ازدهرت في الآونة الأخيرة، تجارة
التهريب في محافظة شبوة (جنوب شرق
اليمن)، التي يتواجد
الحوثيون في أطرافها، وسط ارتفاع الأصوات المنددة بعمليات نشطة لتهريب السلاح والوقود، عبر سواحل المدينة التي باتت مسرحا لها، وكلها تتجه لأتباع الحوثي وحلفائهم، دون أي إجراءات حازمة من سلطات
المقاومة في شبوة.
وتصاعدت الانتقادات لسلطات شبوة، من قبل ناشطين في المقاومة، بعدما باتت سواحلها مفتوحة لتهريب مختلف المواد وبوتيرة عالية، ويكاد يكون شبه يومي.
وكشف مصدر محلي، وثيق الاطلاع، الاثنين، عن تزايد عمليات التهريب التي تقوم بها، قيادات محسوبة على المقاومة في شبوة، حيث تتنوع المواد المهربة ما بين "المشتقات النفطية، ومئات الأشخاص قدموا من أفريقيا"، وفي أحيان أخرى شملت "شحنات من الأسلحة المتوسطة" أحبطت قوات من المقاومة بعضا منها، لكن مصيرها لا يزال مجهولا.
وقال المصدر الذي اشترط عدم الكشف عن اسمه لـ"
عربي21" أن ما لا يقل عن "30 و40" صهريج وقود، يتم تهريبها يوميا، من سواحل شبوة المفتوحة لهذا النشاط منذ قرابة ثلاثة أشهر، دون أي إجراءات حازمة من سلطات الشرعية، أو قوات التحالف الذي تقوده السعودية.
وأوضح المصدر اليمني أن ما يقرب من 1000 أفريقي، دخلوا من سواحل المدينة، نحو مناطق تخضع لسيطرة الحوثيين في بيحان بشبوة، وفي محافظة البيضاء (وسط البلاد).
ورجح المصدر المقرب من المقاومة أن "عشرات من
الأفارقة تم تجنيدهم من قبل الحوثيين"، بعدما تم رصد عدد منهم، وهم يستقلون أطقما عسكرية تابعة للحوثي في منطقة بيحان، كانوا متوجهين نحو مدينة البيضاء، وكلا المنطقتين تقع تحت قبضة الميليشا.
ويلف الغموض حول الوسيلة التي يتم بها جلب الأفارقة من قبل الحوثيين، لكن المصدر أشار إلى أن سفنا أمريكية خلال الأشهر الماضية، رست بالقرب من الساحل التابع لشبوة تقل أفارقة تتراوح أعمارهم ما بين 18 و30 سنة.
وتابع قائلا: "لقد قابلت نحو عشرين شخصا من القرن الأفريقي، دخلوا شبوة، وسألتهم عن وجهتهم، فردوا أنهم ذاهبون نحو السعودية، دون ذكر طريقة الوصول إليها، لكن المؤشرات تؤكد أن جماعة الحوثي تقيم معسكرات تجنيد للقادمين الأفارقة".
من جانب آخر، أكد المصدر اليمني أن "قيادات في مقاومة شبوة، متورطة بتأمين خطوط التهريب لمختلف المواد، من وقود وأسلحة، للمتمردين الحوثيين".
وفسر ذلك بأن المتمردين الحوثيين عندما انسحبوا من عتق، مركز المحافظة، في آب/ أغسطس من العام الماضي، أبرموا اتفاقا مع قادة بارزين فيها، بشأن "تأمين خطوط تهريب السلاح وكذا المشتقات النفطية، حتى تصل إلى مناطق تتمركز قواتها في أطراف المدينة".
ولفت المصدر الموثوق إلى أن تجارا من أبناء المدينة، استقبلوا سفنا على متنها أسلحة متوسطة، وتم إرسالها من مركز المحافظة نحو منطقة بيحان، يسيطر عليها الحوثيون، والواقعة على أطراف المدينة، وصولا إلى محافظة البيضاء.
وقال إن السلطات المحلية انتهجت لغة الصمت، إزاء هذا العبث الذي يحدث في المحافظة، بسبب عائدات ضرائب المواد المهربة، التي تمر يوميا من مدينة عتق، عاصمة شبوة.
وأضاف المتحدث ذاته، أنه سجل حالات عدة، لاحتجاز عدد من ناقلات الوقود المهرب من قبل السلطات، لفترة محدودة، وإطلاقها بعد ذلك، بمقابل نقدي، وهناك وثائق تدلل هذه الوقائع".
شحنات مضبوطة
وفي 11 من تشرين الأول/ أكتوبر من العام 2015، ضبطت المقاومة الشعبية بمحافظة شبوة سيارة نقل "دينا" محملة بالأسلحة كانت في طريقها للحوثيين المتمركزين في مديرية بيحان بالمدينة.
وفي 28 من تشرين الثاني/ نوفمبر، قصفت مقاتلات التحالف، الذي تقوده السعودية، قوارب محملة بالسلاح للميليشيات أثناء محاولة تهريبها قبالة منطقة بئر علي بمحافظة شبوة الجنوبية.
وفي 30 من الشهر ذاته، أحبطت المقاومة الشعبية، محاولة تهريب شحنة أسلحة خفيفة وذخائر مضادة للطيران، إلى الحوثيين، شرق عتق بشبوة.