اعتبرت دمشق القصف التركي لمناطق في شمال البلاد بمثابة "دعم تركي مباشر للتنظيمات الإرهابية"، في حين طالبت
فرنسا من أنقرة وقف قصف المناطق الكردية بسوريا، داعية إلى أن تكون الأولوية لمحاربة
تنظيم الدولة.
ونقل التلفزيون السوري الرسمي، الأحد، عن خطاب أرسلته الحكومة للأمم المتحدة أن القصف التركي لمناطق في شمال البلاد "دعم تركي مباشر للتنظيمات الإرهابية".
وأرسلت الحكومة الخطاب بعد القصف التركي لمناطق في شمال سوريا سيطر عليها في الأيام الأخيرة مقاتلون أكراد.
وأدانت الحكومة السورية تصريحات أدلى بها رئيس وزراء
تركيا أحمد داود أوغلو باعتبارها "تدخلا سافرا" في الشؤون السورية.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بدوره عن دخول 350 مقاتلا إسلاميا، السبت، من تركيا إلى محافظة حلب.
ونقل الإعلام الرسمي عن بيان لوزارة الخارجية السورية أن "الحكومة السورية تدين بشدة الجرائم والاعتداءات التركية المتكررة على الشعب السوري وعلى حرمة أرض سوريا وسلامتها الإقليمية، وتطالب مجلس الأمن بضرورة اضطلاعه بمسؤوليته في حفظ السلام والأمن الدوليين ووضع حد لجرائم النظام التركي".
وأفاد مدير المرصد السوري، رامي عبد الرحمن، بدوره، عن "دخول حوالي 350 مقاتلا من فصيل فيلق الشام، المدعوم من أنقرة، السبتـ، عبر الحدود التركية إلى مدينتي أعزاز وتل رفعت"، أهم معاقل الفصائل الإسلامية والمقاتلة بالإضافة إلى مارع، في ريف حلب الشمالي.
وأشار إلى أن "مقاتلي الفصائل حملوا معهم 32 مدفعا رشاشا عيار 23، وثمانية مدافع عيار 152، بالإضافة إلى أسلحتهم الخفيفة".
ودخل، وفق عبد الرحمن، جزء من هؤلاء إلى مدينة أعزاز وآخرون إلى تل رفعت، التي تقدمت "قوات سوريا الديمقراطية" فيها، وتشتبك حاليا مع الفصائل الإسلامية والمقاتلة في حيها الغربي.
ومساء السبت، وبعد ساعات من إعلان أنقرة استعدادها للتحرك عسكريا ضد المقاتلين
الأكراد الذين يحققون تقدما في ريف حلب الشمالي، بدأت المدفعية التركية قصف مواقعهم في المنطقة.
وتجدد القصف التركي، الأحد، وخصوصا في منطقة مطار "منغ" العسكري.
وأكد رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، السبت، أن الضربات تأتي "عملا بقواعد الاشتباك، قمنا بالرد على القوات الموجودة في أعزاز ومحيطها والتي تشكل تهديدا".
وتعتبر أنقرة حزب الاتحاد الديمقراطي، الحزب الكردي الأهم في سوريا، وجناحه العسكري وحدات حماية الشعب الكردية فرعا لحزب العمال الكردستاني الذي تصنفه "إرهابيا"، ويشن تمردا منذ عقود ضد السلطات التركية.
ونجحت وحدات حماية الشعب الكردية، المنضوية في تحالف قوات سوريا الديمقراطية، في السيطرة على قرى وبلدات عدة خلال الأيام الماضية في ريف حلب الشمالي، وسيطرت أيضا على مطار "منغ" الاستراتيجي.
وأكدت الخارجية السورية أنها "تحتفظ بحقها المشروع بالرد على الجرائم والانتهاكات والاعتداءات التركية المتكررة وحقها في طلب التعويض عن كل الأضرار الناجمة عنها".
فرنسا تدعو تركيا لوقف قصف مناطق الأكراد بسوريا
قالت وزارة الخارجية الفرنسية في بيان، الأحد، إن فرنسا دعت تركيا لوقف قصف المناطق الكردية في سوريا.
وقال البيان "تشعر فرنسا بالقلق بشأن الوضع المتدهور في منطقة حلب وشمال سوريا، وندعو لوقف كل أنواع القصف سواء من النظام وحلفائه لكامل الأراضي أو من تركيا للمناطق الكردية."
وأضاف أن الأولوية ينبغي أن تكون لمحاربة تنظيم الدولة، وتطبيق الاتفاقات التي توصلت لها قوى كبرى في مدينة ميونيخ الألمانية، الجمعة.
وكان الرئيس الأمريكي باراك أوباما طلب من نظيره الروسي فلاديمير بوتين وقف ضربات الطيران الروسي في سوريا التي تستهدف مجموعات المعارضة المعتدلة.
وكانت القوى الكبرى المعنية بالملف السوري وبينها روسيا والولايات المتحدة توصلت، الخميس، إلى اتفاق في ميونيخ يتضمن "وقف الأعمال العدائية" في سوريا خلال أسبوع.
إلا أن التدهور يتواصل على الأرض ويزداد تورط القوى الخارجية في النزاع السوري.
فلليوم الثاني على التوالي قصف الجيش التركي بمدافع الهاون الأحد مواقع للأكراد في الشمال وتحديدا حول مدينة أعزاز في محافظة حلب.
وتخشى تركيا أن تتمكن وحدات حماية الشعب الكردية من السيطرة على كامل الحدود الشمالية لسوريا مع تركيا.
ويواصل الجيش السوري تقدمه في شمال حلب، وبات على بعد ثلاثة كيلومترات من مدينة تل رفعت، أحد المعاقل الثلاثة التي لا تزال بأيدي الفصائل المقاتلة المعارضة في هذه المنطقة. وتعرضت هذه المدينة السبت لأكثر من عشرين غارة روسية كما يهاجمها الأكراد من الشرق.