نشرت صحيفة "ديلي تلغراف" تقريرا لمراسلها لشؤون الدفاع بن فارمر، حول إرسال
بريطانيا لقوات عسكرية قوامها 1600 جندي إلى الأردن؛ للتدرب على عملية بحجم غزو العراق لأول مرة خلال عشر سنوات.
ويشير التقرير إلى أن الهدف من التمرين اللوجستي هو التأكد من أن الجيش قادر على نشر قوة حجمها 30 ألف جندي مع دباباتهم في أي نقطة متأزمة في العالم، بالرغم من التخفيض الكبير في النفقات العسكرية على مدى الخمس سنوات الماضية.
وينقل الكاتب عن مصادر قولها إن التمرين العسكري، الذي أطلق عليه "تمرين
عاصفة الشمال"، قد يكون تدريبا على بعث القوات إلى شرق أوروبا إن وقعت مواجهة بين روسيا وحلف شمال الأطلسي.
وتذكر الصحيفة أنه سيتم إرسال أكثر من 300 عربة عسكرية بحرا إلى الأردن، حيث سيقوم القسم اللوجستي والطبي والمخابرات وخبراء تفكيك المتفجرات بتجريب إمكانياتهم في دعم حملة عسكرية بريطانية ضخمة. وتقول المصادر العسكرية إنه بالرغم من أن
المناورات العسكرية تجري في الأردن، وهو البلد المجاور لسوريا، إلا أنها ليست تدريبا على عمليات ضد تنظيم الدولة.
ويورد التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، نقلا عن مصدر قوله: "هذه التدريبات ليست موجهة ضد تنظيم الدولة، بل تتعلق أكثر بالانضمام لأي مجهود أمريكي في أوكرانيا، بدلا من سوريا". ويضيف المصدر: "هذه ليست القوة التي نتوقعها لدخول حلب لمصارعة حفنة من الجهاديين".
ويلفت فارمر إلى أنه بعد أكثر من عقد من الحرب ضد متمردين، حيث لم يتم نشر أكثر من عشرة آلاف جندي في أي وقت، فإن الجيش البريطاني يحاول أن يتعلم من جديد كيف يتعامل مع حرب دروع ضخمة.
وتكشف الصحيفة عن أن المناورات التي ستكون في جنوب الصحراء الغربية في الأردن، هي الأكبر منذ عام 2001، عندما قام الجيش البريطاني بمناورات السيف السريعة في عمان.
ويفيد التقرير بأنه سيتم اختيار الجنود من ثلاث كتائب ومن قيادة القوات، وسيقومون بالتدرب على "تكتيكات دخول مسرح الأحداث"، التي ستتضمن عمليات إنزال في مناطق العدو، وإنشاء مستشفى ميداني، والتعامل مع الأسلحة الكيماوية البيولوجية، وستقوم القوات من الفوج الأول للدوق لانكستر بتوفير الأمن.
ويبين الكاتب أنه تم تحميل أكثر من 80 شاحنة مصفحة من نوع "ماستيف" في مرفأ "مارتشوود" العسكري، بالقرب من ساوثامبون على سفينة "أنفيل بوينت" البحرية، لنقلها إلى العقبة في الأردن، مشيرا إلى أن الأردن كان مشاركا رئيسيا في التحالف ضد تنظيم الدولة، الذي حرق طيارا أردنيا بعد أن أسقط طائرته، وعرضه في قفص حديدي قبل أن يعدمه بطريقة بربرية.
وتورد الصحيفة أن أعدادا صخمة من النازحين يعيشون في الأردن في مخيمات على الحدود، ما زاد من أزمة البلاد الاقتصادية، ويخشى من تنامي نفوذ تنظيم الدولة.
وينوه التقرير إلى أن للمملكة المتحدة علاقات عسكرية طويلة مع الأردن، وأن كثيرا من ضباط الجيش الأردني هم من خريجي "ساندهيرست"، كما يوجد فريق من الجيش البريطاني مرتبطون بالمقر الملكي للجيش بصفتهم مدربين.
وتختم "ديلي تلغراف" تقريرها بالإشارة إلى قول المتحدث باسم الجيش إن "المناورات السنوية في الأردن توفر للجيش البريطاني بيئة مليئة بالتحديات؛ للتأكد من جهوزية الجيش القتالية لنشر ودعم قوات مدرعة قوامها 30 ألف جندي في أي مكان في العالم، وستتم دراسة أفكار في مرحلة التطوير، مثل إقامة مستشفى ميداني عالي الجهوزية يتم إيصاله جوا، وفحص آخر إمكانيات البحث عن المتفجرات والتخلص منها، وذلك كله سيساعدنا على السرعة في دفع المخاطر عن المملكة المتحدة ومصالحها".