نقلت صحيفة "الغارديان" البريطانية عن رئيس وحدة الشرطة الأوروبية "
يوروبال" روب وينرايت، قوله إن
تنظيم الدولة يخطط للقيام بهجمات واسعة شبيهة بتلك التي نفذها في العاصمة الفرنسية باريس.
ويشير التقرير إلى أن وينرايت يشرف على الوحدة التي تتخذ من هيج مقرا لها، وهي المنظمة التي تقوم بالتنسيق في مجال محاربة الإرهاب والجريمة المنظمة في دول
الاتحاد الأوروبي. وقال إن تنظيم الدولة "طور قدرات قتالية من أجل القيام بهجمات واسعة، وعلى قاعدة دولية، وبتركيز خاص على أوروبا".
وتذكر الصحيفة أن تعليقات المسؤول الأوروبي جاءت في اجتماع لوزراء داخلية الاتحاد الأوروبي في العاصمة الهولندية أمستردام، وتزامنت مع تصريحات وزير الداخلية الفرنسي برنار كازانوف، التي قال فيه إنه تم إحباط عمليات لإرهابيين إسلاميين خططوا فيها لهجمات منسقة على باريس، وللقيام بمذابح في شوارع العاصمة الفرنسية.
ويلفت التقرير إلى أن كازانوف كان يدافع عن قرار الحكومة الفرنسية الإبقاء على حالة الطوارئ، التي فرضت عقب الهجمات التي نفذها مقاتلون تابعون للتنظيم في أنحاء مختلفة من باريس في 13 تشرين الثاني/ نوفمبر 2015، وخلفت وراءها 130 قتيلا، منهم 89 في مسرح باتكلان.
وتقول الصحيفة إن وينرايت، وهو بريطاني، عمل سابقا مديرا لوكالة مكافحة الجريمة المنظمة، وقدم أمام الاجتماع تقريرا حول التغيرات التي طرأت على أسلوب عمليات الجماعات الإسلامية. وقال إن "ما يطلق عليه تنظيم الدولة لديه الاستعداد والقدرة على تنفيذ هجمات جديدة في أوروبا. وبالطبع يجب على السلطات الوطنية كلها العمل على منع حدوث هذا".
وجاء في تقرير "يوروبول" إن "تنظيم الدولة يحضر لعمليات قتل بإطلاق النار على الجماهير، وهجمات كتلك التي شاهدناها في باريس ومومباي عام 2008، وتنفذ في عدد من الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، وفرنسا بالتحديد".
وأضاف أن "الهجمات سيتم تركيزها على الأهداف اللينة؛ نظرا للأثر الذي تحدثه. ويشير الهجومان على باريس في تشرين الثاني/ نوفمبر، والطائرة الروسية في تشرين الأول/ أكتوبر 2015، إلى تحول في استراتيجية تنظيم الدولة نحو عمليات دولية".
ويورد التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، أن المجلس الأوروبي انتقد يوم الاثنين محاولات
فرنسا تمديد حالة الطوارئ، وذلك في رسالة بعثها المدير العام ثوربورن جاكلاند للرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، مشيرا إلى أن جاكلاند حذر من المخاطر التي ستنجم عن تمديد حالة الطوارئ، التي تستدعي عمليات مداهمة بيوت واعتقال، وحذر من مخاطر تقييد حركة الناس، والمشكلات التي قد تظهر نتيجة عمليات استخدام الشرطة الفرنسية للرصاص.
وتنوه الصحيفة إلى أن تنظيم الدولة بث شريطا أظهر فيه الفريق الذي قام بعملية باريس، وفي هذا السياق علق موقع "لونغ وور جورنال" على الشريط الجديد "اقتلوهم حيث ثقفتموهم"، الذي يبرز الإرهابيين الذين ارتكبوا هجمات 13 تشرين الثاني/ نوفمبر 2015 في باريس، ويظهر عددا منهم وهم يعدمون أسرى في العراق وسوريا، ويقومون بتهديد الغرب، ويدعون المسلمين للانضمام "للخلافة"، في الوقت الذي يقومون فيه بقطع رؤوس ضحاياهم، أو ضربهم بالرصاص من الخلف، وقد تم تصوير اللقطات قبل أشهر من الهجمات المنسقة على العاصمة الفرنسية.
وينقل التقرير عن رجال أبي بكر البغدادي قولهم إن فرنسا تستحق الترويع؛ بسبب الدور الذي تؤديه في التحالف ضد تنظيم الدولة، مستدركا بأن إعداماتهم المخيفة لضحايا أبرياء تقوض منطقهم، وعلى العكس فإنها تبرهن لماذا أصر الغرب على التدخل في سوريا أصلا، وكذلك العراق مرة أخرى. وفي الواقع فإن فيديوهات تنظيم الدولة السادية هي التي ساعدت في إقناع الزعامات الغربية بالانضمام للحملة الجوية ضده.
وتفيد الصحيفة يأن أول عضو في التنظيم تحدث مطولا كان عبد الحميد أباعود، الذي تحدث باسمه الحركي، وهو أبو عمر البلجيكي، الذي قتل في مداهمة في باريس بعد الهجمات، وتم وصفه بأنه الرجل الرئيسي في الخطة، وقد نشرت مجلة تنظيم الدولة الناظقة باللغة الإنجليزية "دابق" مقابلة مع أباعود في أوائل عام 2015.
ويورد التقرير نقلا عن أباعود قوله في تعليق على صور إخبارية تظهر طائرة يتم إعداداها بالصواريخ على حاملة طائرات: "لدي رسالة لهؤلاء الكفار الذين يحاربون المسلمين، وللبلدان المشاركة في التحالف كلها: أنتم من تجرأ وأتى إلى بلاد المسلمين لحربهم، والله والله والله والله لقد أعلنتم حربا خسرتموها حتى قبل أن تبدأوها".
وتبين الصحيفة أنه بعد تهديد الغربيين بقتلهم في بيوتهم قال أبا عود إن حملة الإرهاب التي يشنها تنظيم الدولة هي نتيجة سياسات حكوماتهم. وقال أباعود: "هذا كله بسبب سياساتكم، سياسة الحرب، أو أقول سياسة حكامكم، وفي الواقع أنتم صوتم لهؤلاء الحكام، وهذه هي النتيجة، النتيجة أن حكامكم أعلنوا حربا لن يستطيعوا تحمل آثارها".
ويشير أباعود إلى الغارات الجوية التي يقوم بها التحالف الذي يقوده الغرب، ويرى أن هجمات الجهاديين هي انتقام لتلك الغارات، ويقول: "والله ما دمتم تقومون بشن الغارات الجوية علينا، وما دمتم تعلنون الحرب علينا، وتقاتلون المسلمون، لن نتوقف عن قتالكم في كل مكان في العالم، بغض النظر إن كنتم في رحلة سياحية، أو كنتم نائمين في بيوتكم". ويضيف أباعود: "أنتم مع 70 بلدا آخر شكلتم تحالفا لحرب تنظيم الدولة، ولكنكم لن تستطيعوا إيقافه، فوالله ما هذه إلا البداية"، وفق التقرير.
ويذكر التقرير أنه بعد ظهور أباعود، ظهر مساعدوه الواحد تلو الآخر وهم يقومون بإعدام ضحاياهم المكبلين قبل أو بعد مخاطبة الكاميرا.ويقول أبو قتال الفرنسي: "أرسلني أمير المؤمنين أبو بكر البغدادي الحسيني القرشي (حفظه الله) لتطهير الأرض من الكفار، كائنين من كانوا، وفي أي مكان كانوا، والله لقد جئناكم بالذبح، وفي الواقع تقترب سكاكيننا من حناجركم أكثر كل يوم عن سابقه، ووالله سنقاتلكم بإذن الله في قلب باريس وعلى زاوية برج إيفل".
وتستدرك الصحيفة بأنه مع أن الفرنسي يشير إلى "قلب باريس"، إلا أن "برج أيفل" قد لا يكون يحدد هجمة في 13 تشرين الثاني/ نوفمبر 2015، وقد يكون تهديده عاما عندما تحدث، مشيرة إلى أن الفرنسي ينتقل بعد ذلك لانتقاد المسلمين في فرنسا، الذين لم ينضموا لتنظيم الدولة.
وينقل التقرير عن عنصر آخر من مهاجمي باريس، يطلق على نفسه اسم "ذو القرنين البلجيكي"، قوله موجها كلامه للفرنسيين بشكل مباشر: "هذه رسالة صغيرة لكل من صوت لهولاند، كلب البيت الأبيض" مشيرا إلى أن "أيدي فرنسا ملطخة بالدماء"؛ لأن الناس انتخبوا "رئيسا يقوم اليوم بقصف إخوتنا المسلمين في مالي والشام والعراق".
وبحسب الصحيفة، فإن
الفيديو يؤكد أن الجهاديين الذين قاموا بهجمات باريس قاتلوا في صفوف تنظيم الدولة في العراق وسوريا مسبقا، ولم يشر الفيديو بشكل مباشر إلى أنهم كانوا يعملون بتوجيه من أبي بكر البغدادي ليلة 13 تشرين الثاني/ نوفمبر، ولكن الإشارة إلى ذلك واضحة من الفيديو، حيث قال آخر الجهاديين الذين تحدثو بالفيديو، وهو أبو ريان الفرنسي: "هناك أمر من أمير المؤمنين أبو بكر البغدادي (حفظه الله) أن نقاتلكم على أرضكم".
وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أن فيديو الدعاية ينتهي بتهديد لبريطانيا، ويظهر نص على الشاشة باللغتين العربية والإنجليزية الرسالة الآتية: "كل من يقف في صف الكفر سيكون هدفا لسيوفنا، وسيبوء بالذل والصغار"، وتظهر في الخلفية صورة رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون.