يشهد
قضاء الدور، شرق مدينة تكريت، حيث تسيطر
مليشيات الحشد الشعبي الشيعية بعد انتزاع المنطقة من
تنظيم الدولة، سلسلة من العمليات التخريبية، منها تفجير المنازل والمحلات التجارية وحرقها أو سرقتها، واعتقال 200 مدني من القضاء دون أن يعلم بمصيرهم أحد حتى اللحظة، وذلك بعد مقتل قائد في المليشيات الشيعية.
وكان تنظيم الدولة قد هاجم مناطق قرب ناحية العلم وقضاء الدور، ومنها تل كصيبة، قادما من قضاء الحويجة، وقد قتل قائد حشد قضاء الدور العقيد مؤيد رشاد الدوري خلال الهجوم.
وفي حديث خاص لـ"عربي21" مع أحد العاملين في سلك الصحة بقضاء الدور، وطلب عدم كشف اسمه، قال: "تشهد المنطقة حالات انتقام بحق المدنيين والمنازل التي لم يسكن فيها أحد إلى الآن؛ بسبب عدم رجوع أهل المنازل إلى المدينة، حيث قام عناصر الحشد بإعلان قائمة في المنازل والمحلات التجارية التي سيتم تجريفها"، وفق قوله.
ويضيف: "تم تدمير أكثر من 15 منزلا، وما يقارب 10 محلات تجارية، وتجريفها بالكامل بعد إخراج الموجودات من المنزل أو المحلات وسرقتها من بعض ضعاف النفوس في المدينة، ثم قام عناصر الحشد بحرق المنازل السكنية و المحلات".
ويشار إلى ان أغلب المنازل تعود إلى مدنيين يتواجدون في أربيل وكركوك، ولا علاقة لهم بتنظيم الدولة "لا من قريب ولا من بعيد"، وأغلبهم قد استقر في أربيل أو كركوك من أجل الوظيفة، حيث لا يجد السكان مبررا للعودة إلى قضاء الدور.
وقد تحدث الموظف في سلك الصحة في قضاء الدور؛ عن قيام "قياديين من لواء كربلاء المتواجد في قضاء الدور، بالاجتماع مع شيوخ العشائر الموالين للحشد الشيعي في المدينة، وإصدار قائمة بعدد من العائلات والمدنيين الذين لهم صلة قرابة ولو بعيدة بعناصر من تنظيم الدولة، ليتم إبلاغ هذه العائلات بالخروج من المدينة خلال مدة لا تتجاوز 48 ساعة؛ وإلا سيُخرجون بالقوة من المدينة.
وينهي المصدر كلامه مع "عربي21" قائلا: "أغلب العائلات التي تم إصدار قائمة بأسمائهم لطردهم من المدينة هم ممن ساندوا الحشد الشعبي منذ السيطرة على المدينة، ولكن يبدو أن هذا الأمر لا ينفع، والحشد الشعبي يحاول الانتقام بكل وسيلة من المدنيين"، وفق تقديره.