توقع الكاتب الصحافي البريطاني المعروف ديفيد هيرست أن تمنى كل من
روسيا والقوى الغربية بالهزيمة في
سوريا، وخلص في مقال هام له ترجمته "عربي21" الى أن "روسيا وإيران والدول الغربية ستظل قوى أجنبية في نظر أغلب السوريين" وسوف ينتهي بهم الحال جميعا الى الهزيمة.
وقال هيرست إن رئيس النظام السوري استطاع أن يحول الثورة السورية إلى صراع طائفي "لن يحله تقسيم البلاد وتجزئتها"، مضيفا أن روسيا وإيران اللتان تدعمان النظام السوري متورطتان في سوريا وليس لديهما "استراتيجية للخروج من هذه الورطة".
وأضاف هيرست، في مقال نشرته صحيفة "ميدل إيست آي"، أن إقبال الناس من كل الطوائف والمذاهب على المشاركة في الحركة الاحتجاجية في بداية الثورة السورية شكل "تهديدا قاتلا للنظام الاستبدادي العلماني".
وتابع: "فشهر الأسد كافة الأسلحة المتوفرة لديه واستخدم كافة الوسائل المتاحة لإقحام الحراك الشعبي السلمي في نفق الطائفية"، بما فيها إطلاق سراح المعتقلين الإسلاميين المتشددين واستهداف الطوائف.
وأوضح أن النظام استخدم الشبيحة، وهم عناصر علوية مسلحة، "لارتكاب فظائع طائفية ضد القرى السنية، وما كان من المليشيات الإيرانية وحزب الله إلا أن أتموا مهمة تحويل صراع وطني إلى نزاع طائفي".
واعتبر الكاتب البريطاني أن استراتيجية الأسد آتت أكلها، إذ تمكن من إنشاء واقع بإمكانه أن يبقى بسببه على قيد الحياة ولكنه واقع يستحيل بسببه أن تبقى سوريا كيانا واحدا موحدا.
وقال هيرست إن الصراع في سوريا "لا يتعلق بنزاع على الأرض، ولن يحله تقسيم البلاد وتجزئتها، وإنما يتعلق بالسلطة وبالهوية وبمن يمثل ويحمي المسلمين السنة"، متابعا: "لا روسيا ولا إيران لديهما استراتيجية للخروج من هذه الورطة".
وأوضح أن روسيا تمثل الأرثوذكسية المسيحية بينما تمثل إيران "الثيوقراطية الشيعية الأصولية"، مبينا أن لا أحد منهما يملك "السلطة أو الإذن بالإملاء على العرب السنة كيف يحكمون أنفسهم في أرضهم".
وخلص الكاتب الصحفي إلى أن روسيا وإيران ستظلان "في نظر أغلبية السكان قوتين أجنبيتين، وسوف تقابلان بالمقاومة نفسها التي قوبلت بها القوى الأجنبية الغازية التي سبقتهما".