يعتزم رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، إقالة جميع وزراء حكومته وتشكيل حكومة جديدة برئاسته، بحسب مصدر عراقي، وفيما دعمت كتل سياسية دعوة العبادي للتغير، فقد دعا آخرون إلى "تسوية سياسية" تراعي مصلحة الجميع.
ونقلت صحيفة "عكاظ" السعودية، عن مصدر سياسي عراقي، قوله إن "القوى الشيعية في البلاد طالبت بالإبقاء على موضوع المحاصصة في التشكيلة الحكومية، وربط التيار الصدري موقفه بالإبقاء على المحاصصة وإجراء الإصلاحات السياسية للمشاركة في أي حكومة جديدة".
وعقد زعماء كتل التحالف الوطني (أكبر كتلة شيعية في البرلمان) السبت، اجتماعا بحضور رئيس الوزراء حيدر العبادي في منزل رئيس التحالف إبراهيم الجعفري، لمناقشة المستجدات السياسية.
وقال النائب عن التحالف الوطني جاسم محمد جعفر، أن "اجتماع التحالف الوطني خلال اجتماعه، مساء السبت، خيارين حول آلية التغيير الوزاري المرتقب"، مبينا أن "البعض طرح رأيا بتغيير أربعة أو خمسة وزراء، فيما اقترح البعض أن تكون كل
الحكومة تكنوقراط".
وأضاف جعفر، في تصريح له، أن "كل هذه المقترحات ستبقى حبرا على ورق مالم يتكاتف الجميع مع رئيس الوزراء حيدر
العبادي لتنفيذ الإصلاحات"، مشيرا إلى "وجود اختلافات بين اطراف التحالف الوطني بشأن التغيير الوزاري".
يذكر أن رئيس الوزراء حيدر العبادي دعا، في وقت سابق في كلمة له، إلى تغيير وزاري جوهري يضم شخصيات مهنية وتكنوقراط ومهنيين، مطالبا مجلس النواب وجميع الكتل السياسية بالتعاون معه في هذه المرحلة الخطيرة.
وكان زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر دعا، السبت، إلى تشكيل حكومة "تكنوقراط" برئاسة رئيس الوزراء الحالي حيدر العبادي وأشخاص من ذوي الخبرة، وفيما منح العبادي سنة كاملة لتطبيق الإصلاحات المرتقبة، فقد هدد بـ"سحب الثقة" عنه، والانسحاب من السياسة برمتها.
من جهته، دعا رئيس المجلس الأعلى الإسلامي عمار الحكيم، في بيان له، إلى "تسوية سياسية" تراعي مصلحة الجميع، وأكد الحاجة إلى "خارطة طريق" للإصلاح وفق معايير واضحة ومحددة، فيما شدد على ضرورة مغادرة لغة "التقسيط السياسي".
وأبدى زعيم ائتلاف الوطنية إياد علاوي، تحفظه على "استبدال" تشكيل حكومة تكنوقراط بالإصلاحات، وشدد على ضرورة وضع خارطة للإتيان بحكومة قادرة على التنفيذ، وليس "الهروب من الاستحقاقات وشراء الوقت"، بحسب بيان لمكتبه الإعلامي.
بدوره، منح اتحاد القوى العراقية (أكبر كتلة سنية في البرلمان)، الجمعة، رئيس الوزراء حيدر العبادي، تفويضا لإجراء تغيير وزاري شامل في حكومته يستبعد من خلاله وزراء الأحزاب السياسية.
وقال عضو المكتب السياسي في الاتحاد حيدر الملا، في بيان، إن "اتحاد القوى العراقية داعم لأي عملية تعديل وزاري، تنهي المحاصصة الطائفية والولاءات الحزبية، وتؤسس لكابينة وزارية مبنية على الكفاءات المهنية من ذوي الاختصاص، قادرة على تحقيق مفردات برنامج الإصلاح".