كشف موقع "ساجد" التابع لفيلق قدس
الإيراني عن جانب هام من تقرير عسكري وأمني للجنرال الإيراني حسين
همداني الذي قتل في
سوريا يشرح فيه الوضع في سوريا والوضع الداخلي للقيادة العسكرية والسياسة بإيران.
ويقول همداني في تقريره إن الروس لديهم مصالح كبيرة في سوريا ولن يتخلوا عنها بسهولة في هذا البلد، كما أن إيران لديها مصلحة أمنها القومي بالإضافة إلى الدفاع عن الثورة الإيرانية، وأن سقوط سوريا سيكون له تأثير خطير جدا على المنطقة، الأمر الذي لن يكون في صالح إيران، وعليه فقد "كان قرار دخولنا في الحرب السورية صائبا ويجب أن لا نتراجع عنه نهائيا وموقفنا ينبغي أن يتخذ على ضوء التطورات الميدانية بسوريا ووحدها الأحداث العسكرية تقرر من يتراجع هناك".
ويضيف: "في التطورات الميدانية السورية لا يمكن أن تختزل الوضع حصرا بسوريا لأن الوضع السوري مرتبط بشكل مباشر بالأوضاع والتطورات الميدانية العسكرية والسياسة في اليمن والعراق".
وفي مقدمة تقريره يقول همداني إن إيران ترصد التطورات في المنطقة لمعرفة طبيعة التهديدات التي تواجهها، وعلى ضوئها تقوم بتغيير استراتيجيتها، مؤكدا أن التهديدات تجاه إيران ما زالت قائمة، وعلى ضوئها تخطط استراتيجيا وتكتيكيا للعمل في سوريا.
وعن موعد انتهاء الحرب السورية قال همداني في تقريره: "إذا نظرنا بعمق إلى الحرب بسوريا، فالمؤكد هو أن الحرب ستنتهي عند انسحاب أحد الأطراف المشاركة في النزاع هنا، وهي معسكر الولايات المتحدة الأمريكية وأوروبا وبعض الدول العربية، والمعسكر المقابل وفيه إيران وروسيا".
ووصف همداني رئيس النظام هناك، بشار الأسد بأنه أفضل من أبيه بالنسبة للولاء لإيران، قائلا إن "الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله جاء إلى إيران خائفا عندما كان حافظ الأسد طريح الفراش، لكن المرشد الأعلى علي خامنئي رد على مخاوف نصر الله بأن موقف بشار الأسد من إيران وحزب الله سيكون أفضل بمراتب عديدة من موقف والده".
وعن بدايات الثورة السورية، قال همداني في تقريره إن داعمي المعارضة السورية حاولوا أن يدفعوا العلويين والمسيحيين والشيعة للالتحاق بالجيش الحر في سوريا، الأمر الذي حصل جزئيا، ثم فشلت تركيا في قراءة الواقع السوري، فتحول الملف إلى قطر التي فشلت أيضا في إسقاط نظام الأسد، فتحول الملف إلى السعودية حيث وعد بندر بن سلطان بإسقاط النظام في ثلاثة أشهر، لتدخل بعدها سوريا في حرب شاملة على كافة الأصعدة.
واستبعد همداني نشوب حرب طائفية في المنطقة على خلفية التدخل الإيراني في سوريا، أو أن يشكل ذلك خطرا على الشيعة في المنطقة، معتبرا أن إيران تلاقي قبولا بين شعوب المنطقة التي تؤمن بمبادئ الثورة الإيرانية التي تطالب بحقوقهم.
وشبه الأوضاع في اليمن بالثورة الإيرانية في عام 1979، قائلا: "وكأني أشاهد بنفسي تكرار الثورة الإيرانية في اليمن".
وتابع: "إن نجاح تجربة الثورة الإيرانية لا يقتصر على اليمن، بل يتعداه إلى لبنان والعراق، لأن شعبية إيران ومحبة المرشد موجودة في قلوب الشعوب هناك".
ولفت همداني إلى أن الخلافات التي حدثت بين فصائل المعارضة السورية خدمت إيران، وأن السعودية وتركيا فشلتا في الوساطات بين الفصائل المختلفة إيديولوجيا، وأن المعارك بين الفصائل مستمرة.
يشار إلى أن همداني قتل في شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2015، بمدينة حلب خلال المعارك التي كان يشرف عليها ويقودها ضد المعارضة في شمال سوريا، وكان همداني ممثلا عن
الحرس الثوري الإيراني لقيادة المعارك والإشراف في سوريا.