اتسعت رقعة التحرّكات الاحتجاجية والمواجهات العنيفة، مساء الخميس، بين شبّان والوحدات الأمنية بعدد من المدن والمحافظات
التونسية؛ حيث أقدم متظاهرون على حرق مراكز ونقاط أمنية ونهب وسرقة أحد البنوك ومحلات تجارية، فيما تطوّع عدد من الأهالي في مناطق مختلفة لحماية بعض المنشآت العمومية.
ففي حيّ الانطلاقة بالعاصمة، اندلعت، ليل الخميس، مواجهات عنيفة قبل أن تعمد مجموعة من المشبوهين إلى
نهب وسرقة مؤسّسة بنكية وعدد من المحلّات التجارية، فيما شهدت أحياء أخرى متاخمة للعاصمة على غرار المنيهلة والنقرة عمليات كرّ وفرّ بين الأمن والمتظاهرين.
وفي حيّ التضامن بالعاصمة، حاول متظاهرون خلع واقتحام محلّات تجارية ومقاه، مستعملين السيوف والسكاكين وقنابل "المولوتوف" فيما تصدّت لهم الوحدات الأمنية المتمركزة بالمنطقة، بحسب صحيفة "الشروق".
حرق مقرّات أمنية و7 سيّارات
وأفاد الناطق الرسمي باسم وزارة الداخلية، وليد الوقيني، في تصريح لوكالة تونس إفريقيا للأنباء، بأنّ محتجّين رشقوا عددا من مراكز الأمن بالزجاجات الحارقة، داعيا المواطنين لمساندة جهود الأمنيين في التصدي لما وصفها بتحرّكات أخرى غير سلمية أدت إلى حرق مقرّات أمنية و7 سيّارات إلى حد الآن.
وفي مدينة الحامة التابعة لمحافظة قابس، اقتحمت مجموعة من الشباب، مساء الخميس، منطقة الأمن الوطني بعد انسحاب وحدات الأمن منها، فيما تمّ تأمين بعض المنشآت العمومية من قبل وحدات الجيش الوطني، بحسب إذاعة شمس.
حرق شاحنة إطفاء
وفي معتمدية سوق الأحد التابعة لمحافظة قبلي بالجنوب، قام عدد من الشباب المُطالب بالتشغيل والتنمية بحرق مركز الأمن العمومي بالمنطقة عقب انسحاب العناصر الأمنية منه.
كما أشعل مجهولون النار في مركز الأمن بمدينة الجريصة التابعة لمحافظة الكاف بالشمال الغربي، بعد أن تمّ إخلاؤه من قبل أعوان الأمن، فيما تمّ حرق شاحنة إطفاء تابعة للحماية المدنية بمحافظة القيروان بالوسط.
كما عمد محتجون بمدينة دوز إلى رشق مركز الشرطة بالزجاجات الحارقة، ما تسبب في اشتعاله وإتلاف محتوياته، إضافة إلى سرقة بعض محتويات المستودع البلدي، وفق ما أكدته مصادر أمنية لوكالة الأنباء الرسمية.
اقتحام مقرّات المحافظات
وشهدت مناطق كثيرة من البلاد نهار الخميس عمليات اقتحام لمقرّات المحافظات على غرار باجة (الشمال الغربي)، حيث أقدم شابان على قطع شرايين يديهما بآلة حادة، وفق إذاعة شمس.
وفي الرقاب التابعة لمحافظة سيدي بوزيد، مهد الثورة التونسية، أقدم محتجون على اقتحام مقر المعتمدية وإتلاف محتوياته، فيما قام آخرون بحرق سيارة إدارية تابعة للشرطة البلدية.
وفي جندوبة (الشمال الغربي)، عمد محتجّون إلى اقتحام مقر المحافظة، حيث تجمعوا بالساحة الداخلية، مطالبين بالتنمية والتشغيل، رافعين شعار "ديغاج" (ارحل) في وجه المحافظ.
كما أغلق محتجون عددا من الطرقات وكل المصالح الإدارية بمنطقة الصخيرة التابعة لمحافظة صفاقس، مُطالبين بحقهم في التشغيل.
عمليات سطو
وفي الجنوب، رشق محتجّون الوحدات الأمنية بمحافظة مدنين بالحجارة قبل أن يتمّ استعمال الغاز المسيل للدموع لتفريقهم وفتح الطرقات التي وقع إغلاقها بالعجلات المطاطية والحاويات المشتعلة.
وفي مدنين أيضا اقتحم عدد من المحتجين مستودع الحجز البلدي، وقاموا بالسطو على محجوزات تتمثل في سيارات ودراجات نارية وهوائية.
كما اقتحم مجهولون مستودع الحجز البلدي في مدينة حمام الشط بالعاصمة، حيث استولوا على عدد من الدراجات النارية بعد أن أشعلوا إطارات مطاطية بمحيط المستودع.
ومنع محتجون جولان القطارات المُقلّة للراكبين، أو الناقلة للفسفاط بالخط الحديدي الرابط بين قفصة وصفاقس على مستوى مناطق المزونة والمكناسي ومنزل بوزيان التابعة لمحافظة سيدي بوزيد.
مجموعة مشبوهة
وتواصلت، الخميس،
الاحتجاجات الاجتماعية وحالة الاحتقان بمدينة
القصرين وعدد من المدن التابعة لها، على غرار تالة وفريانة وماجل بلعباس وفوسانة وجدليان وحيدرة، للمطالبة بالتشغيل والتنمية، بحسب وكالة الأنباء الرسمية.
وفي سياق متّصل، ألقت وحدات الجيش التونسي القبض، الخميس، على مجموعة مشبوهة حاولت التسلل من مدينة القصرين باتجاه جبل الشعانبي.
وأفاد الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع المقدم، بلحسن الوسلاتي، بأن قوة عسكرية ألقت القبض على مجموعة مشبوهة تتكون من 7 أفراد غير مسلحين حاولوا التسلل من مدينة القصرين باتجاه الشعانبي.