يستمر السجال بين أقطاب السياسة في
لبنان حول دور
حزب الله في ملف انتخاب رئيس للجمهورية الشاغر منذ قرابة 21 شهرا .
فبعد خطاب رئيس تيار المستقبل سعد الحريري في ذكرى اغتيال والده رفيق الحريري، وما حمله من ارتدادات، تجلت في موقف مقتضب لأمين حزب الله بالإشارة إلى أن العلاقة مع التيار الوطني الحر الذي يقوده عون "تحولت إلى تحالف "، وبالتالي التأكيد على أن لا رئيس للجمهورية، ما لم يكن عون رئيسا محسوما ومختوما بالفوز قبل أن يعطي نصر الله الضوء الأخضر بفتح المجلس النيابي من بوابة النصاب.
كتلة المستقبل : حزب الله يريد تعيين الرئيس
وحول الأزمة الحاصلة بخصوص الملف الرئاسي، قال النائب عن كتلة المستقبل الدكتور عاطف مجدلاني، في تصريحات خاصة لـ"
عربي21"، إن الاحتكام للدستور هو الحل". وأوضح أنه" يتوجب على النواب القيام بواجبهم الدستوري".
وأضاف: "النظام في لبنان ديمقراطي، وبالتالي على الجميع تطبيقه والعمل به".
ورفض مجدلاني "مبدأ انتخاب الرئيس المحسوم سلفا"، مشيرا إلى "أن الانتخاب يعني بديهيا المنافسة بين أكثر من مرشح"، واتهم حزب الله "بمحاولة فرض الرئيس الذي يناسبه على اللبنانيين"، وأشار إلى أن "ما يريده حزب الله ليس عملية انتخاب، وإنما إجراءات تعيين". وطالب بـ" الالتزام بما توافق عليه القادة المسيحيون في مقر البطريركية المارونية، حيث تعهدوا أمام البطريرك بمبدأ اختيار رئيس بينهم، على اعتبار أنهم الأقوى على الساحة المسيحية"، وأضاف أن هذا الاتفاق "موثق في بكركي، ولا يستطيع أحد التملص منه".
ورأى مجدلاني أن على أي مرشح "الحصول على ثقة جميع اللبنانيين عبر ما يقدمه من طروحات".
وعن أسباب دعم كتلة المستقبل للمرشح سليمان فرنجية، وهو من قوى 8 آذار التي يقودها حزب الله، أوضح بأن "فرنجية قدم نفسه مرشحا وسطيا، من دون التخلي عن حلفائه، وبأنه يمد اليد للجميع، ورأينا في كلامه التزاما بالثوابت والمصلحة الوطنية، وتقديمها على أي شيء".
اللقاء الديمقراطي: التعطيل أضرّ بمصلحة لبنان
من جهته، قال عضو اللقاء الديمقراطي النائب علاء الدين ترو، في تصريحات خاصة لـ"
عربي21"، إن التعطيل أضرّ بمصلحة لبنان والموارنة على وجه الخصوص".
وأكد ترو بأن "ثمة مشهدية جديدة تمثلت في التفاهم الحاصل بين عون وجعجع، كاشفا عن "وجود خلافات حقيقية بين الفريق الواحد في 8 و14 آذار".
وتحدث ترو عن أن الفرصة متاحة للحل عبر "التوجه إلى المجلس النيابي والاقتراع لانتخاب رئيس".
وعن طرح حزب الله بشأن الإجماع على مرشح واحد قبل النزول إلى مجلس النواب للاقتراع، قال ترو: "كل فريق سياسي في لبنان حر في خياراته"، لكنه أشار إلى أنه "ليس من الديمقراطية القبول بمرشح واحد، وذلك لم يحصل في العهد السوري"، مشيرا إلى فترة انتخاب العماد إميل لحود حيث "لم يتم بتاتا طرح أو فرض نظرية الإجماع على الرئيس".
وعن حديث شخصيات مقربة من حزب الله عن أحقية أن ينتخب المسيحيون مرشحهم الأقوى، قال ترو: "إن لبنان لم يشهد مثل هكذا تجارب في تاريخه"، مؤكدا أن "انتماء الرئيس يكون للبنان قبل أن يكون لطائفته المارونية".
وأضاف بأن كتلته "ليست ضد ترشيح العماد عون، لكنها ضد مبدأ فرضه"، محذرا من مغبة أن تطالب كل طائفة بهذا المبدأ في حال تم تطبيقه على
الرئاسة".
وختم ترو بأن "رئاسة الجمهورية والمجلس النيابي والحكومة مؤسسات دستورية لا يجوز صبغها طائفيا".
المرشح الرئاسي هنري حلو: الشغور باهظ الثمن
وقال هنري حلو المرشح الرئاسي عن اللقاء الديمقراطي بزعامة وليد جنبلاط، في تصريحات خاصة لـ"
عربي21"، إن "الشغور الرئاسي بات باهظ الثمن على الجميع"، محذرا من "تأثيراته الكبيرة على القطاعين العام والخاص وعلى الاقتصاد اللبناني، ما ينعكس سلبا على المواطن اللبناني".
ورأى أن الحل يكمن في "إرادة التوجه إلى المجلس النيابي لانتخاب رئيس"، رافضا الحديث عن مرشح واحد للرئاسة متمثلا بميشال عون، مطالبا "بعملية ديمقراطية تمنح النواب فرصة الاختيار، إن كان ذلك في الدورتين الأولى والثانية"، موضحا بأن "اللعبة الديمقراطية مشروعة ضمن ضوابط الدستور"، ورفض الحلو مقاطعة جلسات انتخاب الرئيس واصفا إياها بـ"الخروج عن المبادئ الديمقراطية"، ورفض الحديث عن مدى تأثير حزب الله على خيارات عون، لكنه أردف: "الإجابة تكمن عند حزب الله والعماد عون".
وعن إمكانية انسحابه لصالح أحد المرشحين عون أو فرنجية، قال: "سأستعير عبارة للشهيد رفيق الحريري، وهي ( ليس هناك أحد أكبر من بلده) "، وختم: "أعني بذلك بأن مصلحة لبنان فوق كل اعتبار"، وبأنه "جاهز لتقديم تنازل لصالح أي تسوية".