اعتبرت صحيفة "جنوبية" اللبنانية
المعارضة لسياسات حزب الله، أن سماح نظام
بشار الأسد بوجود القوات الروسية في
سوريا، يشكل ضررا على مصالح
إيران في المنطقة.
وكتب الصحافي اللبناني المعارض، ربيع سلامة، في تقرير نشرته صحيفة "جنوبية": "لا يمكن لأي مراقب لمجريات الأحداث السورية، أن يمر عليه خبر عدم محدودية وجود القوات العسكرية الروسية في سوريا مرور الكرام".
وتابع الصحافي اللبناني المعارض لحزب الله: "يحمل الخبر في طياته مخاطر كثيرة، على سوريا ومحيطها، وحتى على حلفاء موسكو الذين استثمرت بهم واستثمروا بها في شتى الميادين والمجالات، لعل أكثر المتضررين من ذلك سيكون الطرف الإيراني".
وأضاف: "منذ دخول الروس عسكريا إلى سوريا، تحول الدور الإيراني إلى دور ثانوي، وعلى الرغم من استمرار القوات الإيرانية والفصائل التابعة لها بالقتال الميداني على الأرض وتكبّد الخسائر تلو الخسائر في هذه المعارك الاستنزافية على كامل الرقعة السورية، كانت موسكو تحصد بالسياسة، إن على صعيد المفاوضات أو على صعيد الاشتراطات التي يضعها الكرملين على الوفود السورية الواجب مشاركتها في مفاوضات السلام، واختيار الروس للائحة جانبية من المعارضين لمجابهة المعارضة التي توحدت في مؤتمر الرياض".
وأوضح الكاتب: "عمليا، لم تعد الخلافات الروسية الإيرانية في سوريا خفية على أحد، التصريحات الإيرانية في هذا المجال كثيرة ووفيرة، معظم قيادات الحرس الثوري الإيراني وجهوا انتقادات لموسكو، واتهموا "القيصر" بالخيانة، وبأنه تدخل في الحرب السورية لحماية مصالح موسكو وليس للدفاع عن النظام أو القضية".
وأفاد أن "هذا الكلام يؤشر إذا ما قورن بتصريحات أخرى لقيادات عدد من الدول، تفيد بأن موسكو مستعدة للتخلي عن بشار الأسد، لأن منطقها قائم على أساس البيع والمشترى، وهذا ما ذكره أكثر من مرة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قبل أن تسوء علاقة بلاده مع بلاد فلاديمير بوتين، وأيضا هذا ما ذكره الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند".
وزاد الكاتب: "الطامة الكبرى بالنسبة إلى الإيرانيين تمثلت بما أعلنه بوتين لصحيفة بيلد الألمانية، عن أن مسألة لجوء الأسد ليست مطروحة الآن، وإنما بحال طرحت، فأبواب موسكو مفتوحة لرئيس النظام السوري".
وسجل ربيع سلامة أنه "بمجرد أن يتناول بوتين هذه المسألة يعني أنها بحثت في اجتماعات معينة، وهو قبل شهر من التدخل في سوريا، كان يعلن أن بلاده بعيدة عن شرور داعش، ليعلن بعد شهر التدخل في سوريا للوقاية من أي خطر قد يتهدد
روسيا من قبل التنظيم، على هذه القاعدة بالإمكان قياس كلام بوتين".
وشدد على أن "التعارض الإستراتيجي في الميدان، بين روسيا وإيران، يبرز أيضا في المفاوضات، إذ إن الروس في لقاء فيينا، وافقوا على خطة للحل السياسي تبدأ بتغيير الدستور، وإجراء انتخابات مبكرة، نيابية ورئاسية، وذلك من الآن إلى العام 2017، فيما كانت ورقة الحل التي قدمتها إيران تلحظ وجوب بقاء بشار الأسد في السلطة إلى العام 2021 أي لاستكمال ولايته".
وأكد أن "الوجود الروسي الآخذ في التوسع في سوريا، يهدد النفوذ الإيراني الذي دفعت إيران دما ومالا لتحقيقه، وبعد كف يد طهران عن الساحل السوري بشكل كامل، ها هي القوات الروسية تعزز من وجودها في وسط سوريا وتحديدا في حمص، عبر تعزيز القاعدة العسكرية الروسية هناك".
واعتبر سلامة أن "هذا يعني قضم المزيد من مناطق النفوذ الإيرانية، وعليه فإن إيران تركز جهودها للاحتفاظ بدمشق والمنطقة المحيطة بها، أي الغوطتين، وريف دمشق مع جزء من ريف حمص الجنوبي".
وأفاد أن "هذا الكلام، يدفع إلى فهم سياسة التجويع الممنهج التي تتبعها القوات الإيرانية وتوابعها في هذه المناطق، بغية تحقيق هجرة لسكان هذه المناطق وبالتالي تتكرس هويتها المذهبية الموالية لطهران".
ويرى أنه من الناحية "الإستراتيجية، فإن روسيا، تريد أن تكون سوريا حديقتها الخلفية إلى البلد، أولا لمنع وصول أي أنبوب للغاز عبر أراضيها إلى أوروبا عبر تركيا، باعتبار أن روسيا هي أكبر مصدر للغاز الطبيعي إلى القارة العجوز، فيما الهدف الإيراني الأساسي كان يتلخص في السيطرة على سوريا المفيدة، لإيصال النفط والغاز إلى أوروبا عبر تركيا".
وخلص إلى أنه "على الرغم من كل ما يتبين من تحالف إيراني روسي في سوريا، إلا أن الحقيقة مخالفة لذلك، وقد تبدأ هذه الخلافات بالظهور تباعا في الأيام المقبلة، الصراع الأكبر في سوريا، سيكون بين روسيا وإيران".