جاء في تصريحات لمصادر أمنية وبيان لوزارة الداخلية في
مصر، الاثنين، أن الشرطة قتلت ثلاثة أشخاص بزعم "الاشتباه بأن لهم صلة بالإرهاب"، خلال مداهمتين في محافظة الجيزة المتاخمة للقاهرة.
ولم توضح الوزارة سبب الاشتباه الأمني، وأكدت المصادر ذاتها أن الشرطة قتلت شخصين أثناء مداهمتها لشقة سكنية في منطقة السادس من أكتوبر في الجيزة.
وزعمت أن الشرطة "عثرت داخل الشقة على أسلحة ومتفجرات مماثلة للمتفجرات التي عثر عليها داخل مخبأ لمسلحين في ضاحية الهرم في الجيزة"، الخميس الماضي.
وقالت وزارة الداخلية في بيان أصدرته الاثنين، إن الشرطة قتلت شخصا "في تبادل لإطلاق النار أثناء مداهمتها لشقة سكنية في منطقة كرداسة في الجيزة".
وادعت في بيانها أن القتيل ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين التي حظرتها سلطات الانقلاب.
مظاهرات تعم المدن المصرية
يأتي ذلك فيما شهدت محافظات مصريّة عدة تظاهرات احتجاجية، وسط احتفالات محدودة في ميدان التحرير، وذلك في الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير (كانون الثاني) 2011 التي أطاحت بالرئيس الأسبق محمد حسني مبارك، بعد 30 عاما من حكمه.
ووفقا لشهود عيان، فقد نظَّم معارضون للانقلاب العسكري وقفات احتجاجية في عدد من محافظات، بالتزامن مع فرض إجراءات أمنيّة غير مسبوقة على كافة أرجاء العاصمة في الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير (كانون الثاني) 2011.
ففي الشرقية (دلتا النيل، شمالا)، خرجت مظاهرات في مدن فاقوس وكفر صقر وديرب نجم والإبراهيمة وبلبيس، رفع خلالها أنصار مرسي شارة رابعة وعلم مصر ولافتات مكتوب على بعضها "25 يناير.. سلمية".
وفي البحيرة (شمالا)، نظم المحتجون سلسة بشرية صباحية في الطريق الزراعي، ووقفة بمركز دمنهور.
وفي المنوفية (دلتا النيل، شمالا)، ردد المتظاهرون في مسيرة بشرية بمدينة "تلا"، هتافات منها "قولوا لاخويا المعتقل.. سجنك بيحرر وطن، ثورة ثورة في كل مكان".
وفي الدقهلية (دلتا النيل، شمالا)، نظمت وقفات احتجاجية عدة وتظاهرات مع الساعات الأولى لصباح اليوم الاثنين، رفع المتظاهرون فيها لافتات بصور وأسماء المعتقلين، وصور لشهداء الثورة مطالبين بالقصاص.
وفي المنيا (جنوبا)، نظم العشرات من معارضي السطات الحالية سلسلتين بشريتين صباحا بقريتين في المنيا وسط البلاد، الأولى في قرية شوشة بمركز سمالوط والثانية بقرية الصليبة في المدينة ذاتها.
وفي الإسكندرية (شمالا)، انطلقت خلال ساعات النهار الأولى 12 مسيرة صباحية في مختلف أحياء المحافظة تحت شعار "الثورة في الميدان"، كان قد دعا إليها التحالف الوطني لدعم الشرعية.
وبهتافات تدعو الشعب المصري للحشد في شوارع الإسكندرية، خرج أهالي الإسكندرية في مناطق: العامرية وبرج العرب (غربا)، والعوايد وأبو سليمان وسيدي بشر والمندرة والعصافرة وغبريال والمنتزة (شرقا).
وفي الشرقية (دلتا النيل، شمالا)، خرجت تظاهرة في مدينة ديرب نجم ووقفتان بقريتي حفنا وسندنهور في مركز بلبيس، للمطالبة بإسقاط "حكم العسكر ورحيل النظام".
ورفع "المشاركون" شارات وأعلام رابعة العدوية الصفراء، وصورا لأول رئيس مدني منتخب، محمد مرسي، مطالبين بعودته للحكم مرة أخرى، ورددوا هتافات مناهضة للجيش والشرطة وللنظام الحاكم.
يأتي هذا فيما يُخيّم هدوء حذر على كافة أنحاء العاصمة المصرية، وسط انتشار أمني مكثف لقوات الجيش والشرطة، التي انتشرت أمام المنشآت الحيوية والميادين العامة منذ الأحد.
وتجمع عدد من المصريين (مؤيدين للسلطات الحالية) في أحد جوانب ميدان التحرير بالقرب من شارع محمد محمود المؤدي إلى وزارة الداخلية (وسط العاصمة المصريّة)، حاملين الأعلام المصرية، مرددين هتاف "الجيش والشرطة والشعب إيد واحدة"، تعبيرا عن مظاهر الاحتفال بذكرى الثورة.
وبينما سيطرت قوات الأمن على ميدان التحرير من كافة أطرافه، فقد أغلقت قوات الأمن الشوارع المؤدية إلى وزارة الداخلية بوسط القاهرة، وسط انتشار سيارات الأمن المركزي وقوات التدخل السريع بكافة شوارع وسط العاصمة.
وأغلقت قوات الأمن الشوارع المؤدية إلى منشآت أمنيَّة وشرطيَّة، كمديرية أمن القاهرة ومديرية أمن الجيزة (وسط العاصمة) وعدد من الشوارع المؤدية لمنشآت شرطية وعسكرية في مدينة نصر (شرق البلاد).
وتسلّمت قوات الأمن مبنى اتحاد الإذاعة والتلفزيون "ماسبيرو"، وفرضت حراسة أمنيّة مكثفة أمامه.
وشهدت الميادين والشوارع الرئيسة كافة في العاصمة هدوءا حذرا، من بينها ميادين عبد المنعم رياض ومصطفى محمود بالمهندسين وجامعة الدول العربية والنهضة وميدان رابعة العدوية.
وأعلن "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب" في مصر، مساء الأحد، عن 35 نقطة حددها للتظاهر والحشد ضد السلطات الحالية في القاهرة ومحافظة الجيزة (غرب العاصمة)، في الذكرى الخامسة لثورة يناير، التي أطاحت بحكم الرئيس الأسبق محمد حسني مبارك.
ودون إشارة إلى ميدان التحرير وسط القاهرة (رمز
ثورة يناير 2011)، فقد دعا "التحالف الوطني" إلى 35 نقطة تظاهر في أحياء في القاهرة والجيزة، أبرزها مساجد: رابعة العدوية في مدينة نصر، والفتح في منطقة رمسيس، والفاروق بالمعادي، والاستقامة ومصطفى محمود بالمهندسين"، مشيرا إلى أنه سيتحرك في باقي المحافظات أيضا في نقاط أخرى.
ومؤخرا، دعت قوى رئيسة معارضة للسلطات الحالية، أبرزها "التحالف الوطني لدعم الشرعية ورفض الانقلاب"، إلى "التظاهر في الذكرى الخامسة لثورة 25 يناير، لإسقاط النظام"، فيما قالت وزارة الداخلية إنها استعدت بخطة موسعة للفعاليات المحتملة في ذكرى الثورة.
يشار إلى أن اليوم يوافق ذكرى ثورة 25 كانون الثاني/ يناير 2011، التي أطاحت بحكم الرئيس المخلوع حسني مبارك، وأعقبها انتخابات ديمقراطية جاءت بأول رئيس مصري مدني منتخب، هو محمد مرسي، إلا أن الجيش المصري قام بانقلاب عسكري على حكمه بقيادة عبد الفتاح السيسي الذي وصل بعدها إلى السلطة.
وتحوّلت مصر صبيحة الذكرى إلى ثكنة عسكرية مدججة بأكثر من 400 ألف جندي، من جنود وضباط الجيش والشرطة، بهدف التصدى للمظاهرات المرتقبة، احتجاجا على
الانقلاب العسكري، وحكم رئيسه السيسي.