدة
مضايا، بريف دمشق، التي تسيطر عليها المعارضة، وبلدتي كفريا والفوعة، بريف حلب، المواليتين للنظام، في إطار اتفاق بين
النظام وفصائل المعارضة.
مساعدات في وقت متزامن
ونقل المرصد السوري لحقوق الإنسان عن مصادر أن "شاحنات المساعدات ضمن القافلتين المتواجدتين على أطراف بلدتي كفريا والفوعة بريف إدلب، ومدينة مضايا المحاذية للزبداني بريف دمشق، دخلت إلى المناطق" بشكل متزامن، بعد وصولها قبل ساعات.
وأفاد مسؤول في الهلال الأحمر السوري لوكالة "فرانس بريس" بدخول أربع شاحنات من أصل 44 محملة بالبطانيات والمواد الغذائية إلى بلدة مضايا في ريف دمشق التي تحاصرها قوات النظام السوري وحزب الله منذ ستة أشهر.
وقال المسؤول: "دخلت أربع شاحنات عند الساعة الخامسة عصرا، اثنتان محملتان بالبطانيات واثنتان بالمواد الغذائية إلى بلدة مضايا"، بانتظار دخول باقي الشاحنات إلى البلدة المحاصرة.
ونقلت وكالة "رويترز" عن شاهد عيان إفادته بدخول عربات تابعة للهلال الأحمر والأمم المتحدة إلى مضايا بعد ساعات من مغادرتها دمشق.
ويحاصر النظام وحزب الله اللبناني منذ نحو 180 يوما بلدة مضايا، ما أدى إلى نفاد المواد الغذائية والطبية، ومقتل العشرات جوعا، فيما تفرض جبهة النصرة (فرع تنظيم القاعدة بسوريا) وفصائل معارضة حصارا على بلدتي كفريا والفوعة منذ نحو شهر.
حزب الله يستدرج السكان
من جهة أخرى، كشف المرصد السوري لحقوق الإنسان أن "
حزب الله اللبناني يقوم باستدراج عائلات إلى منطقة القوس التي يتواجد فيها حاجز له عند أطراف مضايا".
وتابع المرصد: "وذلك للإيهام بأنه هو من يقوم بتوزيع المساعدات على المواطنين"، وأضاف أن الحزب "أبلغ المواطنين أن من يريد أن يستلم المساعدات فليأت إلى منطقة القوس، ومن يريد مغادرة مضايا، فليغادرها".
ونقل المرصد عن مصادر أن المساعدات ستوزع على مستودعات بعد دخولها "ومن ثم يتم تسليم كل عائلة حصصا حسب القائمة الموجودة لدى مكتب الإغاثة".
مضيفا أنه "سيتم توزيعها على المنازل بحيث تسلم الحصص الغذائية لرب الأسرة، فيما سيتم توزيع الفائض من المساعدات بعد الانتهاء من جولة التوزيع الأولى في مضايا".
مساعدات قليلة ولا طحين
وعبر رئيس المجلس المحلي لمضايا عن استيائه من قلة شاحنات المساعدات وعدم احتوائها على الطحين، واصفا ما يحدث بال"مهزلة".
وتحمل الشاحنات وفق المنظمين، حليبا للأطفال وعبوات مياه وبطانيات ومواد غذائية، بالإضافة إلى أدوية للأطفال وأدوية للأمراض المزمنة تكفي لمدة ثلاثة أشهر، ومستلزمات ضرورية للجراحات الطارئة.
ويشرف كل من الصليب الأحمر الدولي والهلال الأحمر العربي السوري وبرنامج الأغذية العالمي والأمم المتحدة على إيصالها إلى البلدات الثلاث.
ودخلت آخر دفعة مساعدات إلى مضايا في تشرين الأول/ أكتوبر الماضي. ويقول المرصد السوري لحقوق الإنسان إن قوات النظام كانت تلقي دوريا مساعدات عبر المروحيات إلى الأهالي المحاصرين في الفوعة وكفريا.
ويعيش في مضايا أربعون ألف شخص، بينهم نحو عشرين ألف نازح من الزبداني، وأحصت منظمة أطباء بلا حدود وفاة 28 شخصا على الأقل بسبب الجوع فيها منذ بداية كانون الأول/ ديسمبر.
مواقف دولية
وفي أول رد فعل له بعد وصول المساعدات وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، إن الولايات المتحدة تضغط من أجل الوصول الكامل لبلدة مضايا السورية التي يحاصرها نظام بشار الأسد ومات بعض سكانها جوعا.
وقال كيري "نريد وصولا كاملا، وهذا ما اتفقنا عليه في اجتماع مجموعة الدعم الدولية لسوريا في نيويورك وفي مجلس الأمن الدولي، ونبحث الأمر مع كل الأطراف حاليا، نضغط من أجله بقوة، يجب أن يحدث".
واجتمع كيري مع العاهل الأردني الملك عبد الله في واشنطن وسط توترات متصاعدة في الشرق الأوسط بين إيران والسعودية ومع استمرار الصراع في كل من
سوريا والعراق جاري الأردن.
من جهته دعا السفير البريطاني لدى الأمم المتحدة ماثيو رايكروفت إلى إنهاء
الحصار المفروض على مناطق سورية، وقال "إن تجويع المدنيين تكتيك غير إنساني يستخدمه نظام الأسد وحلفاؤه".
وفي باريس، دعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند بعد لقائه رياض حجاب، المنسق العام للهيئة العليا للمفاوضات مع النظام السوري، إلى "اتخاذ إجراءات إنسانية فورية تعطى الأولوية فيها إلى المناطق المحاصرة خصوصا مضايا".