سياسة عربية

واشنطن تقصف في ليبيا وتدعو لحل سياسي بالجزائر!

تصريح توماس شانون أثار جدلا واسعا باعتبار بلاده قد استبقت لعمل عسكري في ليبيا- غوغل
دعت الجزائر إلى ضرورة محاربة الإرهاب في ليبيا" في إطار الشرعية الدولية"، في رفض "غير مباشر" للغارة الأمريكية التي استهدفت، الجمعة، مركزا لتدريب عناصر تنظيم الدولة في صبراتة الليبية، التي تبعد عن حدود الجزائر بنحو ألف كيلومتر.

  وقال وزير الخارجية والتعاون الدولي الجزائري، رمضان لعمامرة، الأحد، "إنه من الضروري محاربة الإرهاب في ليبيا "في إطار الشرعية الدولية وفي ظل احترام سيادة وأمن واستقرار هذا البلد". 

وتابع لعمامرة، في مؤتمر صحفي عقب المحادثات التي جمعته بنائب كاتب الدولة الأمريكي للشؤون السياسية، توماس شانون، أن الطرفين "استعرضا بإسهاب الوضع في ليبيا". 

 وتسود حالة نفير وسط الجيش الجزائري على الحدود مع ليبيا، بعد الغارة الأمريكية التي استهدفت مركزا للتدريب يستغله تنظيم الدولة، وأسفر عن مقتل العشرات من الأشخاص.

 وأفاد كاتب الدولة الأمريكي للشؤون السياسية، الذي يزور الجزائر منذ السبت، أن واشنطن والجزائر " ملتزمان بضرورة الحل السلمي والسياسي للأزمة الليبية، على أن تكون محاربة الإرهاب في إطار الشرعية الدولية، وفي ظل احترام سيادة وأمن واستقرار هذا البلد". 

 لكن تصريح توماس شانون أثار جدلا واسعا باعتبار بلاده قد استبقت لعمل عسكري في ليبيا، وتتخوف دول الجوار، الجزائر وتونس، من تبعات لا يحمد عقباها في حال جدد الأمريكيون ضرباتهم بالجارة الشرقية للجزائر.

 وطرحت تساؤلات بالجزائر حيال دعوى متكررة لمسؤولين أمريكيين بضرورة الدفع بالعملية السياسية في ليبيا وانتهاج الحل السياسي، بينما تقوم واشنطن بعملية عسكرية على الأرض في ليبيا.

 وذكرت صحيفة "الخبر" الجزائرية، نقلا عن مصادرها، الأحد، أن "البنتاغون أبلغ الجزائر بعملية عسكرية دقائق قبل الغارة على صبراتة".

ودعا وزير الخارجية الجزائري إلى "ضرورة انتهاج الحلول السياسية المطابقة للشرعية الدولية بشأن كل الأزمات والنزاعات لاسيما في منطقتنا". 

 ورفعت الجزائر درجة النفير إلى الدرجة الثالثة، وهي أعلى درجة بسلم المخاطر الأمنية عبر الحدود، وعزز الجيش الجزائري تواجده، بـ63 مركزا له عبر الحدود مع ليبيا وأيضا مع تونس.

 وقال العقيد المتقاعد من الجيش الجزائري، رمضان حملات، بتصريح لـ"عربي21"، الأحد، "إن الغارة الأمريكية في ليبيا، ليست هي الأولى ولن تكون الأخيرة، وسبق للقوات الأمريكية أن قصفت مواقعا بدرنة، كما احتجزت مواطنين بطرابلس للاشتباه في تورطهم في مقتل السفير الأمريكي شهر أيلول/ سبتمبر 2013".
 
ودعا حملات سلطة بلاده إلى إقامة حزام أمني بعمق 30 كيلومترا في ليبيا، كما انتقد موقف الجزائر، بعدم التدخل في ليبيا، وقال "يجب أن نحافظ على مصالحنا في هذا البلد".

 من جهته، اعتبر الدبلوماسي الجزائري، ووزير الاتصال الأسبق، عبد العزيز رحالي، بتصريح لـ"عربي21"، أن "ما حصل في ليبيا يندرج في سياق الدفع بالحل الدبلوماسي إلى الأمام، فليبيا بلد غير مستقر، والأمريكيون اختاروا تغيير المعطيات بالميدان، على نمط أنه كلما تعطلت العملية الدبلوماسية يكون هناك عمل عسكري".

 ودعا رحالي سلطات بلاده إلى حماية الحدود والاستعداد لحرب استنزاف قد تكون طويلة الأمد وأكثر كلفة، معتبرا أن "الضربات الجوية لا تكفي لمحاربة الإرهاب، ولها تأثير محدود، وهذا ما وقع بالعراق وسوريا ضد تنظيم الدولة".