قال رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، إن رئيس النظام السوري، بشار
الأسد، لا ينتصر في
سوريا، رغم دعمه من قبل
روسيا التي تنفذ 90 في المئة من ضرباتها الجوية ضد المدنيين والمعارضة في البلاد، وفق قوله.
جاء ذلك في مقابلة لأوغلو مع شبكة "سي أن أن" الأمريكية، في رد له على سؤال حول ما إذا كان الأسد ينتصر، وقال: "لا.. إنه لا ينتصر.. لن يعود أي سوري إلى بلده إن بقي الأسد جالسا في دمشق".
واتهم داود أوغلو، روسيا بأنها تحتل سوريا، وقال إن "روسيا بقيت لسنوات ضد أي تدخل أجنبي في سوريا، والآن هي تتدخل شخصيا وبصورة سلبية جدا، بل إنها تقوم باحتلال سوريا".
وأشار إلى أن 90 في المئة من العمليات الروسية في سوريا ضد المدنيين والمعارضة المعتدلة في إدلب وحلب وحمص واللاذقية، وضد المدارس والمستشفيات. وقال: "نحن نعلم ذلك لأن كل الجرحى جراء عمليات القصف الروسية يقومون بالفرار إلى
تركيا".
ولفت إلى أن عشرة في المئة فقط من الغارات الروسية تستهدف تنظيم الدولة، وقال: "نحن نتوقع من روسيا احترام المدنيين السوريين، ونتوقع منها أيضا عدم دفع هؤلاء المدنيين إلى الحدود التركية".
وحول الاتفاق النووي الإيراني، قال أوغلو: "أنا سعيد بالتوصل لاتفاق حول النووي الإيراني، وانتهاء العقوبات لا يعدّ أمرا جيدا فقط لإيران، بل للاقتصاد العالمي.. نحن لا نرى إيران منافسا في المنطقة، نحن جيران تاريخيون، فعلى مر التاريخ كانت هناك أوقات جيدة وأخرى سيئة في ما يتعلق بعلاقاتنا، وخلال الأعوام الـ12 الماضية كانت علاقاتنا جيدة، ولكن لدينا اختلاف في الرأي حول سوريا والعراق".
دعم الوفد المعارض لمباحثات جنيف
من جهتها، نقلت وكالة "الأناضول" التركية، في سياق متصل، تصريحات لداود أوغلو، قال فيها إن بلاده ستواصل دعمها تشكيل وفد المعارضة السورية، "للجلوس على طاولة المفاوضات في جنيف، يوم الجمعة المقبل".
وجاءت تصريحاته الاثنين، مع وفد الاتحاد الأوروبي في أنقرة، برئاسة مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، نائب رئيس المفوضة الأوروبية، فيدريكا موغريني، بحسب مصادر في رئاسة الوزراء.
وبحث داود أوغلو مع الوفد الأوروبي ملف اللاجئين السوريين، وعلاقات التعاون بين تركيا والاتحاد الأوروبي، ومفاوضات انضمام تركيا إلى الاتحاد، والاجتماعات التي ستعقد بين الجانبين في المرحلة القادمة، والوجود الروسي في المنطقة، وقضايا أخرى، بحسب المصادر ذاتها.
تجدر الإشارة إلى أنّ المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، أعلن الاثنين، في مؤتمر صحفي في جنيف، أن المفاوضات بين النظام والمعارضة السورية، ستبدأ الجمعة المقبل 29 كانون الثاني/ يناير الجاري، وأنّ المباحثات ما زالت جارية من أجل تحديد الجهات التي ستتم دعوتها ممثلة للمعارضة السورية.