اشتكت قيادات في "حشد جنوب
الموصل" الذي يضم مقاتلين سنة، من زج مقاتليها في معارك قرب مخمور، على الحدود مع إقليم كردستان، دون تنسيق مع طيران
التحالف الدولي، متهمة قيادة التحالف بإعطاء "الأولوية للدفاع عن أمن وحدود إقليم كردستان" على حساب "قضية تحرير الموصل".
وهدد القيادي في "حشد جنوب الموصل"، وليد الحمداني، بعدم توجه المقاتلين "تحت إمرتي" إلى أيّة جهة في المستقبل، ما لم يتم "تجهيزهم بأسلحة حديثة توازي أسلحة
تنظيم الدولة، وفتح قنوات اتصال مباشر مع قيادات التحالف للتنسيق في حالات الهجوم، أو التصدي للتنظيم"، كما قال في اتصال هاتفي مع "
عربي21".
وأضاف: "إنّ تنسيق التحالف مع قيادات الجيش والبيشمركة فقط؛ يعني أنّ حشد جنوب نينوى سيكون قتاله محصورا بالدفاع عن مناطق سيطرة الحكومة وإقليم كردستان".
وأوضح الحمداني أنّ "قيادات الجيش أو البيشمركة يمكن أن تطلب لحشدنا دعما جويا من طيران التحالف، طالما أننا نعيش في بلد مثل
العراق يتحزبُ فيه أبناء القومية لقوميتهم وأبناء الطائفة لطائفتهم. ونحن عربٌ سُنّة، لسنا من الأكراد ولسنا من الشيعة"، بحسب تعبيره.
وتتكون قوة حشد جنوب الموصل من مقاتلين عرب من عشائر مدن وقرى جنوب محافظة نينوى، وقد خضعت لدورات تدريبية في معسكرات خاصة داخل إقليم كردستان تحت إشراف مدربين من البيشمركة، وآخرين أجانب.
وأكد الحمداني أن قوة "حشد جنوب الموصل، التي يقودها الشيخ نزهان اللهيبي، لم تستلم رواتبها منذ تشكيلها قبل أشهر"، وقال إنهم لا يمتلكون معسكرا خاصا بهم "ويبيتون في العراء".
وكشف عن خسارة مقاتليه أكثر من أربعة كيلومترات على خط المواجهة مع تنظيم الدولة في جبهة مخمور، ضمن محور قريتي كوديلة وكرمردي، بسبب غياب طيران التحالف وتخلي قيادة عمليات نينوى والبيشمركة عن دعم مقاتليه.
يُذكر أنّ قوة حشد جنوب نينوى، مدعومة بقوات البيشمركة وطيران التحالف، تمكنت من استعادة قريتي كوديلة وكرمردي في الأول من شباط/ فبراير الجاري، قبل أن يتمكن تنظيم الدولة من استردادها ثانية في الخامس من الشهر ذاته، بحسب قول وليد الحمداني الذي اعترف بانسحاب حشد جنوب الموصل من القريتين "بعد التفاف تنظيم الدولة على الخطوط الخلفية للحشد، ووقوف عمليات نينوى والبيشمركة موقف المتفرج"، وفق تعبيره.
وأوضح الحمداني لـ"
عربي21" أنه سبق أن حصلوا على وعود بتوفير غطاء جوي من طيران التحالف، "لكنّها وعود كاذبة أدتْ إلى خسارتنا هاتين القريتين"، بحسب وصفه.
لكن الحمداني اعتبر أنه ليس مهما "أن نخسر هذه القرية أو تلك، بل المهم أنّنا حافظنا على أرواح أكثر من 100 مقاتل من
الحشد تمكنوا من فتح ثغرة والانسحاب بعد حصار التنظيم لهم وتخلي البيشمركة وقيادة العمليات عنهم"، مطالبا قائد حشد جنوب الموصل، الشيخ نزهان اللهيبي، بفتح "تحقيق" في ملابسات خسارة تلك المناطق.