داعية "جهادي" سعودي يشن هجوما على منهج "القاعدة" الراهن
عربي21- مؤيد باجس20-Jan-1610:43 AM
شارك
سافر الراشد إلى أفغانستان في ثمانينيات القرن الماضي ما تسبب باعتقاله لسنوات في السعودية- أرشيفية
شنّ الداعية السعودي ماجد الراشد "أبو سياف"، الذي يقول إنه يقيم في سوريا، هجوما عنيفا على منهج تنظيم القاعدة، وأبرز المنظّرين الجهاديين المؤيدين لأفكاره. واتّهم الراشد الذي بدأ منذ عدة شهور بالتصريح بمخالفته لمنهجية "النصرة"، منظّري التيار الجهادي البارزين بتخوين فصائل دون وجه حق، لأفعال هم ذاتهم يقومون بها، وفق قوله. وعنون الراشد مقاله الجديد بـ"أنصار القاعدة بين منهجين"، متهما التنظيم بمخالفة السياسات التي تتبعها حركة "طالبان"، التي تدين "القاعدة" بالبيعة الكبرى لها. يذكر أن الشيخ ماجد الراشد المنحدر من مدينة الجوف شمالي السعودية، اعتقل في بلده قرابة السبعة عشر عاما (في فترات متفرّقة)، بعد عودته من أفغانستان بداية تسعينيات القرن الماضي. وللمرة الأولى، كشف "أبو سياف" عن أحد الحوارات التي دارت بينه، وبين الشيخ أسامة بن لادن، حيث قال إنه في العام 1986 تقريبا، كان هناك 40 مجاهدا في جبال جاجي، وتحديدا في مكان أطلق عليه الشيخ أسامة اسم "المأسدة". وتابع: "كنت أناقش كثيرا في مسألة تكفير الحكام، وذات ليلة جاءنا الشيخ أسامة وألقى كلمة عن فضائل الجهاد، ولما انتهى أقبل بالكلام علي، وقال: انتبه لنفسك من الغلو، نحن نريد تحريض الشباب على الجهاد". وبيّن الشيخ الراشد أن "الكلمات القليلة التي وجهها إليه أسامة بن لادن صنعت له منهجه الجهادي"، كاشفا أن "الشيخ أسامة أخذ انطباعا عنّي، فكلّما قابل أحدا من الجوف سأله "عندكم شخص فيه غلو وتطرف؟". الراشد انتقد ظاهرة فرض القادة العسكريين آراءهم على الشرعيين في الفصائل، مضيفا: "كان تخصص الشيخ أسامة في الاقتصاد، فكان يستفتي الشيخ عبد الله عزام ولا يتجاوزه، ثم لما قتل الشيخ عبد الله عزام اتخذ مجموعة من الشرعيين لدراسة كل أمر والصدور بقرار نهائي لمصلحة الجهاد". وأكمل قائلا: "هذا منهج الشيخ أسامة في تقديم الشرعيين، واتخاذ القرار بعد دراسته، لقد انحرف هذا المنهج في العراق بتقديم العسكريين على الشرعيين فنتج عنه الاختطاف وقتل المصلحة وجرائم كثيرة نراها اليوم في واقع الجهاد ونسمع بها في كل مكان". الراشد انتقد بشدة "جبهة النصرة"، دون تسميتها، والمنظرين الجهاديين، بسبب رؤيتهم تجاه من يتلقى دعما من دول عربية وأجنبية وإيمانهم بأنه "لا يوجد دعم غير مشروط". وتابع: "عام 1987 كانت مضافة الأنصار ممتلئة بالشباب، لقد نجح كثيرا (ابن لادن) بتحريض الشباب على الجهاد، وأصبح العدد بالآلاف.. بالطبع كان الضوء الأخضر الأمريكي سببا في تسهيل وصول كثير من الشباب". وأكمل قائلا: "استغلال هذا الضوء لا يعتبر عمالة ولا خيانة إلا عند أصحاب المنهج الأعوج الذين يرون ذهاب الشباب للجهاد محرقة لهم كما يرون الشيخ عبد الله عزام وأسامة يقاتلان تحت رايات غير صافية المنهج ولا واضحة المعالم". وبحسب الراشد فإن "الشيخ أسامة بن لادن استغل الضوء الأخضر الأمريكي واعتبره من تقاطع المصالح، فكان يسافر في كل مكان للتحريض على الجهاد، فتقاطع المصالح لا يعني الخيانة والعمالة، بل يعني تحييد الأعداء". ودعا الراشد شرعيي الفصائل إلى عدم التسرع في التكفير، مضيفا: "لم يكن الشيخ عبد الله عزام يكفر الحكام، ولا الشيخ أسامة، حتى ظهر على قناة الجزيرة يكفّر كل من وقف مع بوش". وأكمل: "كان الشيخ عبد الله عزام يثني كثيرا على الشيخ ابن باز، كما كان يثني كثيرا على الجماعات الإسلامية، وهذا موجود في أشرطته، وخاصة شرح سورة التوبة التي كان يشرحها لنا في معسكر صدى.. منهج واضح في استفتاء العلماء، وبقاء الأخوة مع جميع الفصائل والجماعات، ثم بلينا بأناس لا يعتبرون أحدا على التوحيد إلا هم!!". وبعد انتقاده لتجربة "أبي مصعب الزرقاوي"، في تبني عمليات تفجيرية داخل بلدان عربية، ما تسبب بـ"ارتماء الشعوب في أحضان الطغاة"، وفق قوله، قال الراشد: "ما بالنا نكرر الأخطاء؟ ونعيد الجهاد إلى الصفر بتجييش الشعوب ضدنا؟ ألا تكفيكم تجربة داعش؟". الراشد قال إن "كثيرا من المناهجة، أسقطوا كل العلماء الذين يتعاملون مع آل سعود، بل أسقطوا كل من لا يقول الحق في وجه آل سعود، حتى بعض القيادات عندما يقال لهم؛ نتحاكم للشيخ الطريفي يرفض وهو الرجل الذي له قبول بين كثيرين من شباب الجهاد!". وبدأ الراشد بأخذ منحى آخر في المقال، بشنّه هجوما على الشيخ عصام البرقاوي "أبي محمد المقدسي".. حيث قال: "أيها المناهجة؛ شيخكم المقدسي يتواصل حتى الآن مع المخابرات الأردنية عن طريق أبي سياف محمد الشلبي لتحقيق مصلحة؛ كفوا عنا ونكف عنكم! فهل تواصل زهران علوش وأحرار الشام وغيرهم لمصلحة الجهاد مع أردوغان وحكام الخليج خيانة وعمالة وردة، وتواصل شيخكم حاجة ومصلحة وضرورة؟!!". وتابع قائلا: "وهل تواصُل أبي ماريا القحطاني مع سعد البريك أشد ضررا على الجهاد من التواصل مع المخابرات الأردنية؟".. إلى غير ذلك من التساؤلات. وتطرق الراشد للحديث عن مبادرات مواطنه الدكتور عبد الله المحيسني لتوحيد الفصائل، متهما جبهة النصرة و"جند الأقصى"، دون تسميتهما بإفشال دعوات المحيسني. وأضاف: "كلكم تثنون على الشيخ المحيسني ثم تترددون في قبول مبادراته! لو لم يكن هناك المحيسني لتمنينا أن يكون، فلماذا لا تقبلون بطروحاته، هو وأهل العلم الذين حوله؟ هل سيغدر بكم؟ هل ستخافون على ثمرة الجهاد منه؟".
وتوقّع الراشد أن تكون فصائل "الجيش الحر" هي أول من يقبل بمشروعه للتوحد، بينما توقع رفض جميع تلك المشاريع من قبل "المناهجة"، بحسب قوله. وخيّر ماجد الراشد من يسميهم "المناهجة" بخيارين، الأول "أن تلتحموا مع الفصائل وتحتضنكم وتحتضنوها، وتدافع عنكم وتدافعوا عنها ولكم ما لهم، وعليكم ما عليهم. والثاني أن تتربصوا وتتحينوا الفرصة المناسبة لتنفيذ اغتيالاتكم، وقتل رجالات الثورة وعندها انتظروا مصيرا لكم كمصير إخوتكم في المنهج؛ داعش". وفي نهاية رسالته، حذّر الراشد قيادة "أحرار الشام"، والقيادات الجهادية الأخرى من فقدان الثقة فيما بينهم، مشيرا إلى أن ذلك سيعيد "كارثة العراق في سوريا"، وفق قوله. يشار إلى أن ماجد الراشد "أبا سياف"، كتب في كانون أول/ ديسمبر الماضي رسالة هاجم فيها القائد العسكري لـجبهة النصرة في الجنوب، الأردني سامي الطوباسي "أبا جليبيب". وسرد حينها الراشد سلسلة من قصص التعذيب، والإقصاء، وغيرها من التهم التي كالها لـ"أبي جليبيب"، بعد فترة قصيرة من عزله، وانتقاله إلى الشمال السوري برفقة أبرز قادة "النصرة". بدوره، ردّ الشيخ محمد الشّلبي "أبو سياف"، أبرز قادة التيار الجهادي في الأردن، ما أورده له الشيخ الراشد من اتهامات. وقال الشّلبي في رسالة وصلت لـ"عربي21"، نسخة منها: "اعلم يا ماجد أنني لا أتواصل لا من خلال الفيس ولا تويتر، إلا أن هنالك من ذكر لي ما بهتني ورميتني به من كلام كذبت به علي".
وقال في رده الأولي: "إلى من اسمه ماجد ولا أظنه راشدا لا والله، أما تستحيي من الله أن تقول وتبهت وتفتري على الناس بغير علم ولا حق، أيها البهات الأفاك الأثيم".
وتابع: "ألم تسعفك نفسك الأمارة بالسوء أن تمهلها قليلا قبل أن تخط يمناك كلاما فيه افتراء وقول بغير حق على شخص لا تعرفه ولم تكلف نفسك الاتصال معه لتتحرى عما تكتبه، قبل أن تخرج بالصديد وتسقى يوم القيامه ردغة الخبال".
وأضاف: "أين أنت من سباب المسلم؟ أين أنت ممن اجتنبوا كثيرا من الظن؟ أين أنت من قول الزور؟ أين أنت من حرمة المسلم؟".
وفي تأكيد منه على نفي ما أورده الراشد، قال الشّلبي: "يعلم الله الذي يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور أنك ما قلت إلا زورا وبهتانا وظلما، وأنني أدعوك إلى اثنتين وإلا كنت الثالثة، الرجوع عن ظلمك وقولك بغير حق على مسلم حرم الله عليك عرضه وماله ودمه، أو المباهلة على ما ذكرت وبهت، وإلا فأنت الثالثة، ألا وهي وبعد أن لم يسلم من لسانك مسلم قلت عليه بغير حق فأنت عتل جواظ مستكبر وعند الله اللقاء".
الشيخ محمد الشّلبي عاد في رسالته الثانية بأنه علم من خلال ردود الراشد أنه "فاجر في الخصومة، ومطيّته بعض أهل الحقد ممن لهم أحقاد وحسد، فبئست المطية".
وحول حقيقة تواصله مع مسؤولين في المخابرات الأردنية، قال الشّلبي: "اعلم أيها البهّات أن الشيخ - المقدسي - لم يطلب مني التواصل، إلا أنني أقوم بمراجعة المسؤولين سواء في السجون أو المحاكم أو الأجهزة الأمنية برجاء وإلحاح وطلب من ذوي المساجين وبتكليف من بعض السجناء والموقوفين لدى السجون الأردنية".
وأكمل: "نحن نقوم بإخراج الناس لا إدخالهم، ولم أتواصل يوما بأمر المقدسي، إلا ما كان من سؤالي له وهو في السجن أن البعض يطلب مني ومن غيري أن نقوم بالتدخل من أجل السجناء من الموحدين دون تقديم أي مقابل، ودون القبول بما فيه دخن لتوحيدنا".
وأضاف: "فأرشدني إلى مساعدة المسلمين بضوابط، ولنا في هذا أسوة وقدوة، وبعد خروجه ومعرفته بما يتناقل بعض السفهاء نصحني أن أكف لأن القوم يرغبون بحرقنا وإخوتنا".
وختم محمد الشّلبي، حديثه قائلا: "المقدسي أنزه من أن ينزلق بمنزلق قضى سني عمره ما بين اعتقال ومطارد من أجله، وهو البراءة من أهل الشرك، وكان صداعا في قول الحق لا يخشى في ذلك لومة لائم، وتشهد له بذلك زنازين المخابرات التي كان من خلالها وهو بين أيديهم يصرخ بصوت مرتفع بالتوحيد لتثبيت الأخوة".
ودعا الشّلبي، الله أن يلعن الكاذب والمفتري، ويفضحه على رؤوس الخلائق، ويجعله عبرة وآية، وفق قوله.
يشار إلى أن ماجد الراشد تعرض لهجوم واسع من قبل نشطاء جهاديين بسبب تبريره ذهاب الفصائل السورية لمؤتمر الرياض.