كتب كريغ
كوري، والد
راشيل كوري التي قتلها الجيش
الإسرائيلي، وداست على جسدها جرافة عسكرية في قطاع غزة عام 2003، عن وفاة الممثل والمخرج البريطاني المعروف ألان ريكمان، وامتنانه للدور الذي أداه في إحياء ذاكرة ابنته الشهيدة راشيل.
ويقول كوي في مقال نشرته صحيفة "الغارديان"، إن ريكمان منح "أكبر هدية لابنتي راشيل كوري".
ويضيف كوري: "شعرت أنا وعائلتي بالحزن صباح يوم الخميس، عندما علمنا بوفاة ألان ريكمان، وكنا نشعر بالحزن الشديد، لدرجة لم نستطع التعبير عن حزننا في تلك اللحظة، فقد كان ألان بالطبع ممثلا ومخرجا مشهورا على المسرح وفي السينما، لكننا تعرفنا عليه لأول مرة عندما قام هو وكاثرين فاينر (رئيسة تحرير الغارديان الآن) بتحرير كتابات ابنتنا راشيل، وتحويلها إلى
مسرحية (اسمي راشيل كوري)، فالاهتمام الذي أظهره ألان لعائلتنا، والشجاعة التي أبداها في هذا المشروع بالتحديد، وفوق هذا كله الاحترام الذي أبداه لراشيل وكتابتها، أثار إعجابنا، وكان أمرا لافتا".
ويتابع كوري: "تخيل شخصا موهوبا وفي موقع ألان ريكمان، يخطو خطوة بين عائلة مكلومة والنزاع
الفلسطيني الإسرائيلي، وكتابة فتاة شابة في بريدها الإلكتروني ويومياتها، وكان متطوعا. لم أكن أتخيل هذا لو لم يفعله ألان. وبعد نهاية أول عرض لمسرحية (اسمي راشيل كوري) في نيويورك عام 2006، قلت لألان: (إنك تعمل دون قيود، وهناك خطر حقيقي بأنه مهما فعلت بكتابة راشيل، فقد لا تكون عائلتنا في وضع عاطفي للموافقة عليه)، فرد قائلا: (لو لم تكن دون مخاطر فلا تستحق العمل)".
ويواصل كوري في مقاله، الذي ترجمته "
عربي21"، قائلا: "نعرف أن ألان رجل معطاء، وقبل هذا كله فقد أعطى لنفسه، وقد كان يعمل على فيلم أثناء عروض مسرح الرويال كورت في عام 2005، واستطاع إخراج المسرحية وتوجيه أول رحلة من رحلاتنا إلى لندن لمشاهدة المسرحية. ولم يقم بإعلام أصدقائنا في الرويال كورت حول كيفية استضافتنا، ولكن كانت هناك (لمسات ألان)، غذاء هنا وتذاكر لمشاهدة مسرحية هناك، وتمت معاملتنا برعاية ولطف لا يصدقان".
ويضيف كوري أن ألان ريكمان كان حاضرا "عندما جلب ديفيد جونسون المسرحية عام 2006 كي تعرض في مسرح (بلي هاوس) في ويست إند، كان ألان وصديقته ريما في استقبالنا في المطار، ونقلانا بالسيارة ليس إلى المطار، ولكن برحلة عبر ضفاف نهر التايمز، وبعدها إلى جسر اليوبيل الذهبي وإلى مسرح (بلي هاوس). وفي منتصف الطريق، قالت ريما لألان: أنت في الجانب الآخر من الضفة".
ويقول كوري: "مع أنهما لم يلتقيا لكن ألان كان صديقا عظيما لراشيل. وأتذكر كيف قال لنا بلطف بعد عرض للمسرحية في مسرح (مينتا لين) في نيويورك، إنه بعد عامين فقد حان الوقت للتحرك نحو مشاريع أخرى. وقال لي: (من الواضح أن المسرحية لديها أرجل، وأجنحة)، وطارت مسرحية (اسمي راشيل كوري) في القارات كلها باستنثاء القارة القطبية وترجمت إلى اثنتي عشرة لغة. ولم نتذكر أنا وسيندي (والدة راشيل) عدد المرات التي شاهدنا فيها المسرحية، وكذلك عدد الأخوات اللاتي أدين دور راشيل".
ويمضي كوري قائلا: "لم يكن الاهتمام الواسع بكتابة راشيل هو الهدية العظيمة لابنتنا. فالكثير من الناس يعتقدون أن راشيل أصبحت رمزا، وبعضهم قال إنها (أكبر من الحياة)، لكني أقول إنها أصغر".
ويعلق قائلا: "الرموز عادة ما تكون من اتجاهين، وتفتقد العمق. وعندما قامت فاينر وألان بكتابة (اسمي راشيل كوري) ضمن كتاباتهما، وقاما برعاية العروض الأولى للمسرحية، استطاعا الإمساك بالطاقة والمرح وقدرتها على مساءلة نفسها وعالمها. وبالنسبة لمن لا يعرفون راشيل، ولكنهم عرفوا عنها، فقد أعطت المسرحية لها إنسانيتها، وهذا ليس إنجازا بسيطا".
ويختم كوري مقاله بالقول إنه "سيظل ألان ريكمان محبوبا، وسيبقى محل تقدير عائلة راشيل، وسنفتقده بشكل كبير".